Kyrgyz Republic · 9 مارس 2020 · 3 دقائق
تتمثل مهمة جامعة آسيا الوسطى في مساعدة سكان آسيا الوسطى على الحفاظ على تقاليدهم الثقافية والتراثية الغنية، والاستفادة منها كأصول للمستقبل، وقد أتت تلك الجهود ثمارها عندما تم العثور على قطع أثرية قيّمة في حرم نارين الجامعي في جمهورية قيرغيزستان.
في عام 2012، أدى اكتشاف "كورغان التركي" أو "موقع المقبرة"، فضلاً عن اكتشاف هيكل عظمي لامرأة وحصان، إلى زيادة الاهتمام بحرم نارين، فالمنطقة كانت تشكّل على الدوام أهميةً لعلماء الآثار. في عام 1953، اكتشف عالم الآثار أحمد كيبيروف مقبرة كبيرة في موقع آيجيرزهال، حيث تم تدمير العديد من التلال المخصصة للدفن سابقاً، ونظراً لتسوية الهياكل السطحية للمقبرة مع مستوى الأرض خلال حقبة الاتحاد السوفيتي لم يتم حتى الآن تحديد الحدود التي تتواجد ضمنها مواقع الآثار في نارين. خلال دراسة أُجريت حول الزلازل، تم العثور على بقايا لآثار قديمة ورسومات منقوشة، إضافةً إلى قطع أثرية أخرى، والتي قام قادة المجتمع بنقلها بعناية.
Female skeleton with a horse found at the UCA Naryn campus archaeology site.
UCA
تعاملت جامعة آسيا الوسطى مع الدكتور كوبات تابالدييف، عالم الآثار في جامعة قيرغيزستان تركيا ماناس، لقيادة عمليات المسح الأثري في المنطقة. اكتشف فريقه مواقع الاعتقال، فضلاً عن تحف فنية تمتد عبر العصور الحجرية والبرونزية وأوائل العصر الحديدي والعصور الوسطى، ما يشير إلى الاستقرار الدائم الذي كانت تنعم به تلك المنطقة. في عام 2014، انضم عالم الآثار الروسي يوريي سيرجيفيتش خودياكوف إلى تابالدييف، واكتشفا معاً "كورغان التركي" أو "موقع المقبرة"، إضافةً إلى اكتشاف تحف فنية تعود للقرن السابع.
منذ أن بدأت عمليات البحث الأثري في عام 2012، عملت جامعة آسيا الوسطى على تسهيل ودعم جهود علماء الآثار في قيرغيزستان، إضافةً إلى علماء الآثار من جامعة كوكوشيكان، والمعهد الوطني للبحوث العلمية للممتلكات الثقافية، وجامعة واسيدا في اليابان، وجامعة إنديانا في الولايات المتحدة، والجامعة الأمريكية في آسيا الوسطى.
قام فريق ياباني خلال الفترة الممتدة من عام 2013 إلى 2016 بتحديد عمر أكثر من 30 قطعةً حسب تاريخ الكربون المشع، وتسجيل خرائط طبوغرافية، فضلاً عن قيامه بإجراء عملٍ ميدانيٍ مع علماء الآثار الوطنيين، وإشراك الطلاب المحليين في علم الآثار والتنقيب، ونشر أبحاث مشتركة. أظهرت تلك الاكتشافات البنية المعقدة للمواقع، إضافةً إلى اكتشاف التلال المخصصة للدفن، والتي تعود للعصر البرونزي، وحقبة ساكا والحقبة التركية، إضافةً إلى العثور على آثار لمستوطنة ميزوليتية كبيرة.
استناداً إلى الأبحاث الأثرية التي جرت على مدار السنوات الأخيرة في موقعي آيجيرزهال 2 و3 في حرم جامعة آسيا الوسطى في نارين، ظهر أن وادي نارين كان يسكنه البشر منذ وقت طويل جداً. وفي معرض كلمتها خلال المحاضرة العامة التي نظمتها وحدة التراث الثقافي والعلوم الإنسانية بجامعة آسيا الوسطى في عام 2018، قالت الدكتورة عايدة عبدانوفا، الأستاذة المساعدة في قسم الأنثروبولوجيا بجامعة آسيا الوسطى: "منذ حوالي 13 ألف عام، جاءت مجموعة من الصيادين إلى المكان الذي نسميه آيجيرزهال 2، وهذا يُعدُّ أقدم التواريخ التي تم العثور عليها على الإطلاق لهؤلاء الأشخاص، الأمر الذي يميّز قيرغيزستان بوصفها أقدم مكانٍ في جميع أرجاء آسيا الوسطى فيما يتعلق بنمط الحياة الميزوليتي. وقد توصلنا لذلك نتيجةً لشكل الأدوات، ومن التواريخ التي تم الاستدلال عليها من خلال تحليل الفحم. إضافةً إلى ذلك، كانت نماذج العمارة إحدى أهم النتائج التي توصلنا إليها في المواقع، والتي يعود تاريخها لـ 4000 أو 5000 عام مضت، والتي ظهرت على الجدران والهياكل الطينية المستديرة."
في عام 2019، نشرت وحدة التراث الثقافي والعلوم الإنسانية بجامعة آسيا الوسطى ورقة بحثية حول الطبقات القديمة للمواقع الأثرية في حرم نارين الجامعي. تم تطوير الكتاب في إطار "مشروع نارين الأثري"، والذي قامت وحدة التراث الثقافي والعلوم الإنسانية بتنفيذه منذ عام 2017 كجزء من كلية التنمية للدراسات العليا بجامعة آسيا الوسطى. يهدف الكتاب إلى إجراء بحث شامل، والحفاظ على البقايا الأثرية القديمة، والمصنوعات اليدوية في موقع الحرم بجامعة آسيا الوسطى. يمكن تنزيل الكتاب مجاناً من موقع جامعة آسيا الوسطى على الإنترنت على الرابط التالي: https://ucentralasia.org/Content/Downloads/CHHU-RP3-Eng.pdf
مجمع " آيجيرزهال 1" و"آيجيرزهال 3" الصخري في حرم نارين الجامعي، وهما اثنان من ضمن خمسة مجمعات يجري دراستها حالياً بشكل أساسي. وقد أوضحت نتائج التنقيب أن موقع " آيجيرزهال 2" يشكّل الأساس لتقييم انتشار السكان المحليين القدماء، فضلاً عن العلاقة التي كانت تربط بين المجتمعات والحقول الزراعية والثروة الحيوانية في العصر البرونزي في آسيا الوسطى.