الولايات المتحدة الأمريكية · 22 أكتوبر 2025 · 5 دقائق
AKF USA
بورنور إيلونوفا
يلعب متطوعون مثل بورنور دورًا حيويًا في النهوض بعمل مؤسسة الآغا خان (AKF). ففي جميع أنحاء الولايات المتحدة، يساهم متطوعو المؤسسة من جميع مناحي الحياة بوقتهم ومهاراتهم وشغفهم في فعاليات جمع التبرعات، وحملات التوعية، والمبادرات المجتمعية. إنهم يجمعون الناس معًا، ويحشدون الموارد، ويساعدون في تحويل البرامج العالمية إلى تأثير محلي.
في عام 2024، قاد 1,400 متطوع من مؤسسة الآغا خان في الولايات المتحدة 20 فعالية لجمع التبرعات.
بورنور، الظاهرة في أقصى اليسار، كرّست حياتها المهنية لدعم الشباب الذين يواجهون تحديات النزوح وعدم الاستقرار.
AKF USA
عاشت بورنور تجربة النزوح في طفولتها خلال الحرب الأهلية في طاجيكستان، حيث وجدت الأمل في دعم مؤسسة الآغا خان، في وقت كان مجتمعها يواجه حالة من عدم الاستقرار. كان مشهد الشاحنات والأشخاص القادمين يحمل لها ما يفوق الوصف ــ لقد كان الأمل يصل عبر الممر الجبلي. وقد منح ذلك الدعم مجتمعها إحساسًا متجددًا بالكرامة، واتجاهًا واضحًا نحو المستقبل.
وبعد انتقالها إلى الولايات المتحدة، بدأت بورنور بالتطوع في الفعاليات المحلية، وحملات جمع التبرعات، وبرامج التوعية. واليوم، تشغل عضوية اللجنة الوطنية لمؤسسة الآغا خان في الولايات المتحدة (AKF USA)، حيث تساهم في حملات التوعية والمناقشات حول قضايا التنمية العالمية. ولا يقتصر دورها على العمل التطوعي فحسب؛ فاستلهامًا من الدعم الذي تلقّته في الماضي، كرّست مسيرتها المهنية لدعم الشباب المتأثرين بالنزوح وحالات عدم الاستقرار.
وتقول بورنور: "ينبع استمراري في دعم مؤسسة الآغا خان من الامتنان والإيمان العميق ــ امتنانٌ للأمل الذي منحَتْني إيّاه، وإيمانٌ برسالتها في إحداث تحوّل إيجابي في حياة الناس عبر الأجيال. في كل مرة أتحدث فيها عن عمل المؤسسة أو أساهم في برامجها، أتذكّر أن قصتها ــ كما قصتي ــ متداخلتان بعمق. فهي لا تمثّل فقط جذوري وما أنتمي إليه، بل أيضًا مستقبلًا أطمح إلى المساهمة في بنائه".
يتواصل مالك مع المانحين والمتطوعين ليُبرز كيف يُسهم دعمهم في إحداث تأثير مستدام.
AKF USA
انتقلت عائلة مالك من كينيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية عندما كان طفلًا. وقد تركت تجربته المبكرة في العمل التطوعي مع جامعة الآغا خان في باكستان، إلى جانب زياراته إلى منطقتي هونزا وغيلغيت-بلتستان، أثرًا عميقًا في نفسه. لاحقًا، وبصفته المدير القطري لمؤسسة الآغا خان في تنزانيا (AKF T)، شهد عن كثب تنفيذ البرامج على أرض الواقع، والأثر الملموس الذي أحدثته في حياة المجتمعات المحلية.
ومنذ عام 2000، يقدّم مالك دعمه مبادرة العطاء المخطَّط والإرثي التابع لمؤسسة الآغا خان في الولايات المتحدة، حيث يوفّر التوجيه الاستراتيجي ويسهم في تعزيز تفاعل المانحين. وقد مكّنته خبراته المتنوّعة ــ بصفته مانحًا وموظفًا وشريكًا في منظمات مثل الصليب الأحمر والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) ــ من بناء روابط وثيقة مع المانحين، ومساعدتهم على إدراك كيف يمكن لمساهماتهم أن تُحدث أثرًا طويل الأمد.
منذ عام 1993، تمكّن برنامج العطاء المخطَّط والإرثي التابع لمؤسسة الآغا خان من تأمين التزامات مالية تجاوزت 642 مليون دولار، بهدف تحقيق أثر عالمي طويل الأمد.
يقول مالك: "أدرك أن تحقيق هذه الرؤية يتطلّب وقتًا وصبرًا، إلى جانب تحوّلات سياسية واجتماعية... أحاول أن أستثمر كل ما بوسعي لدفع المؤسسة قُدمًا، لأنني أؤمن بأن تقدّمها يُجسّد تطوّر رؤية صاحب السمو".
يشرح عظيم كيف يمكن للابتكارات العلمية أن تسهم في تحسين حياة الناس.
AKF USA
في سن السادسة عشرة، يوظّف عظيم مهاراته الهندسية لإحداث أثر ملموس. وبصفته مسؤولًا في برنامج سفراء الشباب التابع لمؤسسة الآغا خان في دالاس، يُجري أبحاثًا حول مشروعات المؤسسة ويُنفّذ برامج مشابهة في مجتمعه المحلي، من بينها تأسيس وقيادة برنامج إرشاد في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، يستهدف الطلاب في المناطق الحضرية ذات الدخل المحدود.
في إطار مسابقة الابتكار التابعة لبرنامج سفراء الشباب، صمّم عظيم جهازًا لتنقية المياه لا يزال قيد الحصول على براءة اختراع، ويُستخدم حاليًا في إحدى القرى الكينية، مع خطط لتوسيع المشروع ليشمل دولًا أخرى. كما يُنظّم عظيم مخيّمات صيفية في مجال الهندسة، ويخصّص عائداتها لدعم المبادرات التعليمية في جنوب آسيا.
ويقول عظيم: "ما أراه رائعًا حقًا في برنامج سفراء الشباب هو فكرة التفكير بعقلية عالمية والعمل محليًا... فالمبادرات التي نبدأها في مجتمعنا المحلي يمكن أن تتوسّع وتُحدث أثرًا كبيرًا وحقيقيًا".
يحوّل علي خبرته في مجال الأعمال إلى قيادة تطوعية تُلهم الآخرين للاستثمار في المجتمعات.
AKF USA
اضطرّت عائلة علي إلى الفرار من أوغندا في سبعينيات القرن الماضي، خلال حكم عيدي أمين. وبعد سنوات من الاستقرار في أتلانتا بولاية جورجيا، اشترى فندقًا متهالكًا وأسّس شركة للاستثمار العقاري. وكان أول مستثمر له هو عمّه، الذي سبق أن استفاد من منحة دراسية قدّمتها شبكة الآغا خان للتنمية ــ وهكذا استمر أثر المؤسسة يتردّد عبر الأجيال.
يشغل علي اليوم منصب رئيس مؤسسة الآغا خان في الولايات المتحدة ــ الإقليم الجنوبي الشرقي، وقد اكتملت الدائرة في مسيرته؛ إذ يوظّف خبرته المهنية في العمل التطوعي وتعبئة الموارد، مساهمًا في مساعدة الآخرين على اكتشاف قيمة المشاركة طويلة الأمد.
ويقول علي: "ما أحبّه في عمل مؤسسة الآغا خان هو أنه عمل مستدام... فأيًا يكن ما أستثمر فيه، أرغب في أن يكون له أثر طويل الأمد أينما وُجّهت أموالي وجهودي. ولا أرى أثرًا أطول أمدًا وأعمق قيمة من ذلك الذي تحقّقه مؤسسة الآغا خان".
تستفيد سايما من خبرتها في التدريس والعمل الميداني لتوجيه دورها القيادي في العمل التطوعي.
AKF USA
أثناء عملها في المؤسسة، تسترجع سايما زيارتها لإحدى القرى في سوريا، حيث فضّل المجتمع المحلي تأمين الوصول إلى المياه على بناء مدرسة كانت مقرّرة. وقد استجابت مؤسسة الآغا خان لاحتياجات الأهالي، فأرجأت بناء المدرسة إلى حين تركيب نظام المياه ــ وهو قرار ترك أثرًا عميقًا في نفسها.
سايما غواني
تمتدّ المسيرة المهنية لسايما عبر مجالات متعدّدة؛ فقد عملت معلّمة في إحدى مدارس الآغا خان في هونزا، باكستان، وقدّمت الدعم للناجين من تسونامي في سريلانكا، كما شاركت في أعمال المتابعة والتقييم في المقرّ الرئيسي لمؤسسة الآغا خان في جنيف، سويسرا.
وقد أسهمت هذه التجارب في تشكيل فهمها للامتياز والمسؤولية، وأهمية التواصل مع المجتمعات. واليوم، بصفتها نائبة رئيس مؤسسة الآغا خان في الولايات المتحدة – الإقليم الأوسط الغربي، توظّف سايما هذه الخبرات في عملها التطوعي، مركّزة على تعزيز الوعي بأهمية التعليم داخل مجتمعها المحلي.
وتقول سايما: "لقد شاهدتُ العمل عن كثب، ورأيتُ كم يبذل فريقنا من جهد كبير. كما أدركتُ مدى أهمية دعم الأمل الذي يتمسّك به الناس، فهم يبحثون عمّا يمنحهم القوّة والقدرة على الارتقاء بأنفسهم".
يستمدّ محمد دافعه للعمل التطوعي من القصص الشخصية لأشخاص تغيّرت حياتهم.
AKF USA
يشغل محمد منصب نائب رئيس مؤسسة الآغا خان في الولايات المتحدة ــ الإقليم الجنوبي الغربي. وقد بدأ مسيرته التطوعية بالمشاركة في فعاليات المشي والجري، ثم انضم قبل 17 عامًا إلى الفريق المنظّم لدورات الغولف الخيرية. وتُلهمه القصص الشخصية لأولئك الذين تغيّرت حياتهم على أثر الدعم، لمواصلة العمل التطوعي وجمع التبرعات.
يؤمن محمد إيمانًا راسخًا بأهمية تبادل المعرفة؛ إذ يقدّم الإرشاد للقادة الإقليميين والمتطوعين في مختلف أنحاء البلاد، ويسهم في تعزيز روح التعاون والزمالة لدعم نجاح الفعاليات على مستوى الولايات المتحدة بأكملها.
في عام 2025، نظّم المتطوّعون ستّ دورات غولف خيرية، جمعوا من خلالها أكثر من 735 ألف دولار من رعايات مخصّصة لدعم جهود مؤسسة الآغا خان في مكافحة الفقر.
يقول محمد: "أشعر أن عمل مؤسسة الآغا خان ينسجم مع مسار حياتي؛ فهو عمل يمتد عبر أجيال، لا مشروعًا لعام أو عامين فقط ــ سنبقى ما دامت الحاجة قائمة. وهذا ما يمنحني الدافع للاستمرار ويحثّني على مواصلة العمل مع مؤسسة الآغا خان".
ينحدر متطوّعونا من خلفيّات متنوّعة، تجمعهم صلة شخصية بعمل المؤسسة ورغبة صادقة في ردّ الجميل. وبالنسبة إلى بورنور ومالك وعظيم وعلي وسايمة ومحمد، فإن العمل التطوّعي يتجاوز مجرد جمع التبرعات أو تنظيم الفعاليات؛ فهو وسيلة للبقاء على ارتباط بالمجتمعات والقيم التي شكّلت شخصياتهم، وإحداث أثر حقيقي على المدى القريب والبعيد.
تعرّف على المزيد حول عمل مؤسسة الآغا خان في الولايات المتحدة وعلى الصعيد العالمي