دخلت السلالة الفاطمية مصر وأسسّت مدينة القاهرة (المنتصرة) في عام 969 م، وهي تُعرف اليوم بالقاهرة. على مدى الألف عام التالية، تعاقبت على المدينة العصور الأيوبية، المملوكية، والعثمانية، تاركةً وراءها أمجاد العمارة الإسلامية ومدينة متنامية باستمرار.

ظهر حيّ الدرب الأحمر بجانب المدينة الفاطمية، وهو جزء مما يُعرف اليوم بـ "القاهرة التاريخية". تضم المنطقة مجموعة من الأزقة الضيقة والمتعرجة، التي تنتشر فيها مساجد العصور الوسطى، الأضرحة، القصور، والمساكن، مما يقدّم للزوار نظرة على الماضي العريق والاطلاع على نمط الحياة الذي لا يزال موجودًا في أماكن قليلة جدًا في العالم اليوم.

تتميّز تلك المنطقة بمجموعة من الحرف التقليدية، بدءًا من صناعة الفوانيس النحاسية إلى الخيام والأواني الزجاجية وصولًا إلى قطع الأثاث المطعّمة بصدف اللؤلؤ، باستخدام تصاميم فريدة من نوعها خاصة بالثقافة المصرية ومدينة القاهرة والمنطقة بحد ذاتها.

على مدار العقدين الماضيين، قام صندوق الآغا خان للثقافة، كجزء من مشروع تجديد حضري أوسع مدفوع بإنشاء حديقة الأزهر، بترميم العديد من المعالم التاريخية في هذا الحيّ الحيوي والهش. كما قدّم صندوق الآغا خان للثقافة المساعدة للسكان المحليين في بناء مستقبل أفضل من خلال مبادرات التعليم والصحة، والتدريب المهني، وخلق فرص العمل المتعلقة بجهود الاستعادة والترميم.

طريق سياحي

الآن، بتمويل من الاتحاد الأوروبي (EU)، تم إنشاء طريق سياحي لربط هذه المجموعة المتميزة والفريدة من المباني التاريخية وأسواق الحرف اليدوية القديمة. ومن المتوقع أن يؤدي انتعاش السياحة إلى تحسين جودة حياة الآلاف من العائلات والحرفيين في المنطقة.

يُتوقع أن يستقبل هذا الطريق أكثر من 3,000 زائر في عام 2023. تتوفر سيارات كهربائية تعمل بالطاقة النظيفة لنقل الزوار لمسافة تمتد على طول 2 كيلومتر، مما يمنحهم فرصة التمتع بمشاهدة الآثار الساحرة لمصر الإسلامية برفقة دليل سياحي.

من جانبه، قال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار خلال افتتاح الطريق يوم الأحد الماضي: "تم تجهيز هذا الطريق لتوفير فرصة للاطلاع على مواقع التراث الثقافي الإسلامي في القاهرة والحفاظ عليها، من خلال تعزيز دور السياحة كمحفّز رئيسي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المحلية".

تمويل الاتحاد الأوروبي المستمر

يهتم حالياً مشروع الطريق السياحي وبتمويلٍ إضافيٍ من الاتحاد الأوروبي القيام بـ:

• تدريب وتعزيز قدرات الشركات المحلية في مجال إدارة السياحة، تشجيع المشاريع الصغيرة والحد من التلوث في حيّ الدرب الأحمر.
• تدريب موظفي المجلس الأعلى للآثار على التوثيق الرقمي، وتحسين مهاراتهم في اللغة الإنجليزية لتمكينهم من التواصل بشكل أفضل مع السيّاح وتعريفهم حول تاريخ الحرف التراثية في حيّ الدرب الأحمر.
• تطوير وتحسين واجهات محلات الحرف اليدوية على طول الطريق لتشجيع التسوّق.
• إنجاز المرحلة النهائية لترميم مسجد الطنبغا المارداني.

اقرأ المزيد عن هذا الطريق.