home icon
الموارد ووسائل الإعلامما هو الجديدالإضاءات

الشباب السوري يصمّمون حلولًا لمستقبلهم

مؤسسة الآغا خان

سوريا · 14 مايو 2025 · 3 دقائق

شباب سوريون يتفاعلون ويتبادلون الأفكار مع بعضهم البعض أثناء تعلمهم مبادئ التصميم المتمحور حول الإنسان.

AKF / Ali Shaheen

البريد الإلكتروني

نحو الأمل والاستقرار والازدهار لجميع السوريين

أغمض عينيك للحظة واسترجع ذكريات فترة مراهقتك. ماذا كانت أحلامك آنذاك؟ ربما تصورت مستقبلًا زاهرًا يفيض بالفرص والنمو والتجارب المثيرة. كان الأمل يملأ قلبك.


ولكن، تخيل الآن لو أن واقعك قد تبدّل جذريًا، لو أنك واجهت عقبات كبيرة تحول دون تحقيق طموحاتك بدلًا من أن تستقبل الاحتمالات المتاحة. تخيل لو أن يومك بات يتمحور حول تأمين قوتك والبقاء على قيد الحياة بدلًا من الانشغال بالتخطيط لمستقبلك.


بالنسبة للكثير من الشباب السوري، هذا ليس ضربًا من الخيال، بل هو واقع معاش بكل تفاصيله.


إعادة بناء النسيج الاجتماعي


قبل أن يلقي الصراع بظلاله، كان الشباب السوري ينعم بحياة طبيعية، حيث كانوا يرتادون المدارس، ويمارسون الأنشطة الرياضية، ويشاركون عائلاتهم الاحتفال بالمناسبات الهامة. أما اليوم، فقد وجد الكثير منهم أنفسهم في ملاجئ مؤقتة، يكابدون شحًا في المياه والكهرباء والاحتياجات الأساسية للحياة. وتفاقمت أزمة البطالة لتطال أوسع الشرائح، حيث بلغت نسبة العاطلات عن العمل بين الفتيات في الفئة العمرية 15-24 عامًا عند 84%، بينما يعيش 90% من السكان تحت وطأة خط الفقر. وفي خضم هذه التحديات الجسيمة، أضحت آليات التأقلم القسرية، كالزواج المبكر والانفصال عن المجتمع. وإلى جانب الخسائر المادية الفادحة، تسبب الصراع في تقويض الفرص المتاحة، وإضعاف النسيج الاجتماعي المتماسك، مما ترك جيلًا كاملًا من الشباب يتوق إلى الاستقرار والشعور بالانتماء.


تكرس شبكة الآغا خان للتنمية (AKDN) جهودها لتحسين نوعية حياة الشعب السوري، مع إيلاء اهتمام خاص للفئات الأكثر هشاشة. وتعمل الشبكة على تزويد المجتمعات المحلية بالمهارات والمعارف والأدوات الضرورية لتمكينها من قيادة مسيرة التنمية الذاتية. وفي هذا الإطار، تتعهد الشبكة بتقديم 100 مليون يورو على مدى العامين القادمين، بهدف المساهمة الفعالة في تلبية الاحتياجات الإنسانية والتنموية الأكثر إلحاحًا في البلاد.


نجح المشاركون في إيجاد حلول عملية للتحديات التي تواجه مجتمعاتهم، وشاهدوا بأعينهم تحويل العديد من مقترحاتهم إلى واقع ملموس.

AKF / Ali Shaheen

ساهمت مؤسسة الآغا خان (AKF) في جهود إعادة بناء النسيج الاجتماعي للمجتمعات المتضررة، وذلك من خلال مشروع "تمكين". وقد نجح هذا المشروع في جمع شبابًا سوريين من خلفيات عرقية ودينية واجتماعية واقتصادية متنوعة، بهدف تضافر جهودهم لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه مجتمعاتهم.


وعبر سلسلة من سباقات الابتكار الاجتماعي (تحديات تصميمية قصيرة ولكنها مكثفة)، تمكن المشاركون من تحديد جملة من القضايا، من بينها البطالة، ونقص المعدات والمهارات التقنية اللازمة، فضلًا عن غياب المساحات الآمنة والمجهزة لممارسة الأنشطة الترفيهية. وقد قام هؤلاء الشباب بتقديم حلولهم المقترحة للمجتمع لاستخلاص التقييمات والملاحظات، قبل أن يتم طرح تلك المشاريع للتصويت من قبل المجتمع لاختيار المشاريع التي سيتم تنفيذها.


التصميم لتعزيز التماسك الاجتماعي والسلام والتنوع

يمكن للابتكار أن يتجاوز مجرد التكنولوجيا ليصبح أداة للشفاء، وبناء السلام، وإعادة الروابط.

AKF / Ali Shaheen

تضمنت المبادرات الـ 28 التي حظيت بالتمويل حملات توعية تناولت قضايا تغير المناخ والنظافة، إلى جانب مبادرات للتحسين البيئي تجسدت في زراعة الأشجار. وشملت أيضًا برامج تدريبية متخصصة في مجالات الروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد. علاوة على ذلك، تم إنشاء مراكز متخصصة لتنمية المهارات في المناطق التي تعاني من نقص الخدمات، حيث تقدم هذه المراكز دورات في أساسيات استخدام الحاسوب، وإعداد السير الذاتية، واكتساب المهارات اللازمة للتقدم للوظائف.


من بين المشاريع التي تم التصويت عليها من قبل المجتمع، كانت هذه الأرجوحة المجهزة لتناسب الكراسي المتحركة.

AKF / Ali Shaheen

تناول أحد المشاريع قضية تتمثل في محدودية إمكانية الوصول إلى الأماكن العامة، وهي مشكلة ذات أبعاد خطيرة بالنظر إلى أن ما يقارب ثلث سكان سوريا يعانون من إعاقة، والتي غالبًا ما تكون ناتجة عن تداعيات الصراع، وتتفاقم بسبب النقص الحاد في خدمات الرعاية الصحية.


وفي هذا السياق، تضافر فريق عمل متنوع لإعادة تصور وتصميم الحدائق العامة بحيث تكون بيئات دامجة ومتاحة للجميع، بمن فيهم كبار السن والأشخاص ذوو الإعاقة.


شملت ابتكاراتهم ما يلي:


  • مسارات ملائمة للكراسي المتحركة؛
  • مسارات توجيهية لمسية للمكفوفين وضعاف البصر؛
  • مناطق جلوس واستراحات شاملة؛
  • أرجوحة مصممة خصيصًا يسهل الوصول إليها؛ و
  • حملة توعية عامة لتعزيز الشمولية.

يجري حاليًا تعميم هذا المشروع، الذي يهدف إلى تغيير المفاهيم السائدة حول التخطيط الحضري، في مختلف أنحاء مدينة سلمية، ليترسخ كنموذج يحتذى به في مجال التخطيط الحضري الشامل.


صناعة القادة

"كيف يمكننا تشجيع الشباب على ممارسة أنشطتهم في أماكن آمنة؟"

AKF / Ali Shaheen

في هذه السباقات، لم يقتصر دور الشباب السوري على المشاركة فحسب؛ بل تولوا زمام القيادة أيضًا. فقد عمل الـ 450 مشاركًا جنبًا إلى جنب مع أقرانهم، مكتسبين أدوات التصميم اللازمة لتحليل الأسباب الجذرية للمشاكل، وابتكروا حلولًا عرضوها لنيل الملاحظات، ليقفوا بأنفسهم على الأثر الملموس الذي أحدثته ابتكاراتهم في أحيائهم. لقد ترسخت لديهم ثقة بالنفس، والتعاطف، واكتسبوا مهارات قيادية مكّنتهم من تجاوز نظرة الضحية للصراع، ليصبحوا عوامل فاعلة للسلام والشمول والتغيير.


وإذا ما تسلّح هؤلاء الشباب بالأدوات والتدريب والثقة اللازمة للابتكار، فإنهم بلا شك قادرون على أن يكونوا بناة مستقبلهم الأفضل، وهم بذلك يرسمون ملامح نموذج مصغر لسوريا المسالمة والمتعددة التي يتوقون إلى تحقيقها.


اقرأ المزيد عن عمل شبكة الآغا خان للتنمية في سوريا.


سوريامؤسسة الآغا خان
الإضاءاتالمجتمع المدني

أحدث الأخبار

شاهد المزيد

No Result Found
No Result FoundNo Result Found

انظر أيضاً

home icon
الموارد ووسائل الإعلامما هو الجديدالإضاءات
languageSwitcherهذه الصفحة متاحة أيضاً في