كلمة ألقاها د. أنجيلا أونجوي, نيروبي، كينيا · 15 فبراير 2017 · 3 دقائق
ضيفة الشرف البروفيسورة كوليت أكوث سودا، الأمينة العامة في القسم الخارجي للتعليم الجامعي في وزارة التعليم بجمهورية كينيا،
الأمين يوسف كيشافجي،
رئيس الجامعة فيروز رسول،
الضيوف المميّزون،
أعضاء هيئة التدريس، وموظفو وخريجو جامعة الآغا خان،
أفراد العائلات، والأصدقاء المحترمون،
الزملاء المتخرجون،
السيدات والسادة،
صباح الخير
يشرفني ويسعدني بكل تواضع تلبية الدعوة للتحدّث نيابةً عن زملائي في القسم اليوم، الذين يتواجد بعضهم هنا، والذين رافقتهم وتعلمت منهم، وأهتم بهم كثيراً وأحترمهم، ولهذا من الصعوبة وصفهم أو التحدث عنهم. تم توزيع هذه المناصب التدريبية التي تخرجنا منها على أساس الجدارة، وقد عملنا جميعاً بجدٍ للوصول إلى هنا. وإنني متأكدة عندما أتحدث نيابةً عن الجميع بأننا جميعاً نشعر بأننا محظوظون لحصولنا على فرصة يتوق إليها العشرات من الأشخاص.
لقد حققت جامعة الآغا خان نجاحات كثيرة، وسمعتها الرائعة تسبقها. تمكّنت برامج الماجستير في الطب، التي يديرها برنامج التعليم الطبي بعد التخرج، من تخريج 23 متخصص (22 في هذا الحرم الجامعي وواحد في حرم دار السلام)، والذين سيستمرون في الارتقاء في مجالات تخصصهم. إضافةً إلى قيام كلية التمريض والقبالة من خلال برنامجها الصارم في الدراسة بتجهيز 31 ممرضة أخرى بدرجات علمية لمنحهم المكانة المهنية المناسبة للمساعدة في تغيير مسار الرعاية الصحية في كينيا. كما ساهم معهد تطوير التعليم بتخريج 58 معلم، حيث حضر 21 من أصل 30 منهم الاحتفالات التي جرت بالحرم الجامعي في دار السلام وكمبالا على التوالي، فضلاً عن حضور 7 منهم حفل اليوم، والذين سيساهمون في تحقيق تقدم لمصلحة شعبنا في مجال التعليم.
جئت إلى مستشفى جامعة الآغا خان وكلّي أملٌ وعزمٌ على نقش اسمي ضمن لوحة ميراثها: كنت سأغيّر العالم من خلال انتهاج أفضل الممارسات، ولكنني لاحظت أن أشياء كثيرة تتغيّر في داخلي. لقد ذهب زملائي بعيداً، وأخذ وزني يتناقص، وعانيت من آلام في رقبتي. وفي كثير من الحالات بدلاً من تقديم الرعاية والعطف للآخرين، كنت أتلقى المحبة والمعاملة اللطيفة منهم.
كنت أعتمد على الحكمة في حل النزاعات، إضافةً إلى بذلي قصارى جهدي في التعليم وأثناء التدريبات العملية. لقد ساهم زملاؤنا الكبار، فضلاً عن موظفي أقسام الدعم، إلى جانب المرضى الذين قدمنا لهم الخدمات بمنعنا من فقدان إنسانيتنا في السباق نحو الكمال الأكاديمي والمهني.
أقول وبكل جرأة أننا تغيّرنا جميعاً بعد انضمامنا لهذا المجال المرتكز على القيم الشريفة.
بالنيابة عن دُفعة الخريجين، أُوجه الشكر لسمو الآغا خان، وإننا نفخر بما استفدناه من رؤية وثبات سموّه. ونوجّه الشكر لأعضاء هيئة التدريس. لقد اكتسبنا بالفعل خيرة المعرفة والمهارات التي تمتلكها قارتنا.
ساهمت التحديات التي واجهناها في تشكيل شخصياتنا ومهاراتنا وتطويرنا، إضافةً إلى أننا أقمنا صداقات سريعة، وعلاقات مهنية راسخة مدى الحياة. تعلمنا أن نقدم الخدمات للأثرياء والمحتاجين والآخرين على أتم وجهٍ. لقد تفاعلنا مع الآخرين في اختصاصاتنا، وندرك أننا وصلنا حقاً لمستوى عالمي من خلال التدريبات التي خضعنا لها، وأننا قادرون ليس فقط على التأقلم مع أي بيئة، بل الريادة فيها.
نحن ممتنون دوماً لإتاحة الفرصة لنا لمتابعة شغفنا أثناء ممارسة مهنتنا بين الأشخاص الذين نعتبرهم جزءاً من عائلتنا.
أُصلي أن نتمكن من استخدام كافة مهاراتنا ومواهبنا خلال تقديم الخدمات، وأن نسهم بتحقيق أفضل النتائج، وبالتالي تغيير الوضع الراهن نحو الأفضل. رغم الصعوبات التي تعترض تقديم الرعاية الصحية، إضافةً للصعوبات في مجال التعليم، يجب أن نكون منارات تمنح الأمل في مجالات عملنا، وأن نُظهر روح الدعم الثابتة، وأن نتحلى بالإرادة والتصميم للدفاع عن الحق، وأن نمتلك الشجاعة للوقوف وحدنا إذا لزم الأمر، فضلاً عن بقائنا محاربين من أجل قضيتنا أثناء إحراز تقدم في الحالة الصحية عند المرضى، والنهوض بمستوى الطلاب في كينيا نحو الأعلى. بالإضافة إلى جعل أعلى المعايير هي الحد الأدنى بالنسبة لنا، ولنتحلّى بروح جامعة الآغا خان التي تحمل التميّز على أجنحتها، وأن نترك أثراً إيجابياً على حياة الآخرين خارج شواطئنا.
بارك الله بكم جميعاً
وتهانيّ لخريجي دُفعة عام 2016