كلمة ألقاها الأمير أمين آغا خان, كندا · 25 سبتمبر 2022 · 4 دقائق
AKDN / Asif Bhalesha
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي العمدة جون توري،
سعادة الوزيرة كارولين بينيت،
معالي أدريان كلاركسون، والسيد جون رالستون سول،
حضرات الأعيان،
أعضاء البرلمان،
أعضاء السلك القنصلي،
أعضاء السلطة القضائية الإقليمية،
أعضاء البرلمان الإقليمي،
السادة رؤساء البلديات وأعضاء مجلس المدينة،
والضيوف المميّزون،
سيداتي وسادتي، واسمحوا لي بمناداتكم أصدقائي الأعزاء،
إنه لشرف كبير ومميّز أن أحضر معكم هنا، لأقبل نيابةً عن أخي سمو الآغا خان، التكريم الرائع الذي منحتموه إياه اليوم. وإنه لمن دواعي سروري البالغ أن أتلقّى نيابةً عن سموّه مفتاح هذه المدينة الرائعة، وأحتفل معكم بتسمية "شارع الآغا خان". العمدة توري، صاحب السمو متأثر كثيراً بلطفك وكرمك.
يصادف هذا العام الذكرى الخمسين على تواجد أبناء مجتمع المسلمين الشيعة الإسماعيليين في كندا. لقد وجد أبناء مجتمعنا، مثل كثيرين آخرين، في كندا مكاناً للنمو والازدهار، ما حفّزهم على المشاركة بنشاط مع المواطنين الآخرين في تنمية هذا البلد. قبل خمسين عاماً، وفي العقود التي تلت ذلك، استقر العديد من أفراد مجتمعنا، ممن هربوا من الأزمات وعدم الاستقرار، هنا في تورنتو وفي جميع أنحاء البلاد. الآن وبعد مرور 50 عاماً، تم تسمية الشارع الموجود بالقرب منّا باسم "شارع الآغا خان". يا لها من قصة رائعة، وإنني متأكد من أنها ستكون مصدر فخر وسعادة كبيرة للعديد من أبناء المجتمع الإسماعيلي في جميع أنحاء العالم.
لم يكن تواجد أبناء المجتمع الإسماعيلي هنا ممكناً لولا التزام تورونتو وكندا العميقين باحتضان التنوع والاحتفاء به.
ينظر سمو الآغا خان لكندا ومنذ سنوات طويلة بوصفها نموذجاً للتعددية، نموذجاً يتمتع بأهمية كبيرة في عالمنا الذي يزداد انقساماً وتفتتاً.
يتمثل هذا الالتزام وفقاً لما يفهمه الآخرون في غرس المبادرات من حولنا. تم تصميم هذا المركز الإسماعيلي، ومتحف الآغا خان المجاور، وحديقة الآغا خان التي تربط بين الاثنين، لتكون مساحات تشجّع على التفاهم والحوار، وللجمع بين الناس من مختلف الأديان والخلفيات والمعتقدات، من أجل الوصول لمعرفة وتقدير أفضل لبعضهم البعض. بالإضافة إلى تزويدهم بالتجارب المشتركة والاكتشافات والذكريات السعيدة لتسليط الضوء على حياتهم.
تعكس مناسبة اليوم التقدّم الذي من الممكن إحرازه عندما تتوافر الظروف المناسبة، مثل احترام كرامة الإنسان، والالتزام بسيادة القانون والمبادئ الديمقراطية، وتكافؤ الفرص أمام الجميع.
اسمحوا لي أن أعود بكم قليلاً لنتذكر الماضي، ولأتحدث عن تجربتي الأولى وأصف ما تتمتع به كندا من تنوّع. حدث هذا عندما قام عيدي أمين دادا، رئيس أوغندا آنذاك، بطرد أبناء المجتمع الإسماعيلي. جئت بعد ذلك مع الدكتور هينجل، حيث تمكّنا بعد مرور أسبوع واحد في كندا من وضع برنامج لتمويل الجماعات التي كانت قادمة إلى هنا، بالإضافة إلى تقديم وسيلة لتزويدهم بالمعلومات حول أفضل السبل لتنظيم حياتهم التجارية في السنوات المقبلة. لقد كانت النتيجة استثنائية للغاية خلال أسبوع واحد.
واسمحوا لي الآن أن أطلب منكم أمراً آخر. الآن بعد أن أصبح لدينا "شارع الآغا خان"، سأكون سعيداً إذا تمكنّا من العمل والتعاون مع مجلس المدينة حول الطريقة التي نريد من خلالها تجميل هذه الجادة وتطويرها. سواء كان ذلك من خلال زراعة النباتات والأشجار وما إلى ذلك، فأنا أود أن يصبح هذا الشارع رمزاً لما يجب أن يبدو عليه الطريق العام، من حيث استخدامه وما يمكن أن يجلبه للسكان.
يمثل تحسين نوعية الحياة بالمعنى الواسع جوهر مهمة الإمامة الإسماعيلية. لهذا السبب، خلال هذا الأسبوع، سيشارك أفراد عائلتي في وضع حجر الأساس لبناء سكن ميسور التكلفة ومجمّع لتقديم الرعاية على المدى الطويل هنا في تورنتو، فضلاً عن افتتاح جناح جديد جميل في حديقة الآغا خان في جامعة ألبرتا في إدمونتون، وتوقيع اتفاقية تعاون مع حكومة كولومبيا البريطانية لتعزيز الجهود المشتركة لأعمال التنمية وتحسين نوعية الحياة في كولومبيا البريطانية وكندا وحول العالم.
يحدونا أمل عميق في أن تعزز مثل هذه المبادرات وغيرها في المستقبل من قيمنا المشتركة المتمثلة في التعاطف والإنصاف وتقديم الخدمات، وتمكيننا من مشاركة تجاربنا مع الآخرين لبناء عالم أكثر سلاماً وازدهاراً ويهتم بتقديم الرعاية.
شكراً لك معالي العمدة توري على التكريم الخاص الذي منحته اليوم، وشكراً لمدينة تورنتو لكونها مكاناً دافئاً ومرحباً بكل من يسعون إلى بناء مستقبل أفضل.
شكراً لكم.