داريوش تالاي هو مغني إيراني، يعزف على آلة "تار" و"سيتار"، وهو متخصص في الموسيقى، فضلاً عن أنه ملحن ومعلم، وحظيت أعماله بالإعجاب على المستوى الدولي لإسهاماته الكثيرة في عالم الموسيقى الفارسية. ولد عام 1953، وبدأ بدراسة الموسيقى الفارسية التقليدية مع كبار المتخصصين في الألحان القديمة المحفوظة "رديف"، التي تنظم ألحان النغمات المختلفة وتعرف بـ "داستغاه"، التي هي أساس موسيقى الفن الفارسي التقليدي، والتي يقوم متخصصو الموسيقى بنقلها إلى الأجيال الأخرى. بدأ دراسته الموسيقية الرسمية عبر تعلم العزف على آلة "تار" مع الموسيقار الكبير علي أكبر شاهنازي لأكثر من عقد من الزمان، وبعد ذلك تابع تعلم الموسيقى على يد كبار الموسيقيين، مثل نور علي بوروماند، الذي درس معه ألحان "رديف"، وعبد الله دوامي، الذي علّمه الغناء والعزف على آلة "سيتار".

سجل العديد من الألبومات، التي تم إصدار معظمها بالتعاون مع معهد ماهور للثقافة والفنون. ورغم أن أسلوبه يغلب عليه الطابع الكلاسيكي، إلا أنه الموسيقار الوحيد المعروف والمتمكن من العزف والإرتجال على آلة "تار"، بدءاً من عزف مقطوعات موسيقية من التراث الفارسي القديم وصولاً إلى إحياء عروض أكثر عصرية، فضلاً عن قيامه بتجريب أنواع وتطبيقات جديدة من الموسيقى من خلال تعاونه الموسيقي مع عازف الجاز الفرنسي ميشال بورتال، والموسيقار الكلاسيكي هندوستاني كوشال داس، إضافةً إلى مشاريعه على الوسائط المتعددة مع مصمم الرقص الفرنسي السويسري ومدير الأوبرا موريس بيجارت، ومصممة الرقصات والشاعرة الأمريكية من أصل فرنسي كارولين كارلسون. وباعتباره فيلسوف ومتخصص بالموسيقى الفارسية، أصبح تالاي مؤلفاً يحظى بالإعجاب على مستوى العالم. وقد اخترع نظام خاص به في مجال التدوين الموسيقي من محفوظات "راديف". وقام بنشر العديد من النصوص التي تناقش تحليله الأصلي لجمالية الموسيقى الكلاسيكية الفارسية. إلى جانب قيامه بالتدريس في جامعة طهران، جامعة السوربون وجامعة واشنطن في سياتل.