Afghanistan · 26 أغسطس 2020 · 2 دقائق
نتيجةً لتساقط الثلوج في الشتاء والانهيارات الأرضية والفيضانات في الصيف، تظل القرى المحيطة بممر واخان (التي يقع بعضها على ارتفاعٍ يزيد عن 3000 متر) معزولةً لمدة تصل إلى أربعة أشهر سنوياً. تفتقر العديد من القرى على طول الحدود الأفغانية- الباكستانية للوصول إلى المياه الصالحة للشرب، ما يضطر السكان، ومعظمهم من النساء، إلى السير لمسافات طويلة عبر المرتفعات الجبلية الوعرة لجلب المياه من الأنهار أو المصادر غير المحمية. وغالباً ما تكون المياه غير صالحة للشرب، ما يؤدي إلى حدوث أمراض في أماكن لا تتوفر فيها الخدمات الصحية أو تكاد تكون معدومة.
استجابةً لذلك، تقوم وكالة الآغا خان للسكن، بدعمٍ من مؤسسة "باتريب"، ببناء 15 مشروع لمياه الشرب تتسم بمقاومتها للمناخ. وفي قرية نيرس بمنطقة واخان في داخشان على طول الحدود الصينية- الأفغانية- الباكستانية، أنشأت وكالة الآغا خان للسكن نظاماً لتوفير المياه لكافة المنازل، فضلاً عن إنشاء مرافق عامة في القرية مزودة بصنابير المياه. يتم توفير مياه الشرب الآمنة والمنقولة عبر الأنابيب، والتي تلبي معايير الجودة لمنظمة الصحة العالمية على مدار العام. بدأت وكالة الآغا خان للسكن بتصميم وتركيب شبكة أنابيب محمية تغطي مسافة 6.5 كيلومتر لتوفير المياه للقرية. يتضمن المشروع نظام مصمم لتصريف المياه بشكل صحيح وآمن في أشهر الشتاء، ويراعي الظروف الجغرافية والمناخية الخاصة بالقرية.
AKAH designed and installed a protected, piped system that covered 6.5km from the water source to the village.
AKAH
نظراً لبعد القرية، شكّل نقل المواد اللازمة للبناء أمراً معقداً على نحوٍ خاص، لهذا قامت وكالة الآغا خان للسكن بالاعتماد على قدراتها اللوجستية وشبكة علاقاتها مع مورّديها (للحصول على ما تحتاجه من مواد)، والتي طوّرتها سابقاً خلال قيامها بتسليم المساعدات الإنسانية في الحالات الطارئة. وإدراكاً للتحديات التي تواجه إمكانية القيام بأعمال الإصلاح والصيانة في المستقبل، يعزز المشروع الملكية المحلية والمهارات اللازمة لصيانة النظام. كما قامت وكالة الآغا خان للسكن بتشكيل وتدريب لجنة تختص بموضوع "المياه والصرف الصحي والنظافة" في المجتمع لتكون مسؤولةً عن أعمال الصيانة، وتعزيز ممارسات النظافة والصرف الصحي الجيدة.
إلى ذلك، أشاد محافظ المنطقة بالمشروع واعتبره فريداً من نوعه في المنطقة، في حين خلص المنسق الإقليمي لوزارة التأهيل والتنمية في المناطق الريفية إلى أن "توفير المياه يشكّل في نهاية المطاف حمايةً لسكان القرية".
من الواضح أن توفير المياه في أماكن، مثل قرية نيرس، له فوائد تتجاوز المياه الصالحة للشرب. وهي تمتد لتشمل الوقاية من الأمراض، وتقليل الوقت الذي يقضيه السكان في جلب المياه، فضلاً عن تطبيق معايير الجودة لمنظمة الصحة العالمية المتعلقة بالمياه في القرى النائية.