يعيل أودراغو أليدو (38 عاماً) عائلته المكونة من 13 شخصاً عبر عمله في مجال الأغذية والمواد الغذائية في قريته كودوغو، ما ساعده على تحمّل الضغوط المالية إلى حد ما. لكن آفاق العمل بدأت تضيق في القرية مع مرور الوقت، ومع ازدياد حاجته إلى المال لدفع الرسوم المدرسية وتأمين الغذاء، إلى جانب صعوبة الحصول على قرض في القرية، قرر أودراغو الانتقال إلى العاصمة واغادوغو، أملاً بالحصول على فرصة أكبر.
اطّلع أودراغو في العاصمة على برنامج مؤسسة التمويل الصغير الأولى في بوركينا فاسو، التي تمارس نشاطها حالياً في القرى وفي واغادوغو العاصمة، لذا قرر تقديم طلب للحصول على قرض لاستثماره في أعماله، وكونه لم يسبق له التعامل مع أي وكالة للتمويل الصغير من قبل، شعر بخيبة أمل عندما تم منحه في المرة الأولى قرض بقيمة 500000 فرنك إفريقي (830 دولاراً)، والتي لم تكفه سوى لتغطية تكاليف نقل عمله إلى واغادوغو، حيث يتعين عليه العثور على مورّدين جدد وزبائن جدد، ورغم ذلك شجعته سمعته الجيدة مع زبائنه ومورّديه الحاليين على المضي قدماً في هذه الخطوة، فالقرض قدم له الأمن المالي.
حتى اليوم تلقى أودراغو أربعة قروض من مؤسسة التمويل الصغير الأولى في بوركينا فاسو، وباعتباره عميلاً موثوقاً به يفي بسداد قروضه، قامت المؤسسة بزيادة القرض ليصل إلى 1.5 مليون فرنك إفريقي (2500 دولار).
مع هذه القروض، قام أودراجو بتنويع خطوط منتجاته الغذائية وإدخال أنواع جديدة، إضافة إلى قيامه بتوظيف ثمانية أشخاص، خمسة منهم يعملون في قطاع التغذية وثلاثة يعملون إلى جانبه في المتجر الرئيسي.
وفي الوقت الذي زادت فيه نفقاته بعد قيامه بإرسال أطفاله إلى المدرسة واستثماره في منزل أفضل، تضاعف دخله ثلاث مرات ليصل إلى 90 مليون فرنك أفريقي، ما سمح له أيضاً بتوفير المزيد، حيث قام بشراء عدة قطع من الأراضي، فضلاً عن قيامه ببناء منزلين في القرية وفي واغادوغو، ما جعل أبناؤه يذهبون إلى مدارس أفضل في العاصمة، إضافة إلى ذلك، كان يستثمر في مجتمعه، ويساعد أسرته الكبيرة وجيرانه كلما واجهوا صعوبات مالية أو مشاكل أخرى.
على سبيل المثال، قام بتوظيف أحد أبناء جاره للعمل معه، كما قام بالتأمين على متاجره، ما يقدم مثالاً لأصحاب الأعمال الآخرين، ويمنحه الشعور براحة البال.
رغم أن أول قرض لم يكن على حسب توقعاته، إلا أن التمويل الصغير يساهم في خلق عالمٍ مختلفٍ لنشاطه التجاري ولنوعية حياة عائلته. وهو يخطط لأخذ المزيد من القروض في المستقبل لزيادة الاستثمار في أعماله وإقامة تسهيلات ائتمانية من أجل تلبية الأعداد الكبيرة من الطلبات. وهو يخطط أيضاً إلى إنشاء متجر للبيع بالجملة، لذلك سيتيح له القرض زيادة وتنويع منتجاته واختيار مصادر إمدادات جديدة. يؤكد أودراغو ذلك بقوله: "ستمكّنني قروض التمويل الصغير من الاستفادة من الفرص التجارية الجديدة".