كلمة ألقاها صاحب السمو الآغا خان, نارين، جمهورية قيرغيزستان · 16 يونيو 2023 · 3 دقائق
بسم الله الرحمن الرحيم
أعضاء دُفعة عام 2023 المميزون، وأعضاء هيئة التدريس والموظفون والأوصياء والأصدقاء والداعمون:
قبل عقدين من الزمن، كانت جامعة آسيا الوسطى (UCA) مجرد فكرة، ولكنها كانت فكرة استثنائية وفريدة من نوعها. تميزت هذه الفكرة بتوجيهها نحو إنشاء مؤسسة تعليمية تنتشر في المناطق الجبلية المختلفة في عدة دول، وتركيزها الرئيسي على تطوير هذه المناطق وتعزيز مجتمعاتها. لقد أقنعت هذه الفكرة المؤيدين المتفانين الذين يتميزون بالكرم والسخاء.
تعتمد الجامعة على الإطار التمكيني الذي توفره وتحافظ على أهدافها الأساسية بفضل دعم رعاتها رؤساء جمهورية طاجيكستان، وجمهورية قيرغيزستان، وجمهورية كازاخستان. كان هذا الدعم هو رصيد كبير يبشر بمستقبل مشرق. والآن، نجد أننا قد بدأنا بالفعل في تحقيق هذه الفكرة وتحويلها إلى حقيقة.
يذكّرنا حفل تخريج طلاب دُفعة عام 2023 إلى أي مدى وصلنا إليه منذ تلك اللحظة، وكم أنجزنا.
في عام 2006، أطلقت جامعة آسيا الوسطى كلية التعليم المهني والمستمر (SPCE) بهدف تمكين الأفراد في جميع أنحاء المنطقة من اكتساب مهارات وكفاءات عالية. منذ ذلك الحين، قام أكثر من 220,000 شخص بإكمال برامج تعليمية في عشرات المجالات المختلفة- نصفهم من النساء- وقد تنوعت هذه البرامج بدءًا من تدريبات مهنية في مجال مهنة اللحام وصولًا إلى تخصصات في المحاسبة وحتى الأمن السيبراني.
في عام 2011، أنشأنا كلية الدراسات العليا للتنمية بهدف إجراء أبحاث حول القضايا الحيوية لمستقبل آسيا الوسطى، وتعزيز قدرات المؤسسات العامة والخاصة ومنظمات المجتمع المدني. وفي الوقت الحالي، وفي ظل التحديات الجسيمة التي تشهدها المنطقة نتيجة التغيّر المناخي، تقوم الكلية بعمل مهم في مجالات متعددة. تتضمن هذه الجهود تحديد المحاصيل المقاومة للجفاف، والبحث في مخاطر الانهيارات الثلجية وتقديم الحلول الممكنة لها، وتعزيز تطوير البنية التحتية المستدامة. بالإضافة إلى ذلك، تقوم الكلية بتحليل تأثيرات التغيّر المناخي على الصحة، كما تعمل مع منظمات المجتمع المدني لتطوير حلول شاملة لمجموعة متنوعة من التحديات المرتبطة بهذه القضايا.
في عامي 2016 و2017، شهدنا افتتاح الحرم الجامعي الأول، لم يكن في العواصم الوطنية، ولكن وفقًا لرؤية ومهمة الجامعة، في المناطق النائية التي يمكن أن يكون لها تأثير محوري. نحتفل اليوم بحفل توزيع الشهادات الثالث، وهو مناسبة تمثل إحدى المحطات البارزة في مسيرتنا والعديد من الأحداث المهمة القادمة. يوضح تاريخ جامعة آسيا الوسطى أن الطموح والمثل العليا يمكن أن يكونا مصدر إلهام للأفراد من خلفيات مختلفة للتعاون سويًا من أجل تحسين نوعية الحياة في بلدانهم وعلى المستوى الدولي.
أعزائي الخريجين، نجد أن آسيا الوسطى والعالم يواجهان تحديات وفرصًا عديدة. يُسهم التغيّر المناخي في تحويل العلاقة بين الإنسان والبيئة، مما يفتح آفاقًا جديدة للتفكير والتحرك. في الوقت نفسه، يقدم التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي فرصًا مثيرة في التفاعل بين الإنسان والتكنولوجيا. وبفعل العولمة، تتغير العلاقات بين الدول والمجتمعات، حيث تنتشر المعرفة بسرعة متزايدة في جميع أنحاء العالم.
يلعب تعليمكم دورًا بارزًا في تجهيزكم لمواجهة هذه التحديات المتنوعة. لقد تم تدريبكم على مجموعة متنوعة من التخصصات بما في ذلك علوم الكمبيوتر وعلوم البيانات وعلوم البيئة والاقتصاد والاتصالات، وكل من هذه التخصصات لها أهميتها الخاصة والحيوية في مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية. لقد اكتسبتم خبرات قيمة تجعلكم قادرين على فهم معنى العيش في مجتمع متنوع وتقدير الاختلاف. وفوق كل شيء، لقد تعلمتم أنه لا ينبغي أبدًا أن نخاف من التحديات، بل يجب علينا دائمًا مواجهتها بثقة والعمل على إيجاد الحلول لها.
في نظري، أنتم تمثلون الوعد: الوعد بجيل جديد، يتسم بالحيوية والنشاط، والذي يتبنى طرقًا جديدة تعتمد على التعاون والتواصل والتفكير. بالإضافة إلى ذلك، أنتم تمثلون الوعد بجامعة جديدة تدرك تحديات العصر وتكون ملتزمة بتحليلها وإيجاد الحلول اللازمة لها. كما تمثلون الوعد بإيجاد فرص جديدة تخدم بلدانكم.
لقد وُلدتم في الوقت الذي كانت تجري فيه أعمال البناء في جامعة آسيا الوسطى، لذلك يمكن القول إنكم والجامعة تمثلان مرحلة الشباب والتطور المستمر. تنتظركم وتنتظر الجامعة مستقبل مشرق. أتمنى أن تستمروا في استخلاص القوة والإلهام من بعضكم البعض في العقود القادمة.