India · 25 يونيو 2020 · 3 دقائق
"من أُولى شروط السعادة عدم قطع الصلة بين الإنسان والطبيعة"، ليو تولستوي
جاء الوباء الحالي بمثابة نداءٍ ضخمٍ لإيقاظ البشرية، حيث يتوجب علينا حماية كوكبنا أو مواجهة العواقب! رغم ذلك، وفي خضم هذه الأزمة، رأينا الأزهار تنتشر في الطبيعة الأم، ما يؤكّد على الحاجة لإصلاح الطرق واتخاذ الإجراءات المناسبة للمساعدة في الحفاظ على البيئة.
Primary and secondary students reused discarded materials to create awareness posters, slogans and action messages on the “Three Rs” (reduce, reuse and recycle).
AKDN / Sushree Rekha Dandapat
أخذت مؤسسة الآغا خان للخدمات التعليمية في الهند على عاتقها "نداء اليقظة" على محمل الجد وقررت الاحتفال بأسبوع البيئة (8-12 يونيو)، فضلاً عن تعليم الموظفين والطلاب وأولياء الأمور أهمية وضرورة حماية كوكبنا، إضافةً إلى تشجيع الموظفين على تقديم "تعهد بإنقاذ الطبيعة الأم"، ما أدى إلى قيام 122 موظفاً بتقديم تعهدٍ باتخاذ إجراءات للحفاظ على الموارد الطبيعية، واتباع المعايير الثلاثة (التقليل وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير)، والتوقف عن استخدام المواد البلاستيكية والسامة. كما وعدوا بزراعة النباتات في أعياد الميلاد وفي مناسبات الذكرى السنوية، فضلاً عن التقليل من الأنشطة التي تزيد من نسبة غاز الكربون، ووقف هدر الطعام، إضافةً إلى استخدام منتجات صديقة للبيئة ونشر الوعي المتعلق بحماية البيئة. كما قام أعضاء الهيئة التدريسية وغيرهم، فضلاً عن كبار المسؤولين الإداريين بارتداء زيٍّ لمدة أسبوع يتضمن ألوان الطبيعة الأم، بما في ذلك اللون البني والأزرق والأصفر والأبيض والأخضر، لإظهار دعمهم للقضية.
تزامن أسبوع البيئة مع الأسبوع الأول من الجلسة الأكاديمية الجديدة، لذلك ركّز المعلمون في دروس التعلم عن بُعد على تضمين أنشطة متكاملة تُشرك الطلاب في الموضوعات البيئية:
عملت مدرسة الآغا خان في موندرا على غرس أهمية المعايير الثلاثة بين طلابها، حيث يقوم الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة باستخدام الأواني الطينية المُعاد تدويرها لزراعة نباتاتٍ جديدةٍ، فضلاً عن قيام طلاب المدارس الابتدائية والثانوية بإعادة استخدام المواد المهملة لاستخدامها في الملصقات والشعارات ورسائل العمل لنشر الوعي.
أجرت مدرسة اليوبيل الماسي الثانوية في مومباي دروساً في مادة العلوم عبر الإنترنت حول البيئة، في حين قام طلاب الصف الثالث بتقديم عروض تقديمية، حيث قاموا بدلاً من أداء صلاتهم العادية في المدرسة بتلاوة الصلوات من أجل البيئة، إضافةً إلى تعليم طلاب الصف السابع أهمية المياه خلال حصة الكيمياء، والذين تعهدوا بدورهم بالحفاظ على المياه في منازلهم، بينما ارتدى طلاب الصف العاشر اللون الأخضر دعماً للطبيعة الأم خلال الحصة الدراسية عن بُعد في 9 يونيو.
احتفل الآباء والطلاب بحماسٍ في أمكان إقامة الطلاب في حيدر آباد بمناسبة أسبوع البيئة، وشارك الطلاب عن بُعد رسوماتهم ولوحاتهم المثيرة للتفكير مع أولياء أمورهم عبر تطبيق "واتس أب"، إضافةً إلى قيام الموظفين وعائلاتهم بزراعة شتلات في أماكن إقامة الطلاب ووعدوا برعاية النباتات حتى تنمو وتزدهر.
ابتكرت مدرسة اليوبيل الماسي الثانوية في حيدر أباد ملصقات جميلة تعرض مخاوفهم المتعلقة بالبيئة من خلال استخدام الاقتباس المعروف "الأرض هي ما نشترك فيه جميعاً" للروائي ويندل بيري، فضلاً عن نشر الوعي حول التدابير الوقائية مع طلاب المرحلة الابتدائية.
كما تعاونت فرق الموارد البشرية والاتصالات من أجل تبادل المعلومات مع الموظفين، والتي تتعلق بالتنوع البيولوجي، الذي يشكّل موضوع هذا العام، إضافةً إلى الترويج لـ 10 طرق تساهم في الحفاظ على البيئة وخلق بيئة مستدامة.
شاركت السيدة نازيا سراج قريشي، وهي معلمة من مدرسة اليوبيل الماسي الثانوية للبنات في مومباي، بأفضل الممارسات البسيطة التي تتبعها يومياً، حيث تقوم بقطع الجزء العلوي من علب وأكياس الحليب "بدلاً من قطع المثلثات في الزوايا، نظراً لصعوبة العثور على تلك القطع المثلثية الصغيرة وإعادة تدويرها".
بدورها وعدت السيدة مليكة عوادية، المحاسبة الإقليمية، بالحد من هدر الطعام، وقالت: "أتعهد بوقف هدر الطعام ومشاركة طعامي الزائد مع جيراني من الأشخاص المحتاجين".
بينما قدّمت السيدة كافيتا تشاولا، معلمة من مدرسة اليوبيل البلاتيني الثانوية في وارنغال، وعداً وقالت: "أود أن أزرع خمسة شتلات على الأقل في عيد ميلادي وفي مناسبات الذكرى السنوية، فضلاً عن التوقف عن استخدام المواد البلاستيكية".
في خضم تقديم الالتزامات على الصعيد المهني والشخصي، يستمر أفراد مجتمع مؤسسة الآغا خان للخدمات التعليمية في الهند في الاهتمام بالأرض الأم وتقديم الدعم لها على نحوٍ دائمٍ.
تم تعديل هذا النص من مقال نُشر على موقع مؤسسة الآغا خان للخدمات التعليمية.