كلمة ألقاها الرئيس سليمان شهاب الدين, أوغندا · 27 إبريل 2023 · 5 دقائق
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي السيدة جانيت موسيفيني، السيدة الأولى لأوغندا ووزيرة التعليم والرياضة؛
الأميرة الزهراء آغا خان;
أعضاء الحكومة الموقرون؛
أصحاب السعادة، أعضاء السلك الدبلوماسي؛
رئيس مجلس الإدارة ذاكر محمود وأعضاء مجلس أمناء جامعة الآغا خان.
الجهات المانحة السخية؛
الزملاء والأصدقاء والضيوف الكرام:
("هامجامبو" مرحباً)، السلام عليكم، مساء الخير، ومرحباً بالجميع في هذا اليوم المميز جدًا!
لا شك أن تحقيق الأهداف المطلوبة يعد من أكثر الأمور إثارةّ، حيث تتحول الرؤية إلى حقيقة ملموسة. واليوم، تتخذ جامعة الآغا خان خطوة جريئة نحو تحقيق هدفها في المساهمة الإيجابية في تنمية وتطوير أوغندا، من خلال برامج الرعاية الصحية والتعليم التحويلية، (أسلوب قيادي قائم على خلق الابتكار وتنميته). وهكذا، تكتب الجامعة فصلاً جديدًا في تاريخها، ويعد هذا اليوم يومًا عاطفيًا ومشرّفًا لنا جميعًا.
إنه اليوم الأكثر فخرًا، حيث نحتفل بحضور قائدتين بارزتين بيننا، الأمر الذي يعكس أهمية وطنية كبيرة لحرم كمبالا التابع لجامعة الآغا خان والتطلعات العظيمة التي يحملها هذا الحرم. نشعر بالامتنان والإلهام بوجود السيدة الأولى الكريمة معنا اليوم، حيث يدفعنا ذلك للمضي قدمًا بكل طاقتنا وتصميمنا لتحقيق طموحاتنا.
بحضور الأميرة الزهراء آغا خان، تتجلى حقيقة أنه لا يوجد أمر أكثر أهمية بالنسبة لجامعة الآغا خان من استكمال حرمها الجامعي في كمبالا. نود أن نعبّر عن امتناننا وتقديرنا للأميرة الزهراء على مساهمتها في إثراء قيمة هذه المناسبة بتواجدها الكريم.
يتمثل هدف جامعة الآغا خان، من خلال التعاون مع شبكة الآغا خان للتنمية، بما في ذلك مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية، والعديد من وكالاتنا المتنوعة الأخرى التي تركز على الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية، في إقامة شبكة من المؤسسات في شرق إفريقيا، تهدف إلى تحسين جودة حياة الناس من خلال تطوير القادة وتوليد المعرفة ومشاركتها عبر الحدود، وربط الأفراد بالرعاية المتميزة. لطالما كان هدفنا أن يكون لنا حضوراً وأن نحقق تأثيرًا في أوغندا يتوافق مع أهمية هذا البلد. لذلك، عملنا وخططنا من أجل هذا اليوم وحلمنا به لفترة طويلة جدًا. وبالرغم من بعض التأخير في رحلتنا، فإننا نعلن اليوم، سيداتي وسادتي، أننا وصلنا هنا أخيرًا!
يسعدني أن أعلن أن أعمال البناء، كما لاحظتم، قد بدأت في مركز جامعة الآغا خان ومساكن الطلاب. كما بدأ العمل أيضًا في مركز طبي جديد للمرضى الخارجيين الذي سيبدأ قريبًا في تقديم مجموعة واسعة من الخدمات الصحية. في أوائل العام المقبل، سنبدأ في بناء المرحلة الأولى من المستشفى الجديد لجامعة الآغا خان كمبالا، والذي سيتوسع في الحجم والنطاق مع مرور الوقت. ستستقبل مؤسساتنا الأكاديمية أول دفعة من الطلاب في أوائل عام 2025، وسيستقبل المستشفى أولى مرضاه بعد ذلك بفترة قصيرة.
باختصار، يمكننا الآن تصور الحرم الجامعي لجامعتنا في كمبالا كمكان ينبض بالفكر والطاقة والتفاؤل. نحن متشوقون جدًا لفتح أبوابنا وإظهار الوجه الجديد لجامعة الآغا خان في أوغندا. يمكن لأوغندا أن تفخر بوجود مؤسسات عالية الجودة مثل جامعة "ماكير يري"، ونحن نتطلع للتعاون معها ومع الآخرين، والمساهمة بشكل مشترك في تقدم هذا البلد والمنطقة.
لقد كانت رحلة طويلة ومليئة بالتحديات، لكنها كانت ثمرة جهودنا الدؤوبة التي أوصلتنا إلى هذه النقطة. أنا ممتن لكل الأفراد والمؤسسات التي شاركت في هذه الرحلة معنا. لدينا الكثير من الأشخاص الذين نرغب في أن نعبر لهم عن امتناننا وشكرنا.
أولاً وقبل كل شيء، أود أن أعبر بالنيابة عن الجميع في جامعة الآغا خان عن امتناننا العميق لسيادة الرئيس يوويري موسيفيني، الذي كان راعياً لهذا المشروع منذ بدايته. نحن ممتنون للغاية لفخامته على مشاركته المباشرة في حل المسائل العالقة ودعمه الثابت، مما سمح لنا بالوصول إلى هذا اليوم الهام. رؤية سيادته لرخاء أوغندا واستقرارها كانت الدافع لقيادة تنمية البلاد ومواطنيها. وفتحت رؤيته أفاقًا وفرصاً جديدة للمؤسسات التي تعمل جاهدة لتعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي في هذا البلد. اليوم، نحن نقف هنا على حجر الأساس لحرم جامعة الآغا خان في كمبالا بفضل رؤية سيادته لأوغندا.
نحن مدينون أيضًا لحكومة أوغندا؛ وللمتبرعين والمانحين السخيين الكرام الذين ظلوا مخلصين لنا؛ ولكثيرين أخرين. في حين سيكون لدينا المزيد لقوله حول المساهمات الثمينة لشركائنا وداعمينا، فإنني أود أن أشير بشكل خاص إلى الدعم الواسع والاهتمام الذي قدمته الحكومة الألمانية، من خلال الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) وبنك التنمية الألماني (KfW)، وجهات حكومة ألمانية أخرى، لاهتمامها ودعمها الواسع لعدد من مشاريع شبكة الآغا خان للتنمية، بما في ذلك الدعم لجامعاتنا ومستشفياتنا في كينيا وتنزانيا وأيضًا في آسيا الوسطى.
في هذا العام، يمكن للجميع ملاحظة اللافتات المعلقة في هذا الموقع، حيث نحتفل بالذكرى الأربعين لتأسيس جامعة الآغا خان على المستوى الدولي. ونحن فخورون جدًا بالاحتفال ببدء أعمال حرم جامعة كمبالا لهذا العام، وذلك في إطار هذه المناسبة الخاصة.
تحثنا رؤية مؤسسنا ومستشارنا، صاحب السمو الآغا خان، على تحقيق التوازن بين الالتزام بالمعايير الدولية وخدمة المحتاجين. تهدف هذه الرؤية إلى توفير تعليم يمكّن الشباب والشابات الموهوبين من استخدام المعرفة في تحليل المشكلات وإيجاد حلول لها، بالإضافة إلى فتح أبواب الفرص أمام جميع الأفراد بغض النظر عن خلفياتهم العرقية والدينية والاجتماعية. وتسعى هذه الرؤية أيضًا لبناء شراكات عابرة للحدود، وإظهار قوة وقدرة أفريقيا وآسيا في المساهمة في سعي العالم نحو التقدم والمعرفة.
بطبيعة الحال، يتطلب هذا منا التزامًا ثابتًا بتمكين سكان العالم النامي من الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم وفقًا لأعلى المعايير. وفي حفل تخصيص الأرض لهذا المشروع في عام 2015، أعرب صاحب السمو عن ذلك قائلاً: "التعليم العالي والعلوم هما من أهم عوامل التنمية. وبالتالي، تحتاج أفريقيا إلى وجود مؤسسات تساعد في تطوير هذه الموارد، وليس بإنشائها فحسب. وعلينا أن نكون قادرين على قياسها وفقًا للمعايير العالمية. يجب أن تكون المؤسسات في أفريقيا - سواء في مجال الرعاية الصحية أو في مجالات أخرى - قادرة على الوصول إلى المعايير العالمية، وستكون كذلك بالفعل. وأنا على ثقة تامة بأننا سنحقق ذلك في الوقت المناسب".
إن الرؤية المشتركة بين صاحب السمو وسيادة الرئيس موسيفيني، والدعم الذي ألهم هذه الرؤية، هما ما يجمعنا هنا اليوم. فهي رؤية توحد الأفراد وتجعل الأمور العظيمة ممكنة الحدوث، وتتسع للجميع. لذلك، أود أن أعرب عن شكري لكل من هذين الزعيمين العالميين العظيمين، الذين ساهما في تمكين كل واحد منا من إحداث فرق في حياة الكثير من الناس، من خلال هذا المشروع والعديد من المشاريع الأخرى هنا في أوغندا وشرق إفريقيا.
ومع ذلك، فإن الرحلة التي ستتوج في النهاية بافتتاح حرمنا الجامعي في كمبالا لم تنته بعد. فهناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به، والكثير من الطلاب الذين يجب قبولهم. ولكن لن يمر وقت طويل قبل أن ندعوكم مرة أخرى إلى هذا الموقع لنرى - ليس ما بنته جامعة الآغا خان - ولكن ما بنيناه جميعا معًا.
أستطيع أن أؤكد لكم أن الأمر يستحق الانتظار.
شكرًا جزيلًا.