كلمة ألقاها معالي جانيت موسيفيني , كامبالا، أوغندا · 11 سبتمبر 2025 · 4 دقائق
AKDN / Akbar Hakim
فخامة رئيس جمهورية أوغندا،
صاحب السمو الآغا خان،
الأميرة الزهراء آغا خان،
السيد بيتر بريموس، نائب سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى جمهورية أوغندا،
ممثلو الحكومة والسلك الدبلوماسي المجتمعون هنا اليوم،
الرئيس ذاكر محمود، وأعضاء مجلس أمناء جامعة الآغا خان ومجالس إدارتها،
نائب مستشار الجامعة سليمان شهاب الدين، وأعضاء هيئة التدريس والموظفين والداعمين لجامعة الآغا خان،
الضيوف الكرام: الضيوف الكرام:
مساء الخير لكم جميعًا.
أقف هنا اليوم وقلبي مفعم بالفرح والامتنان لله، الذي جعل هذا الدعاء، الذي طالما رفعه شعب أوغندا، حقيقةً واقعةً، متمثلةً في حرمٍ لمستشفى تعليمي هنا في كمبالا. كنا نأمل أن نقيم واحدًا في جامعة ماكيريري، لكن الله اختار أن يمنحنا حرم جامعة الآغا خان هنا، على مرمى حجر من جامعة ماكيريري. إنها نعمة عظيمة لنا، وحقيقةُ أننا نحتفل بهذا الإنجاز الكبير بصحبة صاحب السمو، لا تزيده إلا أهمية، ولا يسعنا أن نشكركم بما فيه الكفاية على اختياركم الحضور شخصيًا اليوم.
وكذلك الأميرة الزهراء، التي كانت حاضرة معنا عند وضع حجر الأساس لهذا المشروع؛ نشكركم، ونكرر شكرنا لحرصكم على التواجد هنا اليوم. وتفضلا بقبول خالص امتناننا لكما على جهود شبكة الآغا خان للتنمية في أوغندا. ويسرني أيضًا أن أرحب بالأمير علي في أوغندا، وآمل أن تكون هذه الزيارة الأولى بين زيارات عديدة أخرى لبلدنا.
صاحب السمو، أود أيضًا أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن تقديري للإرث العظيم لصديقنا، المغفور له صاحب السمو الآغا خان، الذي تشهد عليه مبادرات التنمية العديدة التي قادها، والتي أفاد منها شعبنا كثيرًا. وكما ذكرتُ سابقًا، فإن هذا المشروع ثمرة شراكة؛ فقد منحت حكومة الحركة الوطنية للمقاومة (NRM) الجامعة بسخاء 60 فدانًا من الأرض هنا، فيما تقدم جامعة الآغا خان خبرتها وتجربتها، وتوفر، مع شركائنا، الاستثمار الضخم اللازم لمشروع بهذا الحجم. ونحن ممتنون حقًا لهذا الجهد.
صاحب السمو، كما تعلمون، كان هدفنا كدولة، على مستوى الجامعات، هو توسيع الفرص لضمان المساواة وتعزيز دور التعليم العالي كمحرّك للابتكار والتنمية الوطنية. لقد دأبت حكومة الحركة الوطنية للمقاومة (NRM) بلا كلل على دعم توسيع التعليم الجامعي العام، من أجل زيادة نطاق الوصول إليه وضمان بناء القدرات في رأس المال البشري لدينا، وذلك عبر توفير تعليم عالٍ ذي جودة لشعبنا. وقد شهدنا في هذا المسار انتقالنا من جامعة واحدة إلى عشر جامعات حكومية، بالإضافة إلى ثمانٍ وأربعين جامعة خاصة. وبينما أتحدث الآن، تستضيف أوغندا المؤتمر الوزاري الإقليمي الأول حول منطقة التعليم العالي المشتركة لشرق إفريقيا، الذي بدأ يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع ويُختتم اليوم. ونعتقد أن المداولات التي ستصدر عن هذه التجمعات الإقليمية المهمة ستسهم إسهامًا قيّمًا في مشهد التعليم العالي في منطقتنا.
يسعدني أن أُفيدكم بأنه، ومن خلال شراكات متنوعة، استفادت عدة جامعات حكومية لدينا من مختبرات ومكتبات ومرافق فنية جديدة، وهي لا تزال تعزز التعليم والبحث والابتكار في جامعاتنا. وفي هذا الوقت، وبفضل الله، تمكّنا من بناء وإعادة بناء البنية التحتية في العديد من مؤسساتنا ووكالاتنا التعليمية.
مؤخرًا، قمنا بتدشين مبنى قاعة ماري ستيوارت في جامعة ماكيريري، وهو واحد فقط من بين العديد من الإنشاءات الجديدة، بما في ذلك مبنى الإدارة الرئيسي. كما وضعنا حجر الأساس لتوسعة مكاتب المجلس الوطني للتعليم العالي، وهو هيئتنا التنظيمية للتعليم العالي في البلاد. ويعلّمنا الكتاب المقدس: "إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ فَبَاطِلًا يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ". لذلك، فإن صلاتنا اليوم أن يستمر الله، من خلالنا، في بناء وإعادة بناء قطاع التعليم في وطننا.
ومثل نحميا، ذلك المُجدِّد الذي اشتدت يداه مع شعبه لإعادة بناء أسوار وطنه المهدَّمة في اثنين وخمسين يومًا فقط، فإن صلاتنا الدائمة أن يواصل الله تقوية أيدينا وأيدي شركائنا الذين اختاروا أن يمسكوا بأيدينا في أوغندا.
نحن ممتنون جدًا للشراكة التي شهدناها اليوم بين حكومة الحركة الوطنية للمقاومة وشبكة الآغا خان للتنمية. ومرة أخرى، يؤكد الكتاب المقدس أهمية الشراكة، إذ يقول سفر الجامعة 4: 9: "اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ، لأَنَّ لَهُمَا أُجْرَةً صَالِحَةً لِتَعَبِهِمَا". وهناك أيضًا مقولة شهيرة تقول: "إذا أردت أن تذهب سريعًا، فاذهب وحدك، أما إذا أردت أن تذهب بعيدًا، فاذهبوا معًا".
وعليه، فإن هذه الشراكة تُعَد إنجازًا بارزًا آخر في تعزيز التعليم العالي النوعي في مجال الرعاية الصحية، ويسرني أن وزيرة الصحة حاضرة معنا اليوم أيضًا. ومع إدراكنا أن جامعة الآغا خان مرفق خاص، فإنني أؤمن بأنها ستواصل، من خلال هذا المشروع، تجسيد روح صاحب السمو في رعاية المجتمع وخدمة الإنسانية. كما إنني أتطلع إلى استمرار تعاوننا وشراكتنا، فيما ننتظر بشغف أن يواصل باحثو الجامعة تعميق فهمنا لأسباب الصحة والمرض، بما يجعل هذا الصرح ليس مجرد مركز للتميّز، بل أيضًا مكانًا للاكتشاف الفكري والبحث والابتكار.
صاحب السمو، ونحن اليوم نفتتح المركز الجامعي ومساكن الطلاب التي رأيناها للتو في المبنى الآخر، ونتطلّع إلى الانتهاء من المستشفى، أود أن أعبّر مجددًا عن خالص امتناننا لصاحب السمو الآغا خان، والأميرة الزهراء، ولكل قيادة شبكة الآغا خان للتنمية الذين عملوا بلا كلل لتحويل هذا الحلم إلى حقيقة واقعة هنا في أوغندا. أشكركم جميعًا على حضوركم، ونعم، يجب أن نشكر الله أيضًا على نزول المطر.
شكرا لكم وبارك الله فيكم.