آسيا الوسطى، 24 حزيران/يونيو 2025 - احتفلت جامعة آسيا الوسطى (UCA) في 21 يونيو بحدث بارز تمثّل في تخرج الدفعة الخامسة من طلابها الجامعيين. وقد أُقيمت الاحتفالات بالتزامن في حرمي الجامعة السكنيين في نارين، قيرغيزستان، وخوروغ، طاجيكستان. كما شهد هذا الحدث السعيد الإطلاق الرسمي لعام اليوبيل الفضي للجامعة.
تُحيي هذه الاحتفالية التي تمتد على مدار عام الذكرى الخامسة والعشرين لتوقيع المعاهدة الدولية التي أُنشئت بموجبها جامعة آسيا الوسطى كمؤسسة إقليمية فريدة من نوعها، تأسست من خلال شراكة بين جمهوريات كازاخستان وطاجيكستان وقيرغيزستان والإمامة الإسماعيلية. وتضمن إطلاق عام اليوبيل عرض فيلم تذكاري، وهوية بصرية مصممة خصيصًا للمناسبة، إلى جانب افتتاح معرض صور مميز يُجسد مسيرة الجامعة على مدى ربع القرن الماضي.
تسلّم 65 خريجًا من الدول الثلاث المؤسسة للجامعة، بالإضافة إلى أفغانستان وباكستان وروسيا، شهاداتهم في تخصصات علوم الحاسوب، والاتصالات والإعلام، وعلوم الأرض والبيئة، والاقتصاد العالمي. وقد شاركهم هذه المناسبة أكثر من 550 ضيفًا في كلا الحرمين الجامعيين، من بينهم أفراد من عائلات الخريجين، وأعضاء هيئة التدريس، ومسؤولون حكوميون، وقادة مجتمعيون، وممثلون عن شبكة الآغا خان للتنمية (AKDN)، وأعضاء الإدارة العليا، وأعضاء مجلس أمناء جامعة آسيا الوسطى.
نقل الدكتور شمش قاسم لاكا، رئيس مجلس أمناء جامعة آسيا الوسطى، رسالة صاحب السمو الأمير رحيم آغا خان الخامس، مستشار الجامعة. في كلمته، أكد المستشار مجددًا التزام شبكة الآغا خان للتنمية الدائم بتحسين جودة الحياة في أنحاء آسيا الوسطى، واعتبر الذكرى الخامسة والعشرين فرصة لتكريم الشراكة الاستثنائية التي أسست الجامعة. وقال: "إن الوصول إلى تعليم عالي الجودة هو ركيزة أساسية في نهجنا التنموي، وله القدرة على إحداث تأثير تحويلي ومستدام". كما نوه برؤية والده، صاحب السمو الراحل الأمير كريم آغا خان الرابع، المستشار المؤسس للجامعة، معبرًا عن ثقته بمستقبل الجامعة: "رغم ما تحقق حتى الآن، إلا أن المزيد ينتظرنا في المستقبل". اقرأ الخطاب الكامل.
في نارين، حلّ ضيف الشرف السيد شبدان أبديرايم أولو، نائب حاكم مقاطعة نارين، الذي أشاد بالدور المحوري لجامعة آسيا الوسطى في تعزيز الابتكار والبحث والتعليم، وشجّع الخريجين على التمسك بتراثهم الثقافي، مع الانخراط الفاعل في مواجهة التحديات العالمية.
في خوروغ، حلّ ضيف الشرف السيد مسرور زوكيرزودا، نائب رئيس قسم العلاقات الدولية في وزارة التربية والعلوم بجمهورية طاجيكستان، الذي أكد مجددًا على الإسهام الكبير لجامعة آسيا الوسطى في توسيع الوصول إلى التعليم عالي الجودة، وسلّط الضوء على دعمها النشط لمبادرة الحكومة لإعلان عام 2025 سنة عام الحفاظ على الأنهار الجليدية على المستوى الدولي، لا سيّما من خلال أنشطة البحث والتطوير التي تقودها الجامعة في هذا المجال العالمي الملح.
كما حضر السيد أمينجون ميرزوقاندوف، رئيس إدارة التعليم في إقليم غورنو-باداخشان ذاتي الحكم (GBAO)، وألقى كلمة نيابةً عن محافظ الإقليم، أشار فيها إلى الدور المهم الذي تؤديه جامعة آسيا الوسطى في تنمية المنطقة.
في كلمته، تطرّق الدكتور شمش قاسم لاكا إلى التحدي الكبير المتمثّل في إنشاء حُرُم جامعية عالمية المستوى في مناطق جبلية نائية ــ رؤية طموحة تحققت بفضل التعاون عبر الحدود وسنوات من الجهد المتواصل. وأشاد بمساهمات الحرفيين المحليين، وأعضاء هيئة التدريس، والموظفين، والقيادة العليا، ومجلس الأمناء، في تجسيد رسالة جامعة آسيا الوسطى، تحت إشراف المستشار المؤسس، صاحب السمو الراحل الأمير كريم آغا خان الرابع، وبدعم من الدول المؤسسة. كما توجّه إلى الخريجين مؤكدًا أن التعليم لا يُعدّ مجرّد طريق إلى الوظيفة، بل سبيلًا إلى حياة ذات معنى: "لن يُقاس النجاح بالمكاسب الشخصية، بل بالتغيير الإيجابي الذي تحققونه من خلال خدمتكم للآخرين".
من جهته، هنّأ البروفيسور كريستوفر جيري، رئيس جامعة آسيا الوسطى، دفعة عام 2025، مستعرضًا النمو الشخصي العميق الذي يمر به الطلاب خلال سنوات دراستهم في الجامعة. وسلّط الضوء على المسيرة الملهمة للخريج نورلان نوغويبايف ــ من المدرسة الصيفية التمهيدية قبل القبول في حرم الجامعة بنارين، إلى العمل في مجال علم بيانات الفضاء والطيران في باريس ــ وقال: "هذه هي جامعة آسيا الوسطى في أبهى صورها: التميز بلا غرور، والطموح المتجذر في المجتمع".
وأكد البروفيسور جيري أن رسالة الجامعة تتجاوز الإنجازات الأكاديمية، فهي تهدف إلى تشكيل مستقبل يُحدده الانتماء والتواصل والعطاء.
ألقت الطالبة الأولى فريال نياب، القادمة من منطقة شترال النائية في شمال باكستان، كلمة مؤثرة احتفت فيها بصمود دفعتها وتضامنها. واستعادت تجربة دخولهم الجامعة خلال جائحة كوفيد-19، قائلة: "واجهنا ضغوط المواعيد النهائية والشكوك، لكننا احتفلنا معًا، وتناقشنا في الأفكار، وتسلقنا الجبال، واجتهدنا في الدراسة، ووقفنا إلى جانب بعضنا، وبكينا معًا. أصبحنا عائلة ــ أكبر داعمين لبعضنا البعض، وأقرب الأصدقاء، ووطنًا بديلًا عن الوطن". وقد عبّرت عن امتنانها العميق لأعضاء هيئة التدريس والداعمين الذين رافقوا تطلعاتهم في القيادة وخدمة المجتمع.
سلّطت مراسم التخرّج الضوء بشكل لافت على رسالة جامعة آسيا الوسطى في إعداد قادة يتحلّون بالأخلاق والرؤية المستقبلية، وقادرين على قيادة مسيرة التنمية المستدامة في آسيا الوسطى وخارجها.
وقد نجح ربع خريجي هذا العام في نيل قبول ضمن برامج دراسات عليا مرموقة في أوروبا، وأمريكا الشمالية، وشرق آسيا، في مجالات تشمل الحوكمة الاقتصادية، والسياسات العامة، وعلوم البيئة، والأمن السيبراني، والابتكار الرقمي. ومن بين الجامعات التي سيلتحقون بها: أكاديمية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في بيشكيك، وجامعة ألبرتا، وجامعة هايدلبرغ، وجامعة باريس-لادرون في سالزبورغ. كما حصل ربع آخر من الخريجين على فرص عمل بالفعل.
وعلى الرغم من ضغوط استكمال متطلبات التخرّج والتخطيط للمرحلة التالية، تمكّن طلاب الدفعة في حرمي الجامعة من جمع آلاف الدولارات لدعم منح دراسية لطلاب جامعة آسيا الوسطى في المستقبل ــ في لفتة إنسانية مؤثرة تُجسّد روح التضامن والالتزام بمستقبل الجامعة.