نيروبي، كينيا، 26 أغسطس/آب 2025 - بدأ صاحب السمو الأمير رحيم آغا خان الخامس زيارة رسمية إلى كينيا، وذلك في الفترة من 25 إلى 27 أغسطس/آب، تلبيةً لدعوة فخامة الرئيس ويليام روتو. وتُعدّ هذه الزيارة أول زيارة رسمية لسموه إلى شرق إفريقيا، منذ توليه منصب الإمام الوراثي الخمسين للمسلمين الشيعة الإسماعيليين في شباط/فبراير من هذا العام.
واستقبل الرئيس روتو صاحب السمو اليوم في القصر الرئاسي، حيث ناقش الجانبان العلاقات الودية الراسخة بين الإمامة الإسماعيلية وكينيا، إضافة إلى أولويات التعاون المستقبلي.
وقّع صاحب السمو والرئيس ويليام روتو اتفاقية تهدف إلى إعادة تأكيد الشراكة العميقة والراسخة بين الإمامة الإسماعيلية وحكومة كينيا. كما تم توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون العام، لتعزيز العمل المشترك في مجالات تشمل الحفاظ على البيئة، وتغيّر المناخ، وإعادة تأهيل المناطق الحضرية، وصون التراث الثقافي.
وتنسجم هذه الاتفاقيات مع أولويات كينيا للسنوات المقبلة، التي تركز على تحفيز النشاط الاقتصادي على مستوى القاعدة الشعبية، وتوفير فرص العمل، وتحسين سبل العيش لجميع المواطنين.
قال الرئيس روتو: "هذه اللحظة تاريخية ورمزية في آنٍ واحد، وتؤكد تقدير كينيا العميق للإرث الخالد للإمامة الإسماعيلية، التي لطالما كانت خدمتها للإنسانية ركيزةً أساسية في مسيرتنا الوطنية". وأضاف: "على مدى عقود، كانت شبكة الآغا خان للتنمية حليفًا موثوقًا في مسيرة تنمية كينيا؛ حيث أنشأت المستشفيات والمدارس التي تنقذ الأرواح وتنمّي المواهب، واستثمرت في قطاعات الضيافة والإعلام والتأمين لتحفيز النمو وخلق فرص العمل، وعززت المبادرات الثقافية والبيئية التي تحمي تراثنا وتنهض بمجتمعاتنا".اقرأ كلمة فخامة الرئيس وليام روتو
قال صاحب السمو الآغا خان: "يتمثل هدفنا في العمل جنبًا إلى جنب مع الحكومة لمواجهة التحديات الناشئة، مثل تغيّر المناخ، وتجديد المناطق الحضرية، وتطوير الخدمات العامة". وأضاف: "سينصبّ نهجنا على ضمان توافق برامجنا بشكل هادف مع الأولويات الوطنية لكينيا، ومع أجندة التحوّل الاقتصادي من القاعدة إلى القمة. وكما كان الحال في الماضي، سنواصل حشد قدراتنا ومواردنا المؤسسية، إلى جانب قدرات وموارد شركائنا ومستثمرينا الدوليين، بما يعود بالنفع على كينيا".اقرأ خطاب صاحب السمو الآغا خان
في مقرّ الرئاسة أيضًا، منح الرئيس روتو رسميًا صاحب السمو الآغا خان أرفع وسام مدني في كينيا، وهو وسام القلب الذهبي من الدرجة الأولى (C.G.H.). ويُمنح هذا الوسام تقديرًا لـ "الخدمات المتميّزة والبارزة للأمة"، وقد أُعلن عنه لأول مرة في آذار/مارس 2025.
قرنٌ من الشراكة المتجذّرة في رؤيةٍ مشتركة
لأكثر من 100 عام، شكّلت الإمامة الإسماعيلية وشبكة الآغا خان للتنمية (AKDN) شراكة موثوقة في مسيرة تقدم كينيا. فقد عملتا معًا على تعزيز المؤسسات، وتحسين حياة الناس، والمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد عبر الأجيال.
واليوم، تصل شبكة الآغا خان للتنمية إلى أكثر من 27 مليون شخص في مختلف أنحاء كينيا. وفيما يلي بعض الأمثلة على مساهماتها في البلاد:
تم الاعتراف بالشراكة الدائمة بين شبكة الآغا خان للتنمية وكينيا في عام 2007، حين منح الرئيس مواي كيباكي الراحل الآغا خان الرابع وسام القلب الذهبي من الدرجة الأولى (C.G.H.). ويسعى صاحب السمو الآغا خان الخامس إلى البناء على إرث والده والتزامه الراسخ تجاه كينيا.
ملاحظات
نبذة عن الإمامة الإسماعيلية
يؤمن المسلمون بأن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو خاتم رسل الله. ووفقًا للتفسير الشيعي للإسلام، فقد عيّن النبي، بأمر إلهي، خلال حياته ابن عمه وصهره علي بن أبي طالب (عليه السلام) قائدًا للأمة الإسلامية.
وبحسب المسلمين الشيعة، منصب القيادة الدينية، أو الإمامة، يستمر على نحوٍ دائم. وتُعدّ الإمامة الإسماعيلية منصبًا وراثيًا في تسلسل متصل يبدأ من الإمام الأول، علي بن أبي طالب، ابن عم النبي وصهره، الذي تزوّج من فاطمة الزهراء، ابنة النبي وابنته الوحيدة التي بقيت على قيد الحياة. وبالنسبة للمسلمين الشيعة الإسماعيليين، فإن صاحب السمو الأمير رحيم آغا خان هو الإمام الوراثي الخمسون في سلالة مباشرة تعود للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
وفي التقليد الإسلامي، لا يقتصر دور الإمام على تفسير الدين فحسب، بل يشمل أيضًا السعي إلى تعزيز أمن جماعته وجودة حياتها، وكذلك دعم المجتمعات الأوسع التي يعيشون ضمنها.
نبذة عن شبكة الآغا خان للتنمية (AKDN)
تعمل شبكة الآغا خان للتنمية (AKDN) في أكثر من 30 دولة، بهدف تحسين جودة الحياة، بغض النظر عن العقيدة أو الخلفية، وذلك من خلال الاستثمار في قطاعات التعليم، والصحة، والثقافة، والبيئة، والتنمية الاقتصادية. وفي كينيا، يواصل حضور الشبكة، الممتد لأكثر من قرن، تمكين المجتمعات، وتعزيز الأنظمة، وتشجيع التنمية المستدامة.
جهة الاتصال الإعلامية:
كريستوفر ويلتون ستير