لشبونة، البرتغال، 28 أكتوبر 2024 – كرَّم مركز موستار للسلام والتعاون متعدِّد الأعراق اليوم صاحب السمو الآغا خان بمنحه جائزة "صلة السلام".
تم تأسيس جائزة "صلة السلام" في عام 2004 لتكريم الأفراد والمنظمات الذين يظهرون التزامًا قويًا بالسلام والتعاون والتفاهم في جميع أنحاء العالم. من بين الحاصلين على الجائزة سابقًا نيلسون مانديلا، ومحمد البرادعي، وأنطونيو غوتيريش.
قال سافيت أوروسيفيتش، مدير مركز موستار للسلام والتعاون متعدد الأعراق وعمدة بلدية موستار السابق من عام 1992 إلى عام 1996: "لقد كرَّس صاحب السمو حياته كلها لمهمة إنسانية تهدف إلى الحفاظ على أعلى قيم الإنسانية. وهذه الجائزة هي لفتة رمزية تعبر عن امتناننا لدعمكم لمدينتنا وشعبنا في أصعب الأوقات".
كرم مركز السلام والتعاون متعدد الأعراق أيضًا صندوق الآغا خان للثقافة (AKTC) بمنحه ميثاق موستار للسلام، تقديرًا لجهوده في ترميم مدينة موستار بين عامي 1998 و2004.
تسلم الأمير رحيم آغا خان الجوائز نيابة عن والده، صاحب السمو الآغا خان، خلال حفل تقديم الجوائز في ديوان الإمامة الإسماعيلية في لشبونة.
تُمنح الجوائز سنويًا إحياءً لذكرى إعادة بناء جسر "ستاري موست"، الجسر العثماني الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر ويربط بين ضفتي مدينة موستار في البوسنة والهرسك. يُعد هذا الجسر معلمًا بارزًا في العمارة الإسلامية في منطقة البلقان. أمر السلطان سليمان القانوني ببناء الجسر في عام 1557، وصممه المعماري ميمار خير الدين، أحد تلاميذ ومتدربي المعمار الشهير ميمار سنان.
بعد تدميره خلال الحرب الكرواتية البوسنية (1992-1995)، تم تشكيل تحالف دولي ضم اليونسكو والبنك الدولي والصندوق العالمي للآثار، بالتعاون مع صندوق الآغا خان للثقافة، لإعادة بناء الجسر وترميم مركز مدينة موستار التاريخي.
قال الأمير رحيم: "عمل صندوق الآغا خان للثقافة على إعداد خطة شاملة للحفاظ على المدينة القديمة وتطويرها، بما في ذلك ترميم أربعة مبانٍ تاريخية في الأحياء المحيطة بمجمع الجسر القديم على جانبي نهر نيريتفا، سعيًا إلى إعادة ترسيخ سلامتها المادية ووظيفتها. تشكل هذه المباني، إلى جانب الجسر القديم، جزءًا لا يتجزأ من المشهد التاريخي لمدينة موستار، مما يسهم في تعزيز السلام والاستقرار وتوفير الفرص".
تُوج المشروع بإدراج مدينة موستار في قائمة اليونسكو للتراث العالمي. اليوم، أصبح جسر ستاري موست، هذا الشاهد على تاريخ المدينة العريق، ومدينة موستار، رمزين قويين للسلام والتسامح، يجسدان قدرة المجتمعات على الصمود والتزامها بإعادة بناء الروابط بين المجموعات الثقافية والدينية.
وأضاف الأمير رحيم: "يحتاج العالم اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى روح التعددية والشمولية التي تجسدت في إعادة بناء جسر موستار، وهو مشروع نفخر بأن نكون جزءًا منه". وأردف: "إن الجوائز التي حصلنا عليها اليوم تمثل تشجيعًا بالغ التقدير لمواصلة العمل من أجل السلام بين المجتمعات حول العالم، التي تتشارك قيم التعددية الراسخة".
أنشأ مركز موستار للسلام والتعاون متعدد الأعراق الجائزة في عام 2004 لتكريم الأفراد الذين يسهمون في التقريب بين الحضارات والثقافات. يعترف مؤسسو الجائزة بنظرية "صراع الحضارات" وبحقيقة أن مثل هذه النزاعات تحدث أحيانًا حول العالم، لكنهم يؤمنون بأن هذه الصراعات ليست حتمية. يسعى مركز السلام والتعاون متعدد الأعراق إلى إلهام جهود أولئك الذين يواجهون هذه الصراعات من خلال عملهم ومواقفهم.
تستمد الجائزة جذورها من التجارب والتحديات المؤلمة التي شهدتها مدينة موستار في نهاية القرن العشرين. وستُمنح سنويًا تقديرًا لـ"الإنجازات الحضارية" التي يسجلها شخصيات من خلفيات متنوعة، من بينهم العاملون الاجتماعيون والثقافيون والسياسيون والكتاب والصحفيون وغيرهم ممن ساهموا في تعزيز السلام والتعاون المتعدد الأعراق في مجالات مختلفة وبطرق مبتكرة.
نحن متحدون في النضال العالمي من أجل عالم يسوده السلام والوئام، الذي لا بديل له على الرغم من كل شيء. يجب أن تكون أهدافنا المشتركة هي تحقيق المصالحة والتعايش السلمي بين جميع الثقافات والأديان والأعراق. إيماننا الراسخ بأن الحوار البناء والاحترام المتبادل والتفاهم المشترك هو السبيل لبناء مستقبل مزدهر يحتفي بالتنوع، ويسود فيه السلام على امتداد هذا الكوكب.