كلمة ألقاها صاحب السمو الآغا خان, نيروبي، كينيا · 26 أغسطس 2025 · 3 دقائق
AKDN / Akbar Hakim
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس روتو
أصحاب المعالي الوزراء
أصحاب السعادة
الضيوف الكرام
اسمحوا لي أولًا أن أعرب عن بالغ امتناني لفخامة الرئيس روتو على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظيت بهما خلال أول زيارة لي إلى شرق إفريقيا، وذلك منذ تولّي الإمامة الإسماعيلية في وقت سابق من هذا العام.
لطالما احتلت كينيا مكانة خاصة في قلوب أفراد عائلتي؛ إذ أُطلقت فيها بعضٌ من أقدم مشاريع الآغا خان التنموية التي تعود إلى عهد جدي الأكبر، ولا يزال العديد منها قائمًا حتى اليوم. وقد أمضى صاحب السمو الآغا خان الرابع، والدي الراحل، سنوات طفولته الأولى في نيروبي. ومثل عمي الأمير أمين، الذي نشأ هنا أيضًا، لطالما اعتز والدي بذكريات هذا البلد الجميل وشعبه الكريم. لقد استمتعت أنا وولداي كثيرًا بزياراتنا إلى كينيا، ونتطلع إلى المزيد منها في السنوات المقبلة.
لأكثر من قرن، اتخذ أفراد من المجتمع الإسماعيلي هذا البلد وطنًا لهم، وأسهموا في نهضة كينيا واستلهموا من روحها الجامعة بين الوحدة والتنوع. وفي هذا السياق، يشرفني بعمق أن أتقلّد وسام القلب الذهبي من الدرجة الأولى. وإنني ممتنٌّ للغاية لفخامة الرئيس روتو على هذا التكريم، وعلى ترحيبه الحار. ويحمل هذا التقدير أهمية خاصة بالنسبة لي، إذ إن والدي الراحل نال أيضًا وسام القلب الذهبي من الدرجة الأولى من الرئيس كيباكي خلال احتفالات يوبيله الذهبي.
لذلك، أتقبّل هذا الشرف العظيم بتواضعٍ عميق وامتنانٍ كبير. ويشرّفني أن أكون هنا اليوم بين قادة أمة تجمعها بالإمامة الإسماعيلية صداقةٌ راسخة، واحترامٌ متبادل، وشراكةٌ آخذة في النمو.
من خلال عمل شبكة الآغا خان للتنمية ــ سواء في مجالات الصحة، أو التعليم، أو الثقافة، أو التنمية الاقتصادية، أو البيئة ــ لطالما تمثّل هدفنا في تحسين جودة الحياة للجميع، بغض النظر عن خلفياتهم أو معتقداتهم. نحن فخورون بأن برامجنا ومؤسساتنا تخدم ملايين الكينيين من مختلف فئات المجتمع وعبر شتى مجالات العمل الإنساني. لقد وجدنا في كينيا حكومةً ومجتمعًا رحّبا دومًا بهذه الجهود، ودعماها برؤية واضحة وعزيمة راسخة.
إن مذكرات التفاهم التي نوقّعها اليوم تُبنى على إرثٍ غني من التعاون، وتعكس عمق العلاقة بين الإمامة الإسماعيلية وجمهورية كينيا، كما تُجسّد طموحًا مشتركًا لتعزيز أثر هذه العلاقة. ويتمثل هدفنا في العمل جنبًا إلى جنب مع الحكومة لمواجهة التحديات الناشئة، مثل تغيّر المناخ، وتجديد المناطق الحضرية، وتطوير الخدمات العامة. وسينصبّ نهجنا على ضمان توافق برامجنا بشكل هادف مع الأولويات الوطنية لكينيا، ومع أجندة التحوّل الاقتصادي من القاعدة إلى القمة. وكما كان الحال في الماضي، سنواصل حشد قدراتنا ومواردنا المؤسسية، إلى جانب قدرات وموارد شركائنا ومستثمرينا الدوليين، بما يعود بالنفع على كينيا.
لقد أظهرت كينيا قيادة جديرة بالثناء في مواجهة تحديات المناخ، وتشارك الإمامة الإسماعيلية الشعور بالإلحاح والأهمية الذي توليه لهذه التهديدات. وإنني ملتزم بضمان أن تدعم مؤسساتنا جهودكم الرامية إلى تطوير المعارف وإيجاد حلول مبتكرة للإدارة البيئية. كما نرى فرصًا واعدة للتعاون في مجالات مثل تجديد المناطق الساحلية والأبحاث المناخية، حيث تستعد مؤسساتنا لتخصيص موارد إضافية، سعيًا لتحقيق أهدافنا المشتركة.
في الختام، اسمحوا لي أن أتوجّه بالشكر مجددًا إلى فخامة الرئيس على حفاوة الاستقبال، وعلى الشرف الذي تفضّل بمنحي إياه اليوم. أتقبّل هذا الوسام كتقديرٍ للماضي، لكنه أيضًا عهدٌ للمستقبل ــ عهدٌ بمواصلة السير جنبًا إلى جنب مع شعب كينيا في السعي نحو غدٍ أكثر شمولًا، وإنصافًا، وأملًا.
أشكركم جزيل الشكر.
أسانتي سانا. (شكرًا جزيلًا).