كلمة ألقاها كارولين إيمالينغات, كامبالا، أوغندا · 20 فبراير 2025 · 3 دقائق
AKDN/Akbar Hakim
الأميرة الزهراء آغا خان، أيها الضيوف الكرام، أسرة جامعة الآغا خان، أعضاء هيئة التدريس الأفاضل، الآباء والأمهات الفخورون، وخريجو عام 2024:
صباح الخير جميعًا.
بالنيابة عن خريجي عام 2024، أود أن نقف جميعًا دقيقة صمت إجلالًا لذكرى مؤسسنا ومستشارنا، صاحب السمو الأمير كريم الحسيني، الآغا خان الرابع، الإمام التاسع والأربعين للمسلمين الإسماعيليين.
لترقد روحه بسلام.
كما أود أن أتوجه بالشكر إلى مكتب المسجل الأكاديمي ومكتب المنسق الأكاديمي لمنحي شرف إلقاء هذه الكلمة الوداعية أمامكم.
اسمي إيمالينغات كارولين، ويسعدني أن أكون هنا اليوم ممثلةً لخريجي عام 2024. إنه يوم مميز للغاية بالنسبة لنا جميعًا. عندما ننظر إلى المسافة التي قطعناها، ندرك أنها كانت رحلة طويلة وشاقة. وأحمد الله القدير على توفيقه لنا في كل خطوة من خطوات هذا البرنامج، حتى بلغنا هذا اليوم المشهود. وكما يُقال: تهانينا! فقد حان الوقت لنرتدي أوشحة التخرج بكل فخر واعتزاز.
أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى أعضاء هيئة التدريس المتفانين على دعمهم المستمر طوال رحلتنا. لقد شجعتمونا على التفكير النقدي، وعلى الحلم بأحلام كبيرة، والإيمان بقدراتنا. ويمتد امتناننا إلى الطواقم غير الأكاديمية، بمن فيهم المسجل، ومكتب الشؤون المالية، وأمناء المكتبات، وموظفو الدعم، لما قدموه من مساهمات قيّمة. كما أخص بالشكر أصحاب العمل الذين أتاحوا لنا فرصة متابعة دراستنا، وأتقدم بالامتنان لعائلاتنا وأقاربنا وأصدقائنا على تضحياتهم ودعمهم الذي كان أساس نجاح هذه الرحلة.
عندما التحقنا بجامعة الآغا خان، كان أول ما قيل لنا: "لن تحضروا جنازات الأقارب البعيدين، ولن تشاركوا في حفلات الزفاف". كان من الصعب تصديق ذلك في البداية، لكننا التزمنا به. وقد جاء هذا التوجيه من أحد أعضاء هيئة التدريس، الدكتور كليف.
نتوجّه بجزيل الشكر والعرفان لصاحب السمو الراحل الآغا خان الرابع، على تأسيس جامعة الآغا خان في أوغندا، التي كان لها أثر بالغ في تطوير مهنة التمريض من خلال التعليم، والبحث، والمناصرة. لم يقتصر هذا الأثر على تعزيز المشهد التعليمي في البلاد فحسب، بل امتد ليُسهم في إعداد قادة حقيقيين وصنّاع تغيير. كما نعبّر عن امتناننا لجامعة الآغا خان على الدعم المالي الذي قدّمته لنا. وعن تجربتي الشخصية، فقد التحقتُ بالجامعة وأنا أحمل في قلبي أملاً كبيرًا بالحصول على منحة دراسية. لقد أرعبتني الرسوم الدراسية، لكنني قلت لنفسي: "سأحصل على منحة".
نواصل توجيه الشكر والامتنان لمستشفى مولاغو الوطني للإحالة، ومستشفى كيرودو، و"دار الدولة"، إلى جانب جهات عملنا كافة، على دعمهم المالي.
بدأت رحلتنا في جامعة الآغا خان في أغسطس 2022، وكانت بحق رحلة طويلة ومثمرة. وبفضل نهج التعلم المدمج، استطعنا الموازنة بين الدراسة والعمل، والانخراط في تفاعل مثري مع زملائنا الدوليين، إذ كما سمعتم، يضم دفعتنا خريجين من تنزانيا وكينيا وباكستان.
لقد أسهم تنوع أساليب التدريس في هذا البرنامج في تعزيز نموّنا المهني، ومكّننا من إحداث تغييرات ملموسة على أرض الواقع. كما أسهمت هذه التجربة في تنمية مهاراتنا القيادية والبحثية، التي تُعد ضرورية لممارسة التمريض في العصر الراهن، وهو ما يجعل من جامعة الآغا خان مؤسسة تعليمية مميزة بحق.
نحتفل اليوم بإنجازاتنا، وبالمثابرة التي أوصلتنا إلى هذه اللحظة، وبالتزامنا المتزايد تجاه مهنة التمريض والقبالة النبيلة. وبينما نقف على أعتاب فصل جديد من حياتنا المهنية، أدعوكم إلى أن تتذكروا أن المقياس الحقيقي لنجاحنا لا يُقاس بالشهادات التي نحملها، بل بالأرواح التي نلامسها، والرعاية التي نقدمها، والرحمة التي نُجسدها.
وفي رحلتكم المقبلة في ميدان التمريض، ستواجهون تحديات حقيقية: مرضى يتألمون، وعائلات تئن بالقلق، وأنظمة صحية قد تكون عاجزة أو معقدة. ولكن، إلى جانب ذلك، ستختبرون لحظات من الفرح العميق، والتحول الإنساني الصادق.
أنتم، خريجو جامعة الآغا خان، جزء من مجتمع عالمي من صناع التغيير. لقد تم إعدادكم على التفكير النقدي، وتواجهوا التحديات بإبداع، وتقودوا بقلوب مليئة بالتعاطف، وعقول تنبض بالنزاهة.
أحثّكم جميعًا، خريجي اليوم، على أن تتركوا أثرًا إيجابيًا في هذا العالم، والدفاع عن حقوق المجتمعات المهمشة، ومواصلة المزيد من التعليم والبحث في مجال التمريض.
أتمنى أن يظل إرث مؤسسنا ومستشارنا الراحل مصدر إلهام وتحفيز لنا، لندفع أنفسنا دومًا نحو التميز.
شكرًا جزيلاً لكم.