لشبونة، البرتغال، 7 سبتمبر/أيلول 2025 - أُعيد افتتاح كنيسة تاريخية في شمال البرتغال، بعد أن تعرضت للتدمير جراء حرائق الغابات المدمرة التي اجتاحت منطقة غوندومار، شرق مدينة بورتو، في سبتمبر 2024. وقد أُنجز ترميم الكنيسة بفضل تعاون فريد من نوعه، شاركت فيه السلطات المحلية، والكنيسة الكاثوليكية، والإمامة الإسماعيلية.
شُيّدت كنيسة "نوسا سينيورا دا أفليساو" (سيدة الأحزان) في قرية برانزيلو عام 1884، وشكّلت منذ ذلك الحين مركزًا للعبادة والحياة المجتمعية. وقد أُعيد بناؤها بالكامل اليوم، وأُعيدت إلى خدمة السكان المحليين.
وجرى تنفيذ أعمال الترميم بجهد مشترك بين مجلس مدينة غوندومار، ومجلس أبرشية ميلرس وميداس، والإمامة الإسماعيلية، وصندوق الآغا خان للثقافة (AKTC)، وبدعم من الحكومة البرتغالية وشخصيات رفيعة في الكنيسة الكاثوليكية.
وتعود ملكية الكنيسة إلى عائلة محلية منحت حق استخدامها لخدمة المجتمع.
قالت إلفيرا دوارتي، التي تتولى عائلتها رعاية كنيسة "سيدة الأحزان" في برانزيلو منذ عام 1952: "كان تدمير الكنيسة خسارة مؤلمة وعميقة، وصدمة تركت فراغًا في حياتنا وفي حياة أهالي قرية برانزيلو". اقرأ كلمة إلفيرا دوارتي كاملة.
قدّم صندوق الآغا خان للثقافة (AKTC)، الوكالة الثقافية التابعة لشبكة الآغا خان للتنمية، خبرة تقنية متخصصة، فيما ساهم كلٌّ من الصندوق والإمامة الإسماعيلية في تمويل مباشر للمشروع. وقد جرى تنفيذ أعمال الترميم وفقًا لمبادئ الحفاظ على التراث، مع دمج عناصر حديثة تتعلق بالسلامة ومعايير الإتاحة الشاملة، باستخدام مواد تقليدية وتقنيات حرفية تهدف إلى الحفاظ على الطابع التاريخي للكنيسة.
وقال روي كوريا، المعماري المشرف على المشروع: "لم يكن هذا العمل مجرد استجابة لكارثة، بل كان فعلًا لصون التراث، وإيماءةً توازن بين الصرامة التقنية واحترام الأصالة والقيمة الرمزية". اقرأ كلمة روي كوريا كاملة.
جرت إعادة افتتاح الكنيسة خلال المهرجان السنوي لتكريم "سيدة الأحزان"، التي تحمل الكنيسة اسمها، وتمثل رمزًا مهمًا للإيمان والتقاليد لدى سكان برانزيلو والمنطقة الأوسع. وشهد الحفل حضور الأمير علي محمد آغا خان، شقيق صاحب السمو الآغا خان، إلى جانب عمدة غوندومار، وممثلين عن الحكومة البرتغالية، وشخصيات بارزة من الكنيسة الكاثوليكية، وعدد من كبار الشخصيات.
وخلال الحفل، وقّعت مؤسسة الآغا خان وبلدية غوندومار بروتوكولًا يهدف إلى دعم المبادرات الاجتماعية والمجتمعية المحلية.
من جهته، قال الأمير علي محمد آغا خان: "لا تقتصر أهمية الترميم على المجتمع المحلي والمصلّين هنا فحسب، بل إنه يرمز أيضًا إلى التضامن القائم بين الإمامة الإسماعيلية والكنيسة الكاثوليكية والمؤسسات المعنية". وأضاف: "كما يُعدّ شهادةً على متانة الروابط بين الإمامة الإسماعيلية والجمهورية البرتغالية؛ روابط تستند إلى قيمٍ مشتركة تتمثّل في احترام كرامة الإنسان، والتعددية، والالتزام بجلب الأمل وإتاحة الفرص لجميع الشعوب، بغض النظر عن معتقداتهم أو أصولهم".اقرأ كلمة الأمير علي محمد آغا خان كاملة
يُعد هذا الترميم جزءًا من العمل الأوسع الذي يضطلع به صندوق الآغا خان للثقافة في مجال التنمية الثقافية على المستوى العالمي، موضحًا كيف يمكن لإحياء التراث أن يُعزز المجتمعات ويحافظ على الهوية الثقافية.
لمزيد من المعلومات، يُرجى التواصل مع:
فرزانة كرمالي