لشبونة، البرتغال، 29 كانون الثاني/يناير 2025 – أُقيمت أمس في ديوان الإمامة الإسماعيلية مراسم احتفال توقيع اتفاقية شراكة لإعادة تأهيل كنيسة نوسا سينهورا دا أفليساو التاريخية، الواقعة في برانزيلو، غوندومار.
تأتي هذه المبادرة استجابةً لحرائق الغابات المدمرة التي اجتاحت هذه البلدية الشمالية في البرتغال، الواقعة شرق بورتو، خلال صيف عام 2024، والتي أسفرت عن أضرار جسيمة لحقت بالكنيسة والمناطق المحيطة بها. عقب هذه الكارثة، بادرت الإمامة الإسماعيلية إلى تقديم الدعم للبرتغال. وبعد مباحثات مع الحكومة البرتغالية، التي أعربت عن تقديرها لهذا الدعم، تم الاتفاق على أن إعادة تأهيل الكنيسة يمثل مشروعًا ذا رمزية كبيرة، تجسد معاني التعاون بين الأديان والتضامن المجتمعي.
وُقِّعت الاتفاقية من قِبل ممثلين عن الإمامة الإسماعيلية، ومجلس مدينة غوندومار، وأبرشية ميلريس وميداس المحلية، والعائلة المالكة للعقار. وخلال الحفل، رحب الأمير أمين آغا خان بحوالي 30 ضيفًا مميزًا، وألقى كلمة موجزة اختتمها بالقول:
"أعتقد أن هذا المشروع لا يقتصر على ترميم الكنيسة فحسب، بل يتعلق أيضًا بالحفاظ على تراثنا الجماعي، وإعادة تأكيد القيم المشتركة، وتعزيز الروابط التي توحدنا".
من بين الضيوف، حضر ممثلون عن وزارة الخارجية، والحكومة المحلية، وقادة الكنيسة، بما فيهم النائب الرسولي وبطريرك لشبونة، وأعضاء هيئة التدريس في الجامعة الكاثوليكية بالبرتغال. كما شارك في الحفل الممثل الدبلوماسي للإمامة الإسماعيلية، ناظم أحمد، إلى جانب عدد من المسؤولين البارزين من الإمامة الإسماعيلية وقيادة شبكة الآغا خان للتنمية.
كنيسة نوسا سينهورا دا أفليساو (كنيسة سيدة الأحزان) هي مكان للعبادة يعود تاريخه إلى قرون، ومتجذر بعمق في النسيج الثقافي والروحي للمجتمع المحلي. دُمِّرت الكنيسة بالكامل تقريبًا خلال الحرائق، ولم يتبق منها سوى جدرانها المتصدعة كتذكير بتراثها. توحّد السكان المحليون، بدافع إخلاصهم لسيدة الأحزان، لترميم الكنيسة، إدراكًا منهم لأهميتها التاريخية والثقافية والمعنوية.
بالتعاون مع الحكومة المحلية ومالكي الكنيسة، يُقدِّم صندوق الآغا خان للثقافة الخبرات الفنية وأفضل الممارسات في مجال الاستدامة. يعكس هذا الالتزام المشترك بالحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الشراكة المستمرة بين الإمامة الإسماعيلية والبرتغال. كما يُبرز المشروع العلاقةَ الطويلة الأمد مع الكنيسة الكاثوليكية، المبنية على القيم المشتركة كالتعاطف والخدمة.
من المقرر افتتاح الكنيسة التي تم تأهيلها في 7 سبتمبر 2025، بالتزامن مع موكب نوسا سينهورا دا أفليساو التقليدي، وهو حدث ديني وثقافي سنوي رئيسي.