كراتشي، باكستان، 28 نوفمبر 2025 - اجتمع اليوم في كراتشي كبارُ المعماريين في باكستان، والمخطِّطون الحضريون، وخبراءُ الصحة العامة لوضع استراتيجيات لبناء مدن ومجتمعات قادرة على مواجهة تغيّر المناخ، وذلك في ظلّ درجات الحرارة القياسية والفيضانات الشديدة. وقد وجّه صاحبُ السمو الآغا خان رسالةً إلى المشاركين، قُرِئت في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.

استضاف معهد الصحة والتنمية العالمية بجامعة الآغا خان (AKU) الحدث بالشراكة مع شبكة حلول التنمية المستدامة في باكستان. وناقش المسؤولون الحكوميون، ومتخصصو التنمية، والمتعاونون الدوليون كيف يمكن لباكستان إعادة تصميم المنازل والأحياء والأنظمة العامة لتتحمّل صدمات تغيّر المناخ.

أكد صاحب السمو الآغا خان في رسالته، التي قرأها رئيس جامعة الآغا خان سليمان شهاب الدين، على الضرورة المُلحة للعمل المناخي. جاء فيها: "يُعدّ تغيّر المناخ أحد أكبر مضاعِفات التهديدات في عصرنا، إذ تزيد آثاره من حدّة الأمراض وسوء التغذية والنزوح وفقدان التعلّم والفقر. وتقع هذه الأعباء بشكل غير متكافئ على النساء والأطفال وكبار السن والمجتمعات المهمَّشة. إنّ معالجة هذه التحديات ليست خيارًا، بل ضرورةً حتمية لتحقيق العدالة والاستقرار والتنمية المستدامة". اقرأ الرسالة كاملةً.

حضر الوزير الاتحادي للتخطيط والتنمية والمبادرات الخاصة، أحسن إقبال، بصفته ضيف الشرف، إلى جانب المفوض السامي الكندي لدى باكستان، طارق خان. كما شارك في المناقشات ممثلون من أوروبا وأمريكا الشمالية وجنوب شرق آسيا. ويعكس موضوع المؤتمر، بعنوان: التغيّر المناخي والبيئة العمرانية: تعزيز المرونة والتكيف في البيئات منخفضة الدخل، موقعَ باكستان كواحدة من أكثر عشر دول عرضة للتأثرات المناخية، على الرغم من مساهمتها بأقل من 2% من الانبعاثات العالمية.

سلط يوم الافتتاح الضوء على موضوعات رئيسية تناولت العمارة الذكية مناخيًا، والمقاربات التصميمية المحلية، واستراتيجيات التكيّف المجتمعي، مثل تقنيات التبريد منخفضة التكلفة وطرق التهوية التقليدية.

قال الرئيس سليمان إنّ جامعة الآغا خان (AKU) ستواصل تعزيز البحث والشراكات المتعلّقة بالصمود المناخي. وأضاف: "إنّ تغيّر المناخ يعيد تشكيل كل جانب من جوانب الحياة في باكستان، ومسؤوليتنا كجامعة هي مساعدة البلاد على تصميم بيئات أكثر ذكاءً وأمانًا وقدرةً على الصمود". وتابع: "تلتزم جامعة الآغا خان بتوفير الأدلة والحلول وبناء الشراكات التي تدعم التكيّف المناخي على نطاق واسع".

من المقرّر أن تتواصل فعاليات المؤتمر بجلسات تناقش نماذج التكيّف الريفي، وأنظمة الصحة القادرة على مواجهة تغيّر المناخ، والحلول المحلية، والابتكارات المجتمعية. كما أعدّ المنظّمون جلسة نقاش سياسية رفيعة المستوى لبحث الأطر الوطنية للعمل المناخي.