يتناول المشروع ممارسات الترميم من منظورٍ بديلٍ للحفاظ على التراث، ويهدف إلى دمج المساحات التاريخيّة في الحياة اليوميّة. يُعدّ مركز "شمالات" مساحةً ثقافيّةً تقع على أطراف الدرعيّة، وقد تمّ تطويره من منزلٍ طينيٍّ قديمٍ حوّلته الفنّانة مها ملوح.

اتبَع التجديدُ منهجًا تجريبيًا على مرحلتَين: الترميم والإضافة. وقد حافظ المشروع على عناصر مهمّة من الهيكل الأصليّ، مع إدخالِ تدخلاتٍ حديثة. وشملت أعمال الترميم تدعيم الجدران الطينيّة القائمة، وإصلاح العضادات والعتبات، وإعادة بناء الأساسات والأسقف باستخدام أنظمةِ عزلٍ مائيٍّ ومقاومةٍ للحريق محسّنة.

يقع التوسّع الجديد ضمن مساحةِ الفناء الأصليّ، وقد بُنِي حول السياجِ الأصليّ المتبقّي من الطوبِ اللّبن، والمغطّى بحجرِ الرياضِ الجيريّ الأبيضِ الدافئ.

يعمل الموقع كمعرضٍ، ومقرٍّ لإقامة الفنّانين، وورشةِ عملٍ، ومقهًى، ومساحةٍ للبيع بالتجزئة، ويُسهِم في ربط المجتمع عبر التبادل الثقافي. يُبرز التصميم التباين بين الماضي والحاضر من خلال تجاور الجدران الطينية والخرسانة، ممّا يرمز إلى الحوار بين العمارة التاريخيّة والمعاصرة.

يُؤكّد مركز "شمالات" أهمّيةَ سردِ القصص، واستمراريةَ المواد، وإعادةَ الاستخدامِ التكيّفيّ، مع إعادةِ تصوّرِ الرواياتِ التاريخيّة للمشاركةِ المعاصرة. ويتبنّى المشروعُ ممارساتِ ترميمٍ تُقدّم منظورًا بديلًا للحفاظِ على التراث، ويهدف إلى دمجِ المساحاتِ التاريخيّة في الحياةِ اليوميّة.