India · 17 يناير 2021 · 2 دقائق
تتواجد النفايات في كل مكان نتيجةً للأنشطة المجتمعية المختلفة في جميع أنحاء العالم. يمكن للنفايات أن تدمر عالمنا وتحدث أضراراً كبيرة على المدى الطويل إذا لم يتم إدارتها والتخلص منها بشكل صحيح. أصدر البنك الدولي تقريراً في عام 2018 بعنوان: يا له من إهدار 2.0: نظرة عامة على إدارة النفايات الصلبة في العالم حتى عام 2050، توقع فيه أنه ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، سيزداد إنتاج النفايات السنوية على مستوى العالم بنسبة 70% عن مستويات عام 2016 في عام 2050.
يمكننا لكل واحد منا المساهمة في إحداث فرقٍ في الوقت الراهن من خلال التقليل من كمية المواد وإعادة استخدامها وتدويرها في المنزل وفي مجتمعاتنا، إضافةً إلى تشجيع جيراننا على القيام بالشيء نفسه. ورغم أننا لا نستطيع منع حدوث النفايات تماماً، إلا أنه يمكننا التقليل من كمية النفايات وإدارتها والتخلص منها بشكل أكثر كفاءة.
تدرك مؤسسة الآغا خان للخدمات التعليمية في الهند أهمية الحفاظ على البيئة، لهذا تقوم باتخاذ خطوات تهدف لإبراز ونشر الوعي في جميع مدارسها. توفر مدرسة الآغا خان في موندرا فرصاً للطلاب من خلال النادي البيئي، حيث يقومون بزراعة الأشجار ويقيمون مسيرات لزيادة نسبة الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة، فضلاً عن إقامة مسرحيات في الشوارع لتوعية أبناء المجتمع بضرورة الحد من استخدام البلاستيك. كما يقومون بإعادة تدوير البلاستيك لصنع أشياء مفيدة مثل القرميد، إضافةً إلى إحضار نباتات خاصة إلى المدرسة والاهتمام بها للاستفادة منها خلال الاحتفال بأعياد الميلاد.
A group of pre-primary students and staff enjoy a playful moment outdoors (photo taken prior to COVID-19).
AKDN
خلقت جائحة كوفيد-19 وعياً جديداً بأهمية المحافظة على غسل اليدين، إضافةً إلى اعتماد مفهوم التقليل من استخدام المنتجات وإعادة استخدامها أو تدويرها في الحياة اليومية. لهذا ابتكرت هيئة التدريس في المدرسة فكرةً مبتكرةً تتمثل في إنشاء مغاسل لغسل اليدين باستخدام مواد مثل خزانات المياه غير المستخدمة وعبوات المياه المفلترة سعة 20 لتراً وبقايا مواد البناء مثل القضبان الحديدية.
قام أعضاء الفريق بتنظيف خزان المياه لإعادة استخدامه لغسل اليدين، ثم استخدموا عبوات المياه سعة 20 لتراً، حيث تم تحويل كل واحدة منها لمغسلة عبر فتحها من الأسفل، ثم تثبيت فمها مع أنبوب يمتد لمنفذ الصرف، في حين تم تصنيع وحدة التجميع المركزية باستخدام أنبوب بلاستيكي رمادي كان مُلقىً في أحد الأبنية. ثم قام الفريق بوضع صنابير المياه في عدة اتجاهات، حتى يتمكن مستخدمو المغاسل من الحفاظ على التباعد الجسدي بين بعضهم البعض. عندما تفتح المدرسة أبوابها، سترحب المغاسل بالزوار والطلاب وأعضاء هيئة التدريس عند مدخل المدرسة.
وحول ذلك، قال أكبر خوجة، أحد المعلمين الذي لعب دوراً فعالاً في إنشاء المغاسل: "عندما كنت أعمل على إنشاء هذه المغاسل، كانت تدور في ذهني العديد من الأفكار. وإنني سعيد لأننا نجحنا في إنشاء هذه المغاسل لغسل اليدين، وسأستخدم هذه الأفكار لإنشاء المزيد من العناصر القابلة لإعادة الاستخدام في المستقبل".
خلال الجائحة، عندما تُشكّل السلامة إلى جانب إدراك التكاليف أمراً بالغ الأهمية، يجسد النادي البيئي وهذه المغاسل الثقافة المتّبعة في مدارس الآغا خان، ويساهمان بعرض الإبداع والوعي بأهمية الحفاظ على البيئة. تعكس هذه الأنشطة أيضاً التزام شبكة الآغا خان للتنمية باستخدام العلوم والأبحاث لخلق نوعية حياة أفضل، سواء في الوقت الحاضر أو للأجيال القادمة.