أمضى حبيب مايغا (42 عاماً) حياته مع والديه وأشقائه في مدينة باماكو - كورا، ولطالما ساورته الرغبة بأن يكون قادراً على المساهمة في رفاهية أسرته. ورغم كونه صاحب متجر صغير، إلا أنه كان مصمماً على القيام بعمل خاص به بهدف تحسين ظروف معيشة عائلته.
كان حبيب واحداً من أوائل عملاء مؤسسة التمويل الصغير الأولى، فرع مالي، حيث تقدم بطلب للحصول على قرض مباشرةً بعد تأسيس المؤسسة عام 2006. سمح له القرض الأول الذي بلغت قيمته 250000 فرنك إفريقي (500 دولار) بتوسيع أنشطة عمله وتنويع منتجاته عبر المشتريات النقدية من المورّدين. تمكّن حبيب حالياً من الحصول على قرضه الحادي عشر بقيمة 1250000 فرنك إفريقي (2000 دولار)، وسيستخدمه في تعزيز رأس ماله، ما سيسمح له بالتالي بالاستثمار في المزيد من المنتجات. ساهمت هذه الاستثمارات في زيادة متوسط المبيعات اليومية من 75000 إلى 175000 فرنك إفريقي يومياً (291 دولاراً). ما انعكس على دخل أسرته لتشهد نمواً بمقدار خمسة أضعاف ليصل إلى 500.000 فرنك إفريقي (833 دولار) في الشهر.
كان لهذا الضمان المالي تأثير تحويلي على عائلته، فقد استثمر في تعليم أبنائه فأنقذ مستقبلهم، فضلاً عن إمكانيته تحمل أعباء الغذاء الأفضل. كما استثمر في منزله الخاص، فضلاً عن قيامه بترميم منزله القديم. إضافة إلى ذلك، ساهم استقراره المالي بتقديم الكثير من الدعم لعائلته الكبيرة. عندما توفي زوج أحد بنات عمه، أخذ حبيب على عاتقه مسؤولية العناية بها وبأطفالها الأربعة. كما قام بتوظيف ثلاثة من أفراد العائلة ليساعدوه في عمله، ولم ينس حبيب مجتمعه، فقد قدم مساهمات سخية لأفقر الناس، ودعم مبادرات الحي، إضافة إلى توفير فرص العمل والتدريب لأولئك الذين ينضمون إلى أعماله.
بمساعدة من مؤسسة التمويل الصغير الأولى، فرع مالي، تمكّن حبيب من تحسين نوعية حياة عائلته وحياة مجتمعه. وهو يقدّر الزيادة المطردة في قيمة القروض المقدمه له نظراً لولائه وموثوقيته في تسديد قروضه وفقاً للخطة التي رسمها، دون تعرضه للخطر نتيجة للقروض الكثيرة التي حصل عليها في ذات الوقت. إنه ينظر إلى مؤسسة التمويل الصغير الأولى، فرع مالي بوصفها وسيلة للحد من الفقر في البلاد وحول العالم، ولأنها تقدم الدعم للأفراد المهمشين في تحقيق آمالهم وأحلامهم.
يخطط حبيب إلى مواصلة توسيع أعماله عبر تنويع منتجاته وأنشطته، ساعياً إلى تحويل قطع الأراضي التي اشتراها إلى مزرعة للرعي والزراعة، وبهذه الطريقة، فهو يأمل تحسين ظروف عيش أسرته بشكل أكبر، تعويضاً لهم عمّا قدموه لأجله من قبل.