كلمة ألقاها فخامة السيد ويليام روتو، رئيس جمهورية كينيا, 26 أغسطس 2025 · 4 دقائق
AKDN / Akbar Hakim
صاحب السمو،
بالنيابة عن حكومة وشعب كينيا، أقدم أحر التهاني لكم، صاحب السمو الأمير رحيم الحسيني آغا خان الخامس، على توليكم القيادة الموقرة بصفتكم الإمام الوراثي الخمسين للمسلمين الشيعة الإسماعيليين.
كما يسعدني أن أهنئكم على نيلكم وسام القلب الذهبي من الدرجة الأولى (C.G.H.)، وهو أرفع وسام مدني في كينيا، تقديرًا لالتزامكم الشخصي والخدمة المتميزة التي قدّمتها شبكة الآغا خان للتنمية (AKDN) لشعب كينيا.
كما أهنئ الأميرة الزهراء آغا خان على نيلها وسام "شيخ وسام القلب الذهبي" (E.G.H.)، وهو تكريم يعكس قيادتها المتميزة وتفانيها مدى الحياة في النهوض بالصحة والتعليم والتنمية الاجتماعية، هنا في كينيا وحول العالم.
هذه اللحظة تاريخية ورمزية في آنٍ واحد، وهي تؤكد تقدير كينيا العميق للإرث المستمر للإمامة الإسماعيلية، التي لطالما كانت خدمتها للإنسانية ركيزةً أساسية في مسيرتنا الوطنية. على مدى عقود، كانت شبكة الآغا خان للتنمية حليفًا موثوقًا في تنمية كينيا؛ فقد أنشأت المستشفيات والمدارس التي تنقذ الأرواح وتُنمّي المواهب، واستثمرت في قطاعات الضيافة والإعلام والتأمين لتحفيز النمو وخلق فرص العمل، وعزّزت المبادرات الثقافية والبيئية التي تحمي تراثنا وتقوّي مجتمعاتنا.
تتوافق هذه المساهمات تمامًا مع أجندة التحول الاقتصادي من القاعدة إلى القمة، التي ترتكز على مبادئ الإنصاف، وتكافؤ الفرص، والكرامة لجميع الكينيين.
صاحب السمو، نستذكر بامتنانٍ عميق المساهمات الرائعة لوالدكم الراحل، صاحب السمو الآغا خان الرابع. لقد ترك تفانيه المستمر في تحسين جودة الحياة، وشراكته الوثيقة مع كينيا منذ الاستقلال، إرثًا لا يُقدّر بثمن. ونحن على ثقةٍ بأنه، تحت إشرافكم، لن تواصل الإمامة هذه المهمة النبيلة فحسب، بل ستفتح أيضًا آفاقًا جديدة للتعاون بيننا.
يمثّل توقيع مذكرة التفاهم للتعاون العام بين حكومة كينيا والإمامة الإسماعيلية علامةً فارقة في علاقاتنا، إذ أرسى هذا التوقيع الأساس لتعاونٍ أعمق في مجالات الرعاية الصحية، والتعليم، والحفاظ على البيئة، والعمل المناخي، وصون التراث الثقافي.
بالفعل، يُعدّ تأثير شبكة الآغا خان للتنمية في كينيا واسع النطاق ومحفّز للتغيير. إذ تستقبل مرافقها الصحية أكثر من 900,000 زيارة للمرضى سنويًا، مقدّمةً رعاية عالية الجودة للعائلات في مختلف أنحاء البلاد. وبفضل ثلاثة مستشفيات كبرى وأكثر من 70 مركزًا صحيًا، رسّخت الشبكة حضورًا صحيًا يصل إلى أعماق المجتمعات، مقدّمةً خدمات لصحة الأم والطفل تنقذ أرواحًا لا تُحصى. وإلى جانب العلاج، فإن التزامها بالتعليم العالي والتدريب يزوّد أطباءنا وممرضينا والمتخصصين بمهارات عالمية، ويُعزّز القوى العاملة في قطاع الرعاية الصحية في كينيا.
بالإضافة إلى ذلك، يسعدني أن أشير إلى التعاون الأخير بين هيئة الصحة الاجتماعية (SHA) ومستشفى جامعة الآغا خان، الذي يهدف إلى توسيع نطاق الوصول إلى عمليات زرع الكلى المنقذة للحياة وجراحات القلب المتقدمة. وبموجب هذا الإطار، توفّر هيئة الصحة الاجتماعية الدعم المالي والرعاية الاجتماعية للمرضى المؤهلين، بينما يقدّم مستشفى الجامعة الرعاية الطبية المتخصصة. ويضمن هذا التعاون حصول الكينيين الأكثر ضعفًا ليس فقط على الجراحة، بل أيضًا على التقييم قبل العملية والرعاية بعدها، مع حمايتهم من النفقات الصحية الباهظة.
في مجال التعليم، دعمت مؤسسة الآغا خان ما يقرب من 1,000 مدرسة حكومية، مما أفاد مئات الآلاف من التلاميذ والمعلمين. وتؤكد مبادرات مثل "مدارس 2030"، التي استضافتها كينيا هذا العام، التزامنا المشترك بالابتكار والتميّز في التعليم. وبالقدر نفسه من الإعجاب، يبرز العمل البيئي لشبكة التنمية؛ ففي غضون ثلاث سنوات فقط، زُرعت 1.5 مليون شجرة في كينيا، معظمها في غابة ماو، وذلك في إطار برنامج عالمي أوسع نطاقًا زرع أكثر من 100 مليون شجرة في آسيا وأفريقيا.
بينما نحتفل بهذه اللحظة التاريخية، نتطلع بالمثل إلى فرص جديدة لتعميق تعاوننا في المجالات التي تقع في صميم التحول الذي تشهده كينيا. نرحب بشراكتكم في برنامج الإسكان الميسر، وهي مبادرة رائدة ستوفر مأوى آمناً وكريماً للملايين، بينما تخلق آلاف فرص العمل، وتحفز الصناعات، وتوسع الفرص للمؤسسات الصغيرة.
كما نسعى إلى العمل معكم عن كثب في مشروع تجديد نهر نيروبي، من خلال برنامج "برنامج العمل المناخي" (Climate WorkX)، الذي يُشرك بالفعل 40,000 كيني في نيروبي في عملٍ هادف لإعادة تأهيل الأنظمة البيئية، وتنظيف الأنهار، وإنشاء مساحات حضرية مستدامة.
تحيي هذه المبادرات عاصمتنا، وتوفّر للشباب فرص عمل حقيقية، وتحوّل نيروبي والمراكز الحضرية الأخرى إلى نماذج عالمية للتجديد الأخضر والمرِن. وبفضل خبرة شبكة الآغا خان للتنمية المثبتة في مجالات الحفاظ على البيئة، والتراث الثقافي، والتنمية المجتمعية، فإنني على ثقةٍ من قدرتنا على توسيع نطاق وتأثير هذه المبادرات، بحيث يُحقق العمل المناخي كلاً من الاستعادة البيئية والكرامة الإنسانية.
صاحب السمو، إن شعب كينيا يكن لكم وللإمامة أسمى آيات التقدير والاحترام. اليوم، نكرّمكم ليس فقط كقائد، بل أيضًا كشريك وصديق. ونفعل ذلك بثقةٍ بأن الروابط بيننا ستزداد قوة، دافعةً إلى الأمام رؤيةً مشتركةً للكرامة والعدالة والازدهار لشعبنا ومنطقتنا والعالم.
أشكركم.