Tajikistan · 1 يوليو 2020 · 3 دقائق
تُعدُّ مدينة خوروغ، التي تقع على ارتفاع 2200 متر فوق مستوى سطح البحر، إحدى أعلى المدن في آسيا الوسطى، وهي تواجه العديد من التحديات، بدءاً من التعرض للكوارث الطبيعية إلى الضغوط الديموغرافية المتزايدة وتدهور البنية التحتية، فضلاً عن تأثير التغيّرات المناخية التي تساهم في زيادة تلك المخاطر، وهذا يشكل تهديداً لحياة البشر وسبل العيش، إضافةً إلى إعاقة النمو الاقتصادي.
تدرك وكالة الآغا خان للسكن، التي عملت لعقود في جميع أنحاء تلك المنطقة، سبب أهمية تعزيز المرونة في المناطق الحضرية مثل خوروغ في إقليم غورنو باداخشان ذاتي الحكم، ولهذا أطلقت مبادرةً جديدةً وبالشراكة مع السلطات الحكومية على المستوى الوطني والمحلي، تراعي تضمين تلك المخاطر في مخطط مدينة خوروغ.
ستمكّن خطة المدينة أصحاب المصلحة من حشد الطاقات لتنفيذ خطة تنموية تصبُّ في مصلحة العديد من الأجيال تضمن الاستثمار في البنية التحتية ومشاريع التنمية، وهي ستأخذ الفرص والأخطار والمخاطر وديناميات المستقبل بعين الاعتبار. ستشمل المشاريع التي تم تنفيذها تعزيز منطقة ضفة النهر، وإنشاء منطقة للبنية التحتية الحيوية لنقل الكهرباء، إضافةً إلى مبادرات التشجير، التي ستعزز من آفاق سبل عيش أفراد المجتمع. تشمل المشاريع الأخرى أعمال إعادة الإعمار في مركز شباب خوروغ، الذي يهتم بالتدريب على المهارات اللازمة للأبنية المرنة من خلال التدريب المهني والتدريبات على الأرض.
Khorog, Tajikistan, pictured here, requires town planning that incorporates many of the risks in the region, including flooding and seismic events.
AKDN / Christopher Wilton-Steer
من جانبها، قالت غوليوزوفا خوبشيهرا، مديرة مركز شباب خوروغ: "نتطلع حقاً إلى هذا التجديد، الأمر الذي سيوفّر مساحةً أكبر، ويُمكّن المزيد من السكان من المشاركة في جميع الأنشطة التي يقدمها المركز. يأتي الشباب إلى هنا للتعلم والاختلاط مع بعضهم البعض، وحتى كبار السن يأتون لتبادل خبراتهم ومعارفهم، لكن الأوضاع المتداعية تمنعهم من القيام بذلك في الوقت الراهن. ستوفر عمليات التحسين حياةً جديدةً للمركز، ما يتيح لنا تحقيق المهمة التي تأسس المركز من أجلها حقاً".
بدورها قالت مليكا غايلز، مديرة برنامج المبادرة الجديدة، "تعمل المرونة بمثابة جسر بين أعمال التنمية طويلة الأجل والاستجابة للأزمات أو الكوارث. لقد عززت جائحة كوفيد-19 (كورونا) من الحاجة للاستعداد للكوارث والصدمات الاقتصادية، بحيث يمكن للمجتمعات توقع الصدمات والضغوط والتقليل من تأثيرها، فضلاً عن التعامل معها وبالتالي التعافي منها، في الوقت الذي يتم فيه تعزيز منظورات طويلة الأجل تهتم بتحسين نوعية الحياة، إضافةً إلى مخططات السلامة وتأمين الفرص حتى في ظل وجود مخاطر متزايدة".
يشمل تصميم المبادرة دليلاً على مفهوم المشروع (عبارة عن بيان يعطي المشروع اتجاهه وعمقه ومعناه، فضلاً عن توجيه عملية صنع القرار) بشأن الاستخدام المرن للأراضي وأنظمة المياه، إضافةً إلى تطوير خطة للمدينة تتسم بالمرونة وتتضمن خطةً للاستثمار، فضلاً عن برامج تعزيز القدرات على المستوى البلدي والوطني، وكل هذا سيتم دعمه عبر فهمٍ للمخاطر والفرص من خلال إنشاء قاعدة معرفية تتسم بالمرونة لتمكين اتخاذ القرارات المرتكزة على الأدلة في المستقبل.
لضمان استدامة البرنامج وشموليته ومساهمته في التغيير، سيتم إنشاء لجنة توجيهية مرنة في خوروغ ولجنة استشارية، ما يجمع أصحاب المصلحة الرئيسيين على المستوى الوطني مع حاكم إقليم غورنو باداخشان ذاتي الحكم، ومجتمع خوروغ والمجتمع الدولي. وبهذه الطريقة، سيضع البرنامج الهياكل والأنظمة والقدرات التي تساهم بتحويل خوروغ إلى مدينة نموذجية تتسم بالمرونة، ومكاناً للنمو الاقتصادي المستدام والاستثمار في بيئة التخطيط الحضري التي تمتاز بالحيوية.
حول مبادرة برنامج المرونة الحضرية في خوروغ وإثبات مفهوم المشروع:
يُعدُّ برنامج المرونة الحضرية في خوروغ شراكة مدتها خمس سنوات مع حكومة طاجيكستان وأمانة الدولة السويسرية للشؤون الاقتصادية، وبتمويل مشترك من وكالات شبكة الآغا خان للتنمية والاتحاد الأوروبي وسفارة اليابان. وقد تم تطويره كمبادرة لربط التخطيط الحكومي والاستثمارات مع مبادرات المجتمع والقطاع الخاص وشبكة الآغا خان للتنمية والشركاء الدوليين. سيعمل البرنامج على (1): تعزيز قدرة المؤسسات العامة والخاصة والمجتمعية على المستوى الوطني والبلدي، وإثبات مفهوم المشروع الذي يؤكد قيمة الأدوات التي تحقق المرونة، (2) التخطيط المستنير للمرونة من خلال إنشاء قاعدة معرفية للمرونة و(3) حشد الاستثمارات في المرونة من خلال التقليل من المخاطر المترتبة على البنية التحتية الرئيسية نتيجةً للمخاطر الطبيعية والتدهور البيئي، ما يؤدي إلى زيادة النمو الاقتصادي.