مؤسسة الآغا خان
باكستان · 15 يوليو 2024 · 3 دقائق
بتمويل من الاتحاد الأوروبي (EU)، أطلقت مؤسسة الآغا خان (AKF) برنامج "طاقة بلس" الجديد، الذي يسعى إلى تحويل اقتصاد ومجتمع شمالي باكستان إلى نموذج أكثر صمودًا أمام التغير المناخي وأقل انبعاثًا للكربون.
يهدف البرنامج الذي تبلغ قيمته 35 مليون يورو (38 مليون دولار)، إلى توفير الطاقة النظيفة لأكثر من 350,000 شخص في غيلغيت-بلتستان وشيترال. يركز البرنامج على المجتمعات المحرومة التي تعاني من نقص أو انعدام إمكانية الحصول على طاقة مستدامة وموثوقة، والتي من غير المرجح أن تصلها شبكة الكهرباء العامة في المستقبل القريب.
لا تزال باكستان تواجه تحديات كبيرة في مجال الطاقة، على الرغم من الجهود المبذولة لزيادة معدلات الكهرباء في المناطق. فبينما يتمتع جميع سكان المدن بإمكانية الوصول إلى الكهرباء، إلا أن الانقطاعات المتكررة تُشكل عقبة أمام الاستقرار. بالمقابل، في المناطق الريفية، الوضع أكثر صعوبة، حيث لا يحظى سوى 54٪ من السكان بالوصول إلى الكهرباء، مما يؤدي إلى تفاقم تدهور البيئة وفقدان التنوع البيولوجي بسبب الاعتماد المفرط على مصادر الطاقة الحيوية - مثل الحطب - المستمدة من البيئة الريفية كمصدر رئيسي للطاقة. ونظرًا لأن أكثر من نصف سكان البلاد يعيشون في هذه المناطق، فإن معالجة هذه الفجوة في إمكانية الحصول على الطاقة وتعزيز بدائل الطاقة النظيفة والموثوقة يُعدّ ضروريًا لتحقيق التنمية المستدامة.
في جوهره، يسعى برنامج "طاقة بلس" إلى تمكين التحول إلى الطاقة المتجددة، تحسين إدارة الموارد الطبيعية، ودعم المجتمعات الريفية لبناء القدرة على الصمود أمام التغيّر المناخي. وينصب تركيز البرنامج على تحقيق ثلاثة نتائج رئيسية، كما هو موضح أدناه:
سيشمل التحول المستدام إلى الطاقة المتجددة في:
يهدف برنامج "طاقة بلس" أيضًا إلى خلق فرص اقتصادية خضراء، خاصة للنساء والشباب، من خلال إنشاء ثمانية مراكز تكنولوجية تعمل بالطاقة المتجددة، وتأسيس أكثر من 140 شركة.
سيُساهم برنامج "طاقة بلس" في تعزيز إدارة الموارد الطبيعية من خلال تطوير ونشر خطط محسنة لإجراءات تكيف فعالة لمواجهة التغيّر المناخي، ودمج إدارة النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي على مستوى السكان المحليين. بالإضافة إلى ذلك، تعمل مؤسسة الآغا خان (AKF) بالشراكة مع المجتمعات المحلية في غيلغيت-بلتستان وشيترال، على زراعة أكثر من 2.5 مليون شجرة بهدف منع التدهور البيئي، مكافحة فقدان التنوع البيولوجي، والتقليل من إزالة الغابات بشكل كبير.
سيعمل برنامج "طاقة بلس" على رفع قدرات الجهات الفاعلة من القطاعين العام والمجتمع المدني في مجال تخطيط التنمية المستدامة. سيتحقق ذلك من خلال تعزيز تصميم المباني الخضراء الموفرة للطاقة (مثل العزل الحراري) وتحديد 38 مبنى حكوميًا - بما في ذلك المرافق الصحية والمدارس - لإجراء عملية "التجديد الأخضر" لها، مما يوفر أساسًا قويًا للتنمية المستدامة. كما يهدف البرنامج إلى تعزيز التنمية الاقتصادية من خلال دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة وسلاسل التوريد لتحسين كفاءة استخدام الكهرباء. ويشمل ذلك أتمتة العمليات والتعاون مع الشركاء الحكوميين في قطاعي الطاقة وإدارة الموارد الطبيعية لدعم صياغة وتنفيذ السياسات.
لتنفيذ برنامج "طاقة بلس"، ستتعاون مؤسسة الآغا خان (AKF) مع وكالات شبكة الآغا خان للتنمية (AKDN)، بما في ذلك شركة شمال باكستان للطاقة المحدودة، وهي شركة تابعة لصندوق الآغا خان للتنمية الاقتصادية، وكالة الآغا خان للمساكن، برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية، ومبادة تسريع الازدهار.
يُعد التعاون مع حكومة باكستان ركيزة أساسية لبرنامج "طاقة بلس" الذي يتماشى مع الأهداف الوطنية لباكستان والتزاماتها الدولية مثل اتفاقية باريس. سيساهم البرنامج، من خلال تعزيز اعتماد الطاقة المتجددة وتعزيز ممارسات التنمية المستدامة، في جهود باكستان للتخفيف من انبعاثات الغازات الدفيئة والتكيف مع آثار التغيّر المناخي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
يمثل برنامج "طاقة بلس" مقاربة شاملة لمواجهة التحديات المتشابكة التي تشمل ضمان حصول الجميع على الطاقة، معالجة التغير المناخي، وتحقيق التنمية المستدامة. يهدف البرنامج إلى تعزيز التعاون بين المجتمعات المحلية، القطاع الخاص، وصناع السياسات، مع الاستفادة من حلول الطاقة المتجددة لدعم النمو الشامل والمستدام. بالإضافة إلى ذلك، يسعى البرنامج إلى تمكين سكان غيلغيت-بلتستان وشيترال من العيش في مستقبل أكثر اخضرارًا.