ربما تكون المحددات الرئيسية في قطاع الصحة معروفة جيداً، ولكن غالباً ما يتم تحديد الأهمية النسبية لكل واحد منها على المستوى المحلي، فضلاً عن كمية الموارد المخصصة لها. ليس من المستغرب أن الاهتمام بقطاع الصحة في العالم المتقدم، والذي يولي اهتماماً لإجراء الكثير من الأبحاث المتطورة، ليس مشابهاً لما يجري في العالم النامي.

ولمعالجة هذه المشكلة، أُنشئت جامعة الآغا خان بوصفها "جامعة تهتم بإيجاد حلول للمشكلات" مع تفويض يمكّنها من إجراء الأبحاث ذات الصلة بمشاكل العالم النامي. التزمت جامعة الآغا خان بإجراء أبحاث حول بعض القضايا الصحية الأكثر إلحاحاً في البلدان النامية، ومن ضمنها الاهتمام بصحة الأم والطفل والتغذية، فضلاً عن الحد من انتشار فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والسل.

وكجزء من النهج الذي يهتم بإجراء الأبحاث إلى جانب برامج الرعاية الصحية التي تتناول نتائج الأبحاث، قامت جامعة الآغا خان بإشراك الأحياء ذات الموارد المحدودة للغاية داخل المدينة في أشكال تشاركية للاهتمام بالرعاية الوقائية. ساهمت تلك الجهود، التي وصلت إلى ربع مليون شخص داخل المدينة وأكثر من ستة ملايين في جميع أنحاء البلاد، في الحد من أمراض الإسهال والتقليل من عدد الوفيات عند الرضع على نحو كبير. هذا وتعمل هذه البرامج حالياً كنماذج في جميع أنحاء باكستان والبلدان النامية الأخرى.

وفي معرض كلمته خلال اجتماع الهيئة الخيرية العالمية في باكستان في 23 أبريل 2009، قال سمو الآغا خان: " ما نطلق عليه تسمية 'تقييمات جودة الحياة' يتجاوز المقاييس الاقتصادية البسيطة، التي يأخذها ذوي الدخل المحدود في عين الاعتبار عند تقييم مدى رفاهيتهم، حيث أنها تأتي ضمن مجموعة واسعة من الشروط الواجب الاهتمام بها وتحقيقها كمّاً ونوعاً".