كلمة ألقاها الأميرة الزهراء آغا خان , كراتشي، باكستان · 26 فبراير 2025 · 4 دقائق
AKDN / Rahat Rafiq
بسم الله الرحمن الرحيم
المستشار، رئيس وأعضاء مجلس أمناء جامعة الآغا خان،
الرئيس ونائب الرئيس،
القادة، أعضاء هيئة التدريس، الموظفون، الطلاب، الخريجون وأصدقاء الجامعة،
أفراد عائلات الخريجين،
أعضاء دفعة 2024:
السلام عليكم
إنه لمن دواعي سروري أن أكون معكم اليوم للاحتفال بهذه المناسبة البارزة في حياة خريجينا، وأن أشارككم الفخر العظيم الذي كانت تجلبه حفلات تخرج جامعة الآغا خان لوالدي، مستشارنا المؤسس، على مدى ثلاثة عقود. ومن المؤثر بشكل خاص أن أكون هنا، في هذه اللحظة، في باكستان، لاستذكار قيادته البصيرة وحبه العميق لهذه الجامعة وشعبها.
يسعدني كثيرًا أن أخي، صاحب السمو الأمير رحيم آغا خان، قد أصبح مستشارًا للجامعة، وفقًا لرغبات والدي والميثاق التأسيسي لجامعة الآغا خان. ويشرفني بعمق أن سموه قد عينني نائبًا لمستشار جامعة الآغا خان، حتى نتمكن معًا - كل في دوره - من الاستمرار في دعم وتعزيز هذه المؤسسة الرائعة، والبقاء أوفياء لرؤية والدنا للجامعة.
لذلك، يسعدني كثيرًا أن يكون واجبي الرسمي الأول كنائبة للمستشار، بالنيابة عن المستشار ومجلس الأمناء، هو تقديم أحر التهاني إلى دفعة 2024. نحتفل بكل ما عملتم بجد لتحقيقه. مبارك لكم! كما نتقدم بالشكر إلى العائلات والأصدقاء وزملاء الدراسة الذين دعموا مسيرتكم.
ليس من المبالغة أن أقول إنني نشأت جنبًا إلى جنب مع جامعة الآغا خان، وقد شعرت دائمًا بمودة خاصة تجاه هذه المؤسسة. مثل جده من قبله، أدرك والدي أن المؤسسات المكرسة للسعي وراء المعرفة ونشرها هي أساس المجتمعات الناجحة. لقد غرس فينا جميعًا فهمًا لقيمة التعليم على جميع المستويات، لكنه كان يؤكد دائمًا على الدور الحيوي للجامعات. خلال طفولتي، قبل سنوات من التأسيس الرسمي لجامعة الآغا خان، عبر والدي عن طموحه في إنشاء "مؤسسة دولية متميزة - تخدم العالم النامي والمجتمعات الإسلامية بطرق مبتكرة ودائمة".
كانت أولى زياراتي العديدة لجامعة الآغا خان في أواخر الثمانينيات، لكن في عام 1994 رافقت والدي للمرة الأولى إلى حفل تخرّج، وذلك بعد فترة وجيزة من تخرّجي. كانت لحظة لا تُنسى، إذ كانت الجامعة تحتفل بالذكرى العاشرة لتأسيسها، وكانت على وشك التوسّع خارج نطاق تركيزها المبكر على العلوم الصحية، وكذلك التوسّع جغرافيًا خارج باكستان.
امتلكت الجامعة عددًا محدودًا لكنه مؤثّر من الخريجين الذين شرعوا في إحداث تحوّل في مجالاتهم المهنية، مستفيدين من تعليمهم لتحقيق أهداف نبيلة وطموحة، مما أسهم في ترسيخ سمعة هذه المؤسسة الفتية.
وقد وضعت الجامعة خريطة طريق جديدة لتطورها على المدى البعيد، إذ شكّل المستشار لجنة من الشخصيات المرموقة لدراسة المسارات المستقبلية التي يمكن أن تنتهجها الجامعة خلال الخمسة والعشرين عامًا المقبلة، مع تحديد القضايا المحورية التي ينبغي معالجتها في العالمين النامي والإسلامي، والفرص النوعية التي يمكن أن تسهم الجامعة في استثمارها للتصدي لهذه التحديات.
قادتني مشاركتي مع الجامعة في نهاية المطاف إلى شرف عظيم، تمثّل في الانضمام إلى والدي في مجلس أمناء جامعة الآغا خان. لقد كانت فرصة استثنائية للتعلّم منه، ومتابعة رؤيته للجامعة وهي تتحقّق على أرض الواقع ــ أحيانًا بوتيرة مدهشة. وفي الآونة الأخيرة، تشرفت بعضوية لجنة المستشار الثانية، التي أنهت تقريرها في عام 2023، وهو ما أتاح لي اكتساب رؤى جديدة وتجديد الأمل بمستقبل واعد لجامعة الآغا خان.
بالإضافة إلى القيادة الحكيمة والمفعمة بالرحمة التي قدّمها والدي، برز خلال فترة مشاركتي الطويلة مع جامعة الآغا خان عنصران ثابتان.
أولًا، العمق المذهل في الموهبة والتفاني والطاقة الذي يميّز مجتمع جامعة الآغا خان، سواء في الماضي أو الحاضر. لقد كان لكل فرد منكم دور محوري في تجسيد رؤية مستشارنا المؤسس على أرض الواقع، وهو ما يمنحني، ويمنح المستشار الجديد، ثقة كبيرة بينما نمضي قدمًا في مسيرة الجامعة.
وتتمتع الجامعة بقيادة رفيعة على المستويين التنفيذي والإداري. إذ يعمل رئيس مجلس الإدارة، السيد ذاكر محمود، مع نخبة استثنائية من الأمناء، جنبًا إلى جنب مع الرئيس سليمان شهاب الدين وإدارته، في إطار من التعاون والاحترام المتبادل ووضوح الرؤية.
أما الثابت الثاني، فيتمثّل في الدعم المتواصل من شعب وحكومات باكستان المتعاقبة، الذين منحوا ثقتهم لجامعة الآغا خان على مدى أكثر من أربعة عقود. لقد أدرك والدي، منذ البداية، أهمية تهيئة بيئة تمكينية تُتيح لهذه "التجربة الجريئة" أن تتجذّر وتنمو. وقد تجلّى ذلك في تخصيص الأرض لحرم كراتشي الجامعي، وفي منح الجامعة ميثاقًا تقدميًا جعل منها أول جامعة خاصة في باكستان، يتم صون استقلاليتها وتوفير الحماية لها كي تتطور وتلبّي، على حد تعبير والدي، "مستقبلنا المليء بالتحديات والواعد".
ستُسهم مجموعة البرامج الأكاديمية والبحثية المتنوعة التي تقدمها جامعة الآغا خان في بناء مستقبلٍ أفضل لعالمنا. فنحن نواجه بالفعل، وبشكل فاعل، تحديات العصر الراهن، بدءًا من تغيّر المناخ، ومكافحة الفقر، والتغذية، وصحة الأم والطفل، وصولًا إلى التأثير العميق للذكاء الاصطناعي على أساليب التعلّم والعمل والتفاعل فيما بيننا".
أتولى دور نائب المستشار بتواضع، وبشعور عميق بالمسؤولية، وحماس كبير، وإيمان راسخ بالدعم والكرم المستمرين من مجتمع جامعة الآغا خان.
ومع أخي المستشار، نلتزم بالحفاظ على روح الأمل التي غرسها المستشار المؤسس. وأرى هذا الأمل ماثلًا أمامي هنا، في صانعي التغيير، والقادة المتّصفين بالتعاطف، والمبتكرين، والمفكرين النقديين الذين يشكلون دفعة عام 2024.
أنتم نساء ورجال مستعدون للانخراط الفاعل مع التنوع البشري، والاستفادة من الإبداع الإنساني حيثما وُجد، لبناء مستقبل يزدهر فيه الجميع.
نحن على ثقة تامة بأنكم ستنطلقون إلى العالم بثقة، وفضول، وتعاطف، محافظين على إرث مستشارنا المؤسس، وداعمين له في مسيرته.
شكرًا لكم.