سواء داخل إيران أو في جميع أنحاء العالم، يعتبر محمد رضا شجريان رائداً كبيراً في الأصول الحية للموسيقى الفارسية الكلاسيكية "داستغاه" (أساس موسيقى الفن الفارسي التقليدي)، إضافةً إلى أنه مثالاً يُحتذى به لمهمة جوائز الآغا خان للموسيقى، والتي تتمثل في ضمان الاستمرارية التاريخية للتراث الموسيقي، والإسهام في إحيائه وتجديده، ناهيك عن أنه مطرب استثنائي يتمتع بالقوة والبراعة، ويجمع بين الصفات الموسيقية والأخلاقية التي يتحلى بها الأستاذ التقليدي.
إيران
بلد المنشأ: إيران
مجال الخبرة: جائزة الراعي
جائزة الآغا خان للموسيقى، دورة عام: Cycle 2019
الحالة: الفائز
حول
سواء داخل إيران أو في جميع أنحاء العالم، يعتبر محمد رضا شجريان رائداً كبيراً في الأصول الحية للموسيقى الفارسية الكلاسيكية "داستغاه" (أساس موسيقى الفن الفارسي التقليدي)، إضافةً إلى أنه مثالاً يُحتذى به لمهمة جوائز الآغا خان للموسيقى، والتي تتمثل في ضمان الاستمرارية التاريخية للتراث الموسيقي، والإسهام في إحيائه وتجديده، ناهيك عن أنه مطرب استثنائي يتمتع بالقوة والبراعة، ويجمع بين الصفات الموسيقية والأخلاقية التي يتحلى بها الأستاذ التقليدي.
ولد محمد رضا شجريان عام 1940 في مشهد، إيران، وبدأ بتعلم تلاوة القرآن من والده في سن الخامسة. وفي سن الـ "12" بدأ بدراسة التراث الموسيقي القديم "رديف" الخاص بالموسيقى الفارسية الكلاسيكية، وفي نفس الوقت بدأ بتعلم العزف على آلة السَنْطُور (بالفارسية سنتور، وتشبه آلة القانون) من أجل الحصول على فهم أعمق للمخزون التقليدي.
بدأ الأستاذ شجريان حياته المهنية كمطرب عام 1959 في إذاعة خراسان، ثم صعد إلى الصدارة في الستينات من القرن الماضي نتيجةً لطبقات صوته المتميزة التي طوّرها بمساعدة كبار مطربي الجيل السابق، ولا سيّما قمر وإقبال سلطان وطاهر زاده وإسماعيل مهرتاش، والذين ساهموا في زيادة الفهم لدى الأستاذ شجريان حول نمط "أفاز"، الذي يُعد الأسلوب الكلاسيكي للغناء غير المقيّد بأنماط ألحان "داستغاه" الكلاسيكية، والذي أصبح السمة المميزة له، فضلاً عن معرفته الواسعة بالشعر الفارسي.
خلال مسيرته الفنية الكبيرة والواسعة، امتاز الأستاذ شجريان بوصفه فناناً غزير الإنتاج، إلى جانب قيامه بالتدريس في جامعة طهران للفنون الجميلة. ويمتاز أيضاً بأنه خطاط جيد، ويهتم بتقديم المساعدات الإنسانية، ومن ضمنها تنظيم الحفلات الموسيقية الخيرية، فضلاً عن إقامة مشاريع تهدف لتقديم المساعدات الإنسانية لمدينة بام القديمة في جنوب إيران، والتي تعرضت لزلزال مدمر عام 2003.
حصل الأستاذ شجريان على العديد من الجوائز في إيران وخارجها، ومن ضمنها وسام الشرف الوطني الفرنسي "شوفالييه للفنون"، وميدالية بيكاسو من اليونسكو، والتي حصل عليها في السابق العديد من الشخصيات مثل ديمتري شوستاكوفيتش، يهودي مينوهين وليونارد بيرنشتاين.
تعد مساهمة محمد رضا شجريان الدائمة في إثراء التراث الموسيقي للبشرية دليلاً واضحاً على المهمة التي أخذها على عاتقه في نقل مهنته وحسّه الموسيقي إلى ابنه همايون شجريان وابنته موجغان شجريان، فضلاً عن العشرات من طلابه الذين أصبحوا فنانين متميّزين.
تلخّص كلمات الأستاذ شجريان قيم التعددية الثقافية والعالمية على نحو ممتاز، وقد ساهمت بتقديم وإلهام رحلته الإبداعية، حيث قال: "عندما تنشأ الموسيقى، التي هي لغة الإنسانية، من رغبة الفنان الذي يعيش حياته من أجل البشرية، فإن قلوب أي أمة ستقبلها وترحّب بها".
الفنانون ذوو الصلة