كمبالا، أوغندا، 11 أيلول/ سبتمبر 2025 ــ مُنح صاحب السمو الأمير رحيم آغا خان، الإمام الوراثي الخمسين للمسلمين الشيعة الإسماعيليين، اليوم، وسام لؤلؤة إفريقيا الأكثر تميزًا (القائد الأعلى)، وهو أرفع وسام مدني في أوغندا، وذلك من قبل الرئيس يويري كاغوتا موسيفيني. ويأتي هذا التكريم تقديرًا لخدماته المتميزة للأمة، وقيادته الرائدة في دفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

كما مُنحت الأميرة الزهراء آغا خان وسام لؤلؤة إفريقيا المرموق (القائد الكبير)، تقديرًا لإسهاماتها طويلة الأمد في مجالات الصحة والتعليم وتمكين المرأة.

أُقيم الحفل ضمن فعالية بارزة في حرم جامعة الآغا خان (AKU) بمنطقة ناكاوا في كامبالا، حيث جرى تدشين استثمارات جديدة وكبيرة في مجالي التعليم العالي والرعاية الصحية. وشهد الحفل حضور صاحبة المعالي السيدة الأولى، الأونورابل جانيت موسيفيني، إلى جانب الأمير علي محمد آغا خان.

وتجدر الإشارة إلى أن الشراكة الراسخة بين الإمامة الإسماعيلية وشبكة الآغا خان للتنمية وأوغندا كانت قد حظيت بتكريم سابق في عام 2017، حين تسلّم صاحب السمو الراحل الآغا خان الرابع وسام لؤلؤة إفريقيا الأكثر تميزًا من الرئيس موسيفيني.

افتتاح مرافق الحرم الجامعي الجديد لجامعة الآغا خان

تزامن حفل التكريم مع الافتتاح الرسمي للمرحلة الأولى من حرم جامعة الآغا خان في كامبالا، بمنطقة ناكاوا، والذي يمتد على مساحة 60 فدانًا. وتضم المرافق مركزًا أكاديميًا مكوّنًا من سبعة طوابق، ومبنى لسكن الطلاب من تسعة طوابق يستوعب 164 طالبًا، ومركزًا للرعاية المتنقلة من أربعة طوابق يُعدّ المركز الطبي التخصصي في ناكاوا. وعند اكتمال سعته، سيستضيف الحرم الجامعي 100 عضو من هيئة التدريس و700 طالب، من بينهم أول دفعة من الطلاب الأوغنديين ضمن برنامج جامعة الآغا خان الجديد لنيل درجة البكالوريوس في علوم التمريض، والذي يمتد لأربع سنوات ويبدأ في وقت لاحق من هذا الشهر. ويأتي هذا المشروع استنادًا إلى برامج التمريض السابقة في الجامعة، التي خرّجت أكثر من 1,500 ممرض وممرضة أوغندية ضمن برامجها للدرجة العلمية والدبلوم.

وقد أُنشئ هذا الحرم الجامعي على أرض قدّمتها حكومة أوغندا بسخاء، وأصبح ممكنًا بفضل دعم مستشار جامعة الآغا خان، ومساهمات المانحين الكرماء، والتمويل المقدَّم من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) وبنك التنمية الألماني (KfW).

قال صاحب السمو الآغا خان: "يستحق الشعب الأوغندي أفضل فرص الوصول إلى التعليم العالي والرعاية الصحية ذات الجودة العالمية... وإنني على ثقة بأن القادة الذين سيتخرّجون من هذه المؤسسة سيسهمون في تعزيز رفاه الأفراد وتقدّم الأمة، وفاءً للرؤية الراسخة والدعم المتواصل اللذين أوصلانا إلى هذه اللحظة". اقرأ الخطاب كاملًا

وقد شهد الحفل كلمات ألقاها كل من فخامة الرئيس يويري موسيفيني، وصاحبة المعالي السيدة الأولى ووزيرة التعليم والرياضة، الأونورابل جانيت موسيفيني، وصاحب السمو الآغا خان، ورئيس جامعة الآغا خان ونائب المستشار، سليمان شهاب الدين، ونائب السفير الألماني لدى أوغندا، بيتر بريموس.

قال فخامة الرئيس موسيفيني: "شكرًا لكم على إنشاء هذا المركز العالمي، حيث ترتبط الفصول الدراسية رقميًا وتُستخدم فيه أحدث التقنيات في العملية التعليمية". اقرأ الخطاب كاملًا

من جهتها، قالت السيدة الأولى جانيت موسيفيني: "نحن ممتنون جدًا للشراكة التي شهدناها اليوم بين الحكومة المنبثقة عن حركة المقاومة الوطنية (NRM) وشبكة الآغا خان للتنمية". وأضافت: "أعتقد أن الجامعة ستواصل الحفاظ على روح صاحب السمو في خدمة المجتمع والإنسانية من خلال هذا المشروع". اقرأ الخطاب كاملًا

قال رئيس جامعة الآغا خان، ونائب المستشار سليمان شهاب الدين: "يُعدّ الحصول على تعليم عالي الجودة ركيزةً أساسيةً لنهجنا التنموي، وله القدرة على إحداث تأثيرٍ تحويليٍّ ودائم". اقرأ الخطاب كاملًا

أما نائب السفير الألماني، بيتر بريموس، فقال: "في عصر التحوّل الرقمي السريع والطلب المتزايد على المعلومات الموثوقة وذات الجودة العالية، أصبحت الصحافة أكثر أهمية من أي وقت مضى. وسيكون خريجو هذا البرنامج مجهَّزين للإسهام بفاعلية في مشهد إعلامي مهني وتعددي وحيوي". اقرأ الخطاب كاملًا

عقب مراسم الافتتاح، شارك صاحب السمو الآغا خان وفخامة الرئيس يويري موسيفيني في وضع حجر الأساس إيذانًا ببدء أعمال بناء مستشفى جامعة الآغا خان في كامبالا. وسيضم المستشفى التعليمي 101 سريرًا، ما من شأنه أن يوسّع نطاق الوصول إلى رعاية صحية عالمية المستوى في نحو عشرين اختصاصًا، ويسهم في تأهيل الكوادر الطبية التي يحتاجها البلد بصورة عاجلة. وعند اكتماله، سيشكّل المستشفى جزءًا من نظام متكامل للتعليم والرعاية الصحية تابع لشبكة الآغا خان للتنمية في شرق إفريقيا.

وتدير جامعة الآغا خان حاليًا أربعة مراكز طبية في كامبالا، تأسست عام 2012، وترتبط بمسار إحالة مباشر إلى مستشفى جامعة الآغا خان في نيروبي. وقد خرّجت الجامعة أكثر من 1,500 ممرضة وممرض أوغندي من برامج الدرجات العلمية والدبلوم، كما استفاد نحو 7,000 متخصص آخر في مجالات التعليم، والصحة، والصحافة، والاتصال من دوراتها القصيرة وبرامج الشهادات. ويشغل العديد من خريجي هذه البرامج اليوم مناصب قيادية في قطاعات الصحة والتعليم والإعلام والقطاع العام في أوغندا.

قرابة قرن من الشراكة في أوغندا

تُسهم مؤسسات شبكة الآغا خان للتنمية (AKDN) منذ سنوات طويلة في دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية في أوغندا. وفيما يلي نماذج من أبرز مجالات مشاركة الشبكة في البلاد:

• التعليم وتنمية الطفولة المبكرة:تصل خدمات مؤسسة الآغا خان (AKF) إلى ما يقرب من 500,000 متعلم على مستوى البلاد. وقد استفاد من برنامجها لتنمية الطفولة المبكرة أكثر من 65,000 طفل، كما قدّمت الدعم لأكثر من 100 مركز مجتمعي معنيّ بتنمية الطفولة المبكرة. وتدير مدارس الآغا خان، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى أوائل ثلاثينيات القرن الماضي، مدارس نهارية مختلطة يبلغ إجمالي عدد طلابها نحو 2,500 طفل، موزّعين على المراحل التمهيدية والابتدائية والثانوية.

• القوى العاملة في القطاع الصحي وإمكانية الوصول إلى الرعاية: يسهم أكثر من 1,000 ممرضة وممرض من خريجي جامعة الآغا خان (AKU) في تعزيز الرعاية الصحية في مختلف أنحاء البلاد. وتوفّر مراكز الجامعة الأربعة في كمبالا خدمات الاستشارات، والتشخيص، والإحالات المتخصصة.
• الطاقة والبنية التحتية: توفر محطة بوجاغالي لتوليد الطاقة الكهرومائية، التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 250 ميغاوات، نحو 33% من كهرباء أوغندا، ما أسهم فعليًا في القضاء على انقطاع التيار الكهربائي وتحسين المناخ الاستثماري. وفي منطقة غرب النيل، وسّعت شركة "وينريكو"، التابعة لشبكة الآغا خان للتنمية، نطاق خدمات الكهرباء ليشمل المدارس والمرافق الصحية والشركات، في منطقة كان الوصول فيها إلى الكهرباء محدودًا للغاية.
• السياحة والتوظيف: يُوظّف فندق "كمبالا سيرينا" 442 موظفًا، يشكّل الأوغنديون 98% منهم، في حين يُوظّف منتجع وسبا "بحيرة فيكتوريا سيرينا للغولف" 170 موظفًا أوغنديًا.
• الإعلام والتعددية: من خلال "مجموعة الأمة الإعلامية" و"منشورات المونيتر"، تدعم شبكة الآغا خان للتنمية صحيفة "ديلي مونيتور"، وقناة "إن تي في أوغندا" ــ وهي المحطة التلفزيونية الرائدة في البلاد ــ إلى جانب عدد من الإذاعات المحلية، بما يسهم في تعزيز الإعلام المستقل.

لقاء مع المجتمع الإسماعيلي

يوم الجمعة 12 أيلول/سبتمبر، سيلتقي صاحب السمو بأعضاء بأفراد من الجماعة الإسماعيلية الأوغندية. ستوفر هذه المناسبة فرصة لتقدير مساهماتهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للبلاد، ولتأكيد التزام الإمامة بتحسين جودة الحياة لجميع الأوغنديين، بغض النظر عن عقيدتهم أو خلفيتهم.

ملاحظات

نبذة عن الإمامة الإسماعيلية

يؤمن المسلمون بأن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو خاتم رسل الله. ووفقًا للتفسير الشيعي للإسلام، فقد عيّن النبي، بأمر إلهي، خلال حياته ابن عمه وصهره علي بن أبي طالب (عليه السلام) قائدًا للأمة الإسلامية.

وبحسب المسلمين الشيعة، منصب القيادة الدينية، أو الإمامة، يستمر على نحوٍ دائم. وتُعدّ الإمامة الإسماعيلية منصبًا وراثيًا في تسلسل متصل يبدأ من الإمام الأول، علي بن أبي طالب، ابن عم النبي وصهره، الذي تزوّج من فاطمة الزهراء، ابنة النبي وابنته الوحيدة التي بقيت على قيد الحياة. وبالنسبة للمسلمين الشيعة الإسماعيليين، فإن صاحب السمو الأمير رحيم آغا خان هو الإمام الوراثي الخمسون في سلالة مباشرة تعود للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

وفي التقليد الإسلامي، لا يقتصر دور الإمام على تفسير الدين فحسب، بل يشمل أيضًا السعي إلى تعزيز أمن جماعته وجودة حياتها، وكذلك دعم المجتمعات الأوسع التي يعيشون ضمنها.

نبذة عن شبكة الآغا خان للتنمية (AKDN)

شبكة الآغا خان للتنمية هي مجموعة دولية من الوكالات والمؤسسات التي أسستها الإمامة الإسماعيلية بهدف تحقيق رسالتها في تحسين جودة الحياة للجميع، بغض النظر عن عقيدتهم أو خلفيتهم.

تعمل شبكة الآغا خان للتنمية في أكثر من 30 دولة، بهدف تحسين جودة الحياة، بغضّ النظر عن العقيدة أو الخلفية، وذلك من خلال الاستثمار في قطاعات التعليم، والصحة، والثقافة، والبيئة، والتنمية الاقتصادية. وفي أوغندا، يواصل حضور الشبكة، الممتدّ لأكثر من قرن، تمكينَ المجتمعات، وتعزيزَ الأنظمة، وتشجيعَ التنمية المستدامة.

.جهة الاتصال الإعلامية:

كريستوفر ويلتون ستير (شبكة الآغا خان للتنمية)

[email protected]

أنتوني كاجيري (جامعة الآغا خان)

[email protected]