بيشكيك، قيرغيزستان · 21 يونيو 2025 · 3 دقائق
أُلقيت الكلمة في 21 يونيو 2025 من قبل الدكتور شمش قاسم لاكا، رئيس مجلس أمناء جامعة آسيا الوسطى.
أصحاب المعالي الوزراء،
أصحاب السعادة المحافظين،
رئيس وأعضاء مجلس الأمناء،
رئيس الجامعة، وأعضاء الهيئة الأكاديمية والإدارية،
الأهالي، والشركاء، والأصدقاء،
وقبل كل شيء، خريجو دفعة عام 2025 الأعزاء:
يسعدني بحق أن أخاطبكم وعائلاتكم في هذا اليوم المميز، وأن أشارككم بعض الكلمات بينما نحتفل معًا بهذه المناسبة المهمة. أعلم أن الاحتفالات تُقام في حرمي الجامعة في خوروغ ونارين، ويؤسفني أنني لست بينكم شخصيًا.
اسمحوا لي أن أبدأ بتهنئة الخريجين تهنئةً حارة في هذا اليوم الذي يُجسّد تتويج خمسة أعوام من العمل الجاد من قبلكم ومن قِبل أعضاء هيئة التدريس، إلى جانب التضحيات الكبيرة التي قدّمتها عائلاتكم. أنتم تغادرون اليوم بشهادات تخرّجكم بين أيديكم ــ شهادةً على إنجازكم ــ وتحملون معكم المعرفة التي اكتسبتموها خلال سنوات دراستكم في جامعة آسيا الوسطى، لترافقكم مدى الحياة.
إن حفل اليوم لا يُمثّل احتفالًا بإنجازاتكم فحسب، بل يشكّل أيضًا مناسبة للاحتفاء بالذكرى الخامسة والعشرين لتوقيع المعاهدة الدولية التي أسّست جامعة آسيا الوسطى كجامعة إقليمية، في إطار شراكة استثنائية جمعت الدول المؤسسة: كازاخستان، قيرغيزستان، طاجيكستان، والإمامة الإسماعيلية. لقد حققنا الكثير خلال هذه السنوات الخمس والعشرين، بفضل التعاون مع شركائنا والعديد من الجهات المعنية، وإنني متحمّس لما قد يحمله الربع قرن المقبل من فرص ونجاحات.
هذه كلمتي الأولى بصفتي مستشارًا للجامعة، ويسرّني أن أستهلّها بالإشادة برؤية والدي الراحل، الذي وضع تصوّر هذا المشروع الاستثنائي والرائد، وأسّسه، وساهم في تجسيده على أرض الواقع. ولو كان بيننا اليوم، لكان فخورًا وسعيدًا بما حققته هذه الدفعة المتخرجة من إنجازات.
في إطار عمل جامعة آسيا الوسطى، وضمن المساعي الأوسع لشبكة الآغا خان للتنمية، تواصل الإمامة الإسماعيلية التزامها بتحسين حياة شعوب آسيا الوسطى، من خلال شراكة وثيقة مع الحكومات والجهات المتعاونة القيّمة الأخرى، عبر جهود ومشاريع مشتركة. ويُعدّ الحصول على تعليم عالي الجودة ركيزة أساسية في نهجنا التنموي، نظرًا لما ينطوي عليه من قدرة على إحداث تأثير تحويلي ومستدام.
نعيش اليوم مرحلةً من التحوّل والتغيير الجذري، في ظل تسارع وتيرة التقدّم التكنولوجي. ويشهد قطاع التعليم أكبر تحوّل منذ اختراع المطبعة، ما يضع على عاتق جامعة آسيا الوسطى مسؤولية الريادة في مواكبة هذا التغيير.
وفي الوقت ذاته، نُعايش آثار تغيّر المناخ المتفاقمة على حياتنا اليومية، وهو تحدٍّ بالغ الأهمية، لا سيّما في المناطق الجبلية التي تنشط فيها جامعة آسيا الوسطى. كذلك تشهد الاتجاهات الاقتصادية العالمية تحوّلات عميقة في أنماط التجارة، في ظل بيئة جيوسياسية متقلّبة، ونماذج حوكمة آخذة في التطور.
في هذا السياق، أُعرب عن ثقتي التامة بأن دفعة الخريجين مؤهلة بالكامل لمواجهة التحديات المقبلة. فالتخصصات التي درستم، سواء في الاقتصاد، أو علوم الحاسوب، أو الاتصالات والإعلام، أو علوم الأرض والبيئة، تُعد ذات أهمية خاصة في عالمنا المتغير.
والأهم من ذلك، أن برنامجنا الأكاديمي أتاح لكم اطلاعًا واسعًا على طيف من التخصصات، وعزّز قدرتكم على التعلّم المستمر وتطبيق التفكير النقدي. كما أنكم تتقنون لغاتكم الوطنية إلى جانب اللغة الإنجليزية، التي تُعد الأداة العالمية للتواصل في مجالي الأعمال والإنترنت.
يكمن المعيار الحقيقي لقيمة الجامعة في أداء خريجيها في المستقبل، وفي ما يحققونه من خلال تعليمهم. وإنني على يقين بأن هذه الدفعة ستواصل تقديم مساهمات كبيرة لمجتمعاتها. أطيب تمنياتي وصلواتي ترافقكم، وأتمنى لكم كل التوفيق والنجاح.
اسمحوا لي أن أختتم كلمتي بالتعبير عن عميق امتناني لكل من أسهم في إنجاح هذه المسيرة على مدار الأعوام الخمسة والعشرين الماضية: من الدول المؤسسة، وأعضاء هيئة التدريس والموظفين، ومجلس الأمناء، والمانحين والمتطوعين، وقبل كل شيء، المجتمعات التي احتضنت الجامعة منذ بداياتها.
يحمل الطريق الممتد أمامنا تحديات جديدة، لكنه يعدُ في الوقت نفسه بآمال متجددة. فلنسلكه معًا ــ بهدف واضح، وبشراكة حقيقية، وبأمل لا ينضب.
شكرًا لكم.