India · 29 يوليو 2019 · 3 دقائق
"سيتم تعزيز روح التعددية من خلال حقيقة أن كل أكاديمية ستكون جزءاً من شبكة أكبر، وسيتم ربطهم جميعاً ... عبر برامج سيعمل بها المعلمون والطلاب لفترة من الوقت في بيئة بعيدة." - سمو الآغا خان، حيدر أباد 2006
منذ تأسيس برنامج أكاديميات الآغا خان في عام 2003، شارك سمو الآغا خان رؤيته باستمرار في بناء شبكة عالمية من الأكاديميات تتيح للطلاب قضاء بعض الوقت في الدراسة ليس فقط في أكاديميتهم الخاصة، ولكن في الأكاديميات الشقيقة أيضاً، بهدف تطوير مجموعة من قادة المستقبل ممن يتسمون بالتعددية والمُدرَّبين جيداً والمتسامحين، وقد أصبحت هذه الآمال حقيقة واقعة الآن عبر برنامج تنقُّل الطلاب بين أكاديميات الآغا خان.
بعد إجراء بحث وتخطيط وتشاور، قامت تجربة برنامج التبادل في عام 2018، حيث سُمح لمجموعة من طلاب الصف التاسع من الأكاديمية في مومباسا وحيدر أباد بـ "التبادل" مع بعضهم البعض لمدة 7 أسابيع. خلال هذا الوقت، تمكن الطلاب من الحصول على تقدير نقدي لهويتهم وقيمهم ومعتقداتهم، وكذلك نظرائهم، إضافةً إلى فهم وتقدير لوجهات النظر والتوقعات المتباينة من المنظورات الاجتماعية والأكاديمية. وضمن أحد الأهداف الكبيرة للبرنامج، تعلم الطلاب أيضاً المزيد عن عمل شبكة الآغا خان للتنمية داخل البلدان التي كانوا يزورونها.
Aga Khan Academy Hyderabad students participating in a team-building exercise at the Aga Khan Academy Mombasa campus.
AKDN / Alexandra Holland
يتمثل أحد العوامل الرئيسية وراء برنامج التبادل في إعطاء الطلاب علاقة ثقة بهويتهم الخاصة، وتشجيع الفضول لديهم حول الهويات الأخرى، وإننا نأمل أن يساهم ذلك في تعزيز التعددية بين أقرانهم، وجدير بالذكر أن الطلاب انغمسوا في برنامج التبادل الخاص بالكلية منذ البداية. خلقت تجربة العيش المباشر في ثقافة أخرى تحديات عززت من التعلم، وقام الطلاب خلال اليوم المدرسي بإتباع ما تقوم به المدرسة التي توجهوا لها عبر برنامج التبادل، فضلاً عن أخذهم لعينات من الطعام المحلي، وتعرضهم لعدة لغات ووجهات نظر جديدة. توجب عليهم الالتزام بمجموعة جديدة من القواعد الثقافية والمدرسية على حد سواء، الأمر الذي خلق فرصاً للنمو الشخصي. وعن تجربتها تقول إينارا دهاناني، طالبة في الصف التاسع في أكاديمية الآغا خان في حيدر أباد: "إن وجودي في مومباسا والتعرف على الثقافة هناك جعلني أدرك أنني لم أكن أفهم حقاً ثقافتي". من خلال البرنامج، تمكن طلاب التبادل من عيش تجربة بطريقة مختلفة ضمن سياق مواقفهم ومعتقداتهم.
مثل الكثير من شبكة الأكاديميات المخطط لها، تتواجد أكاديميات الآغا خان في حيدر أباد ومومباسا في البلدان النامية، ومن خلال المشاركة في برنامج التبادل، تمكن الطلاب من ملاحظة التطور داخل بلد آخر وفهم كيفية تعامل البلدان الأخرى مع نفس التحديات، ولا سيّما بالنظر إلى أوجه التشابه بين البلدين. نأمل أن يساعد ذلك الطلاب في تحليل المشكلات المتعلقة بعملية التنمية وإلهامهم نحو إيجاد حلول لبلدهم وبلدان أخرى في السنوات المقبلة.
عبر الأكاديميات يتمثل أحد الجوانب المهمة من المنهاج الدراسي في فهم عمل شبكة الآغا خان للتنمية وتقدير أن الأكاديميات تعتبر جزءاً من شبكة أوسع. على سبيل المثال، تم أخذ الطلاب الذين ذهبوا من مومباسا إلى حيدر أباد في رحلة لزيارة منتزه قطب شاهي للتراث واكتساب نظرة ثاقبة عن عمل صندوق الآغا خان للثقافة. في المستقبل، سيتضمن برنامج التبادل مزيداً من التعاون مع الوكالات الأخرى داخل شبكة الآغا خان للتنمية.
سيبدأ برنامج تنقُّل الطلاب قريباً دورته الثانية، إضافةً إلى أنه تم تمديد البرنامج من 7 أسابيع إلى 13 أسبوعاً وسيتم إشراك مجموعة أكبر من الطلاب. مع افتتاح المزيد من أكاديميات الآغا خان، سيستمر البرنامج في التوسع والنمو وتحقيق رؤية سموّه لتطوير قادة المستقبل ممن يمتلكون نظرة قوية تتسم بالتعددية تجاه العالم من حولهم.