Kenya · 7 يونيو 2020 · 4 دقائق
قالت سينزيا تورياني، طالبة في برنامج الدبلوم الأول في أكاديمية الآغا خان في مومباسا: "رأيت الحياة المائية في الخليج الذي يحيط بجزء من الجزيرة تتدهور مع مرور الوقت، فقد اختفت الأسماك التي كنّا نراها بسهولةٍ، والدلافين التي كانت تظهر سنوياً، توقفت عن الظهور، وحتى القصص التي كنت اسمع بها عن الحيوانات التي كانت تعيش في السابق في الخليج أصبحت حالياً ذكرى من الماضي البعيد".
"وخلافاً لذلك، ظلّ عدد الصيادين كما هو، وفي مرحلة ما، تم اصطياد كافة الأسماك الصغيرة الموجودة في المحيط لإطعام أُسر الصيادين. أدركتُ أن غالبية الإجراءات التي تم وضعها في الجزيرة لمساعدة البيئة لم يتحقق أيٌ منها في سبيل إيجاد طريقة مُجديّة للمضي قدماً لضمان بقاء السكان المحليين الذين يعتمدون على المحيط كمستقرٍ اقتصاديٍ لهم".
اختفاء الأسماك، فضلاً عن المبادرات الشخصية لوالديها المتعلقة بالبيئة، دفعوها للقيام بأنشطة تجاه البيئة، لهذا ركّزت جهودها على الطرق التي من شأنها الاهتمام بالبيئة، مع أخذ وضع الصيادين في مجتمعها المحلي في عين الاعتبار.
Cinzia Torriani, a Diploma Programme 1 student at the Aga Khan Academy Mombasa, has channeled her energy into becoming an environmental activist, focusing on ways to better her environment while also keeping in mind the local community.
AKA
تُعدُّ أولى المبادرات التي اتخذتها سينزيا من خلال مشروعها الشخصي للصف العاشر جزءاً من منهاج الأكاديمية الذي يسمح للطلاب بالتعاون مع الأفراد في مجتمعهم المحلي من أجل إيجاد حلول للمشاكل أو التحديات. أنشأت سينزيا نظاماً زراعياً متكاملاً، حيث قامت بتربية الأسماك والدجاج وزراعة الذرة، ما جعلها مكتفية ذاتياً، وهذا حفّزها للعمل على النهوض بمستوى الكفاءات البشرية، وعدم التقيّد بموعدٍ محددٍ للحصاد، فضلاً عن تزويد السكان المحليين بطريقة بديلة وأكثر إنتاجية لصيد الأسماك من المحيط.
بعد الانتهاء من مشروعها الشخصي، تمكّنت سينزيا من نشر رسالتها المتعلقة بالبيئة على نحو أكبر والتعبير عن رأيها خلال مشاركتها في فعالية مبادرة "تيديكس للشباب" لعام 2019 التي عُقدت في الأكاديمية. خلال كلمتها، أعربت سينزيا عن أهمية القيام وبنشاط بأعمال جديدة للتعرّف على المخاطر، ومن ثم اتخاذ الإجراءات المناسبة تجاه البيئة، وناقشت أيضاً مشروعها الشخصي كوسيلة لتطبيق نظام جديد في الزراعة.
وقالت سينزيا: "كانت تلك واحدةً من أجمل وأروع الذكريات. كنتُ قادرةً على نشر آرائي والتعبير عن أفكاري أمام مجموعة من الأشخاص المهتمين بالاستماع. ومن هنا تم نشر قصتي في إحدى الصحف الوطنية، "بيزنس ديلي"، التي تناولتْ مشروعي وما تحدثتُ به خلال مبادرة "تيديكس"، فضلاً عن أهدافي المستقبلية، وهذا أتاح لي الفرصة لإيصال رسالتي المتعلقة بالاستدامة البيئية إلى جمهور أكبر".
اتخذت سينزيا خطوات لتعزيز هدفها ونشر الوعي للاهتمام بالبيئة. خلال فعاليات قمة السلام السنوية للأكاديمية، التي استمرت يومين، وحضرها طلابٌ من الأكاديمية ومن ضواحي مومباسا لمناقشة قضية السلام وحل النزاعات، تم اختيار سينزيا عن فئة الإناث لقيادة هذه الفعالية، وكان موضوع القمة لهذا العام "العمل المناخي من أجل السلام".
وقالت سينزيا: "سعتْ القمة إلى حثّ الطلاب عبر العديد من الأنشطة المحفّزة إلى التفكير والتفاعل والتشكيك بموقفهم كناشطين من أجل السلام، وربط ذلك مباشرةً بالوضع البيئي، فضلاً عن القيام بمناقشات تتعلق بمخاطر ارتفاع مستوى سطح البحر، وندرة المياه، وصولاً لآثار التصحر والجفاف، الأمر الذي عزّز عند الطلاب من قيمة الوعي تجاه البيئة والتأمل بما يقوم به البشر من أعمالٍ."
ساهم نشر الوعي حول أهمية الحفاظ على البيئة من خلال القيام بمجموعة من الخدمات المجتمعية في تشكيل جزء من أنشطة سينزيا. وكجزء من منهاج البكالوريا الدولية، يتوجب على طلاب برنامج الدبلوم القيام بمجموعة من الخدمات المجتمعية أو أن يكونوا جزءاً من مجموعة موجودة.
قالت سينزيا: "أنشأتُ وصديقي مشروع تقديم الخدمات المجتمعية في الأكاديمية بعنوان "آي سي يو"، ونسعى حالياً للاستفادة من المواد الملوثة وتحويلها إلى قطع من الأثاث والأشياء الفنية لبيعها بطرق لا تؤثر على المعايير الاقتصادية للمجتمع، إضافةً إلى تعزيز التنمية البيئية المستدامة".
وفي الوقت الذي تفكّر فيه سينزيا بما ستدرسه عندما تذهب إلى الجامعة، قالت إنها ستكون دائماً ناشطةً بيئيةً أينما ذهبت، وهي ممتنةٌ دوماً لأولئك الأشخاص الذين وجّهوها للوصول إلى مكانها، ومن ضمنهم الأكاديمية، وقالت: "بغض النظر عن المسار الوظيفي الذي سأعمل به في المستقبل، فإنه من دواعي سروري العمل على رفع مستوى الوعي تجاه الاهتمام بالبيئة والقيام بالأنظمة الصديقة للبيئة في المجتمع".
تم اقتباس هذا النص من مقال نُشر على موقع أكاديمية الآغا خان على الإنترنت.