كلمة ألقاها فخامة مارغريت كينياتا, كينيا · 28 إبريل 2016 · 5 دقائق
شكراً لك دكتور كيوكو على هذه المقدمة اللطيفة.
الأميرة الزهراء آغا خان،
أعضاء السلك الدبلوماسي،
الضيوف المميّزون،
سيداتي وسادتي،
أُوجه الشكر لجامعة الآغا خان على دعوتها الكريمة، ويشرفني أن أكون جزءاً من هذا العمل الراقي والمتميّز على مستوى العالم، والذي يقوم به مركز التميّز في صحة المرأة والطفل، لتعزيز حدود الطب الحديث من خلال الأبحاث الرامية للاهتمام بصحة النساء والأطفال في جميع أنحاء كينيا وشرق إفريقيا والمنطقة بأسرها.
يشجعني ويسعدني أن أكون من بين الشركات ذات العقلية الاجتماعية الممثلة في هذه القاعة، والتي تعمل من منطلق أن الاستثمار في مستقبل الحياة البشرية سيثبت دائماً أنه ناجحٌ ومربحٌ، وهو تذكيرٌ لنا جميعاً بأن أمهاتنا اللواتي جلبونا لهذا العالم وأطفالنا الذين نعيش من أجلهم والذين سنترك لهم عملنا وعالمنا، هم عاملٌ مشتركٌ يربطنا معاً.
نقوم اليوم بإطلاق العد التنازلي لدراسة حالة كينيا لعام 2015، والتي ستوفر البيانات التي تشتد الحاجة إليها، والتي تسهم بتقديم المساعدة لصانعي السياسات وأصحاب المصلحة مع خارطة طريق من شأنها المساعدة في تسريع وتقديم الإجابات الرامية لتحسين صحة الأمهات والأطفال، إضافةً إلى تحقيق أهداف وطنية أعلى تتعلق بالواقع الصحي.
يُذكر أن العد التنازلي نحو عام 2015 هو حركة عالمية تأسست عام 2003 باعتبارها تعاون متعدد التخصصات ومتعدد المؤسسات، استجابةً للاعتراف المتزايد بأن تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية المتعلقة بالصحة يتطلب تغييرات جذرية في المستوى والنطاق. هذا ويقوم العد التنازلي بتتبع التقدم المحرز في مجال الاهتمام بصحة الأمهات وحديثي الولادة والأطفال في الدول الـ75 الأكثر عبئاً لتعزيز العمل والمساءلة، فضلاً عن متابعة الالتزامات وفقاً للإستراتيجية العالمية المتعلقة بصحة النساء والأطفال.
سيداتي وسادتي،
يُذكر أن "حملة ما وراء الصفر"، التي أطلقتُها في عام 2014 وتضمنت 4 سباقات ماراثون، علمتني بعد مرور عامين درساً كبيراً واحداً، وهو قوة التعاون الإيجابي، والتي لا تقدر بثمن، ويسعدني جداً أن أرى نفس النوع من هذا التعاون يجري وبزخمٍ هنا اليوم.
أصبحت جامعة الآغا خان علامةً بارزةً بوصفها واحدةً من رواد العالم في الأبحاث المتعلقة بصحة الأمهات والأطفال. يوفر عملكم لحكوماتنا التحليل الأساسي القائم على الأدلة لاستخدامه في التطبيق والاستيعاب بين الممارسين والعاملين في مجال الرعاية الصحية، إضافةً إلى أنه يبني ويعزز قدرة الأنظمة الصحية عبر تثقيف وتعليم المتخصصين والممرضات والقابلات والطلاب الذين يتعلمون في جامعاتنا.
أهنئ كلية التمريض والقبالة بجامعة الآغا خان في نيروبي على مساهمتها بمجموعة من الأطباء المتخصصين بطب الأسرة والتوليد وأمراض النساء وطب الأطفال وصحة الطفل، هؤلاء هم قادة المستقبل الذين ينضمون للكفاح من أجل إنقاذ حياة النساء والأطفال.
أُوجه شخصياً الشكر والتقدير لمستشفى الآغا خان كداعمٍ قويٍ وشريك في حملة "ما وراء الصفر"، والحملة ضد سرطان عنق الرحم والثدي والبروستاتا. نوجه لكم الشكر أيضاً على خدمات العلاج الإشعاعي المجانية الـ200 التي قدمتموها كجزء من مساهمتكم في سباق نصف ماراثون السيدة الأولى لعام 2016.
سيداتي وسادتي،
يتجلى نجاح الجهود التعاونية مرة أخرى من قبل المساهمين، الذين عملوا مع جامعة الآغا خان للوصول لمعلومات صحية مهمة وفي الوقت المناسب مثل مستشفى "سيك كيدز"، الذي يعتبر أحد مراكز الرعاية والاهتمام بصحة الأطفال في العالم في تورنتو وجامعة نيروبي ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، إضافةً إلى حكومة كندا ومنظمة رعاية الأسرة الدولية وأسرة الأمم المتحدة وصندوق الولايات المتحدة.
قدم هذا المنتدى لنا جميعاً كأصحاب مصلحة الإلهام والفرصة للتفكير في التحديات التي نواجهها في تحقيق الأهداف الرامية للاهتمام بصحة الأمهات والأطفال، وصقل إستراتيجيتنا المشتركة لتحقيق تلك الأهداف، والاحتفال بالنجاحات التي حققناها، فضلاً عن تجديد تعاوننا الجماعي، والالتزام بإنهاء هذا السباق على نحوٍ جيد.
كمجتمع عالمي، كلما نجحنا في إحياء التزامنا بقضية ما، فإننا نجلب الطاقة والحماس ووضوح الاتجاه والإحساس القوي للتركيز مرة أخرى، حيث يتم حقن مبادراتنا بإحساس جديد لتحقيق الهدف الذي نصبوا إليه.
سيداتي وسادتي،
تمتاز طبيعتنا البشرية في الواقع أنه قد يلحقها بمرور الوقت فترات من الخمول والكسل والهدوء الخطير، وهنا من الأهمية إقامة المنتديات مثل منتدى اليوم لتذكيرنا بما هو مهم وما هو على المحك عندما لا نعطي التقدم أو نعيره دُفعةً وزخماً كبيراً.
لحسن الحظ، تم إحراز تقدم مذهل في كل من كينيا وفي جميع أنحاء العالم في خفض عدد الوفيات عند الأمهات والأطفال. ولكن لا يزال ثمة الكثير الذي يتعين علينا القيام به. إنه لأمر مشجعٌ للغاية أن النساء يتلقين حالياً رعاية أفضل قبل الولادة أكثر من أي وقت آخر في التاريخ، ما أدى لانخفاض معدل الوفيات عند الأمهات والأطفال، إضافةً إلى أن اللقاحات التي يأخذها الأطفال حالياً هي أكثر مما كان عليه الحال في مطلع القرن، إلى جانب بذل المزيد من الجهود والأعمال أيضاً في تثقيف الأمهات حول كيفية رعاية أطفالهن.
يجب أن نحتفل بالنجاح الذي حققناه كدولة وكقارة وكعالم، لأننا حققنا الكثير، وهذا يجب أن يلهمنا بضرورة استمرار التقدم والمُضي قدماً لأن العمل لم ينته بعد.
يجب أن ننتهي من الحلقة المتعلقة بتقديم الرعاية الصحية، وأن نتصدى بجدية للأمراض غير المعدية مثل السرطان والسكري وارتفاع ضغط الدم، والتي أودت بحياة العديد من عائلاتنا وأفراد شعبنا. نحتفل هذا الشهر بشهر التوحد العالمي، وهذه الحالة آخذة في الانتشار في كينيا وحول العالم، ما يتطلب منّا المزيد من الاستثمار لتحسين التشخيص المبكر عند الأطفال المولودين، الذين يواجهون تحديات فكرية وجسدية. ثمة حاجة للقيام بالمزيد من الأبحاث، فضلاً عن ضرورة بناء وتعزيز القدرات، إلى جانب تقديم المزيد من الدعم لتجهيز أطبائنا ومقدمي الرعاية والعائلات ليلعبوا دوراً داعماً وكبيراً بشكل أفضل.
سيداتي وسادتي،
لا يزال ثمة قدر كبير من التفاوت وعدم المساواة في الحصول على الرعاية الصحية، إضافةً إلى الكثير من العقبات التي يتعيّن على بعض النساء تجاوزها للحصول على حقّهن بتلقي الرعاية الصحية وبأسعار معقولة. ولا يزال هناك الكثير من حالات الوفيات عند الأطفال، وهذا الأمر من الممكن تجنبه ومنع حدوثه، وهو يشكّل مأساةً مفجعة للقلب، ونزيفاً لإمكانات العالم وأمله ومستقبله.
وهذا ما تم تذكيرنا به اليوم.
سيداتي وسادتي،
لقد سمعنا العديد من الحقائق، ولدينا الأرقام، لهذا يجب أن نتذكر أن هذه الأرقام تروي بعضاً من قصص الناس، ما يحتّم علينا مرة أخرى التعهد والالتزام بالوقوف معاً لحماية أمهاتنا وتقديم الرعاية لأطفالنا.
قُدّمت لنا الإجراءات والخطوات الرئيسية الواجب القيام بها، وهي تتضمن: تعزيز الأنظمة الصحية وتوسيع نطاق التدخلات على مستوى المجتمع المحلي، إضافةً إلى ضرورة تحقيق الأهداف الصحية التي تستهدف السكان الفقراء المهمّشين، فضلاً عن الحد من الحواجز المالية والحوكمة وحماية الفئات الضعيفة. يجب أن تكون هذه الإجراءات نقطة تركيز مشتركة لنا جميعاً.
ليس لدي أدنى شكٌ في أننا اقتربنا من خط النهاية، ويسعدني الآن أن أُطلق رسمياً تقرير العد التنازلي لكينيا.
وشكراً لاهتمامكم.