مع تزايد عدد المجتمعات الحضرية، يزداد الطلب للحصول على فهم أفضل للظروف المسببة للفقر، والتي تؤثر بشدة على المناطق الحضرية، وضرورة إيجاد حلول لها. من خلال تجربة شبكة الآغا خان للتنمية، يتطلب الحد من الفقر في المناطق الحضرية حلولاً متعددة المدخلات ومتعددة القطاعات، ولهذا فإن عمل صندوق الآغا خان للثقافة في مجال التجديد الحضري وتنشيط المواقع ذات الأهمية الثقافية في العالم الإسلامي مرتبطٌ على نحو وثيق بالبرامج الاجتماعية الخاصة بمؤسسة الآغا خان وبعمل شركات المشاريع التابعة لصندوق الآغا خان للتنمية الاقتصادية. وهما يساعدان معاً في تحسين نوعية حياة السكان الذين يعيشون في عدد من المدن التاريخية، ومن ضمنها القاهرة ودلهي وكابول ولاهور وموبتي وزنجبار.

بدأت البرامج في موبتي بمالي أعمالها عبر ترميم المسجد الكبير، ولكنها توسّعت منذ ذلك الحين لتشمل برنامج تمديد شبكات المياه والصرف الصحي، ومن ضمنها إنشاء شبكة الصرف الصحي التي تربط جميع المنازل في منطقة كوموغويل مع حوض الترسيب والترشيح، فضلاً عن إنشاء وتشغيل منشأة لتصنيع الطوب لإنتاج كتل تُستخدم في رصف الشوارع مصنوعة من الأكياس البلاستيكية المُعاد تدويرها ثم خلطها مع الرمل، إضافةً إلى القيام بتحسينات في المساحات المفتوحة من خلال رصف الشوارع، وإجراء التدريبات المهنية في مجال صناعة الطوب وطرق البناء والتركيبات الخاصة بالصرف الصحي والسباكة.

تتضمن البرامج أيضاً مشروعات في مجال التنمية الريفية والرعاية الصحية والقروض الصغيرة والتعليم، فضلاً عن تعزيز المجتمع المدني، والتي يتم تنسيقها جميعاً من خلال برنامج التنمية المنسقة للمناطق في موبتي. بالإضافة إلى ذلك، استثمر صندوق الآغا خان للتنمية الاقتصادية في مشاريع البنية التحتية الحيوية الرامية لتحسين نوعية حياة السكان، ومن ضمنها الاهتمام بمجالات الطيران والمياه والكهرباء.

توسّعت البرامج لتشمل مدن وبلدات أخرى، ومن ضمنها باماكو وتمبكتو. هذا وقام صندوق الآغا خان للثقافة بعد الانتهاء من أعمال الترميم في موبتي بتنفيذ أعمال ترميم شاملة لمسجد دجينجاربير في تمبكتو في نهاية عام 2006. يتضمن المشروع إجراء التدريبات أثناء العمل للحرفيين المحليين والمتدربين على التقنيات التقليدية للبناء والتشييد على الأرض، فضلاً عن طرق الترميم الجديدة.