كلمة ألقاها Chief Minister Syed Murad Ali Shah, كراتشي، باكستان · 18 مارس 2023 · 5 دقائق
AKDN / Akbar Hakim
صاحب السمو الآغا خان
الأميرة الزهراء آغا خان
رئيس مجلس الإدارة ذاكر محمود، وأعضاء مجلس الأمناء
رئيس الجامعة سليمان شهاب الدين
خريجو دُفعة عام 2022
أفراد أُسر الخريجين
الضيوف الكرام الحاضرون هنا، وأولئك الذين ينضمون إلينا من كينيا، دار السلام، لندن وأفغانستان، والمئات والآلاف ممن انضموا إلينا عبر الإنترنت،
السيدات والسادة،
السلام عليكم ومساء الخير.
يشرّفني ويسعدني كثيراً أن أنضم إليكم للاحتفال بهذه المناسبة السعيدة. اسمحوا لي أن أبدأ بتقديم أسمى التهاني للخريجين، الذين نكرمهم اليوم. لقد عملتم بجد للوصول إلى هذه اللحظة المميّزة. أود أيضاً أن أُهنئ أولياء الأمور وعائلات الخريجين على الدعم الذي قدّموه للخريجين والذي لا يُقدّر بثمن، إنه يوم مميّز لكم أيضاً. أيها الخريجون، إن الدرجات والشهادات، التي حصلتم عليها من جامعة الآغا خان المرموقة ستخدمكم جيداً أثناء بدء حياتكم المهنية.
قال مؤسس ومستشار جامعة الآغا خان، صاحب السمو الآغا خان: "ترتبط الجامعة في أفضل حالاتها برفاهية المجتمع، الذي تعمل فيه".
تلقى هذه العبارة الآن صدى أكثر من أي وقت مضى، لأن جامعة الآغا خان تساهم بطرق لا حصر لها في رفاهية هذا الإقليم وهذا البلد. كما تساهم الجامعة منذ سنوات عديدة في تحسين نوعية حياة الناس وضمان رفاهيتهم خارج حدودنا.
تعد جامعة الآغا خان شريكاً موثوقاً به لحكومة إقليم السند منذ عقود، لكنها أثبتت قيمتها في السنوات الأخيرة أكثر من أي وقت مضى.
تجدر الإشارة إلى أنه في بداية الجائحة، عندما كانت باكستان تسجل أولى حالات الإصابة بالفيروس، كان ثمة الكثير من الأشياء المجهولة. وكان هناك الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات. في ذلك الوقت العصيب، كانت خبرة جامعة الآغا خان لا تُقدّر بثمن. وكانت على استعداد تام لمشاركة معرفتها، وقد شكلت فرقة عمل معنية بفيروس كورونا على مستوى الأقاليم، والتي أشرف على عملها عن كثب أستاذ من جامعة الآغا خان، الفرقة التي قامت بأعمال رائعة، ما جعل الحكومة تمنحه وسام امتياز "تمغه امتياز" (Tamgha-e-Imtiaz). كان التزام جامعة الآغا خان بالقضية واضحاً وعلى مدار الساعة وكانت الجامعة جاهزة لتقديم أي مساعدة مطلوبة. وحتى هذا التاريخ عندما أسمع أن شخصاً ما مصاب بفيروس كورونا، فإن أول مؤسسة أتصل بها هي جامعة الآغا خان.
لقد لجأنا إلى جامعة الآغا خان مع ازدياد عدد الإصابات، وإدراكنا للحاجة إلى توفير تدريب إضافي لأطبائنا وممرضينا لرعاية المرضى المصابين بفيروس كورونا، والذين حالتهم حرجة. دربت هيئة التدريس الخاصة بالجامعة وبحماس كبير الآلاف من المتخصصين الصحيين في القطاع العام لدينا. كما أنشأت الجامعة خطاً ساخناً حتى يتمكن أطباء وحدة العناية المركزة في المستشفيات العامة من الحصول على المشورة المتعلقة برعاية المرضى المصابين بفيروس كورونا، على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع.
اعتمدنا على جامعة الآغا خان طوال فترة الجائحة في الحصول على بيانات حول انتشار الفيروس ووصول سلالات جديدة. ساعدت الجامعة باختصار في تشكيل الاستجابة العامة تجاه كوفيد-19.
ثم جاءت الفيضانات، التي شهدتها البلاد العام الماضي، وكانت الحدث الأسوأ في تاريخنا، نتيجةً لما سببه من دمار لم يسبق له مثيل.
ارتقت جامعة الآغا خان إلى مستوى التحدي مرة ثانية، وتعاونت جنبا إلى جنب مع الحكومة والعديد من مؤسسات القطاع الخاص الأُخرى. سارعت الجامعة إلى إنشاء مخيمات صحية في المجتمعات المتضررة عبر إقليم السند والأقاليم الأُخرى، وقدمت الرعاية لمئات الآلاف من الناس.
يسعدني أن اغتنم هذه الفرصة لأُوجه الشكر لأعضاء مجتمع جامعة الآغا خان، الذين جاؤوا لمساعدة مواطنيهم في وقت الحاجة، سواء كمتطوعين أو كمانحين. إن حقيقة مشاركة العديد من طلاب جامعة الآغا خان في الاستجابة، التي قدمتها الجامعة لمواجهة تأثير الفيضانات، هو أمر نثمّنه ونشيد به كثيراً، وإننا نقدّر أيضاً التعليم الذي تلقوه هنا.
يمكنني سرد العديد من الأمثلة حول كيفية معالجة جامعة الآغا خان للقضايا الصحية والتعليمية المهمة بالشراكة مع القطاع العام، إضافةً إلى مساهمتها في زيادة الحصول على اللقاحات في المناطق المحرومة في كراتشي، إلى جانب تدريب المعلمين في المناطق الريفية في إقليم السند. هذه المؤسسة ليست موجودة لتقديم الخدمات لمجموعة أو قطاع واحد من المجتمع، بل هي تعمل لصالح إقليم السند وباكستان ككل.
لدي الكثير لأتحدث به عن جامعة الآغا خان وما حققته خلال الأربعين عاماً الماضية، لكن هذا الحديث يطول وقد يستمر حتى الصباح. لذلك، سأتوجه بالحديث إلى الأعزاء خريجي دُفعة عام 2022. أنتم محظوظون لأنكم كنتم جزء من مؤسسة يتم الاعتراف حقاً بمساهمتها في مجالي التعليم والرعاية الصحية. أتمنى أن تضعوا في عين الاعتبار أنكم بينما تمضون قُدماً في حياتكم المهنية، وبينما تستمرون بعملكم في المنزل، أو خلال إقامتكم حتى في الأوساط الأكاديمية، ستجدون أن السنوات التي أمضيتموها في جامعة الآغا خان قد أعدتكم ليس فقط لخطواتكم القادمة، بل ستكون الأساس الذي تنظرون إليه بفخر خلال السنوات القادمة. ستجدون أن أساتذتكم لم يكونوا مجرد مرشدين لكم أثناء الدراسة في كلية الطب، فهم سيبقون قريبين منكم، لتتعلموا المزيد منهم وتطلبوا مشورتهم في خطواتكم اللاحقة. آمل أن تروا كيف أن الصداقات، التي كوّنتموها هنا في السنوات القليلة الماضية، ستعمل كنظام دعم خاص بكم أثناء مغامرتكم للخوض في المرحلة التالية من حياتكم المهنية.
أتمنى أن تخصصوا اليوم دقيقة لتتذكروا خلالها ما حققتموه من إنجازات، وما قضيتموه من وقت في جامعة الآغا خان، حيث ستنظرون لتلك الأيام باهتمام كبير.
يُسعدني أن أُوجه الشكر إلى أقارب وأولياء أمور خريجي دُفعة عام 2022 على ثباتكم في تقديم الدعم، والالتزام بضمان حصول أحبائكم على التعليم الجيد، الذي تقدمه جامعة الآغا خان. في الواقع، هذا يوم فخر لكم أيضاً.
تتطلع حكومة إقليم السند إلى مواصلة العمل عن كثب مع جامعة الآغا خان لتقديم الرعاية الصحية والتعليم المميزين لسكان الإقليم وجميع المناطق في باكستان. أتطلع إلى رؤية خريجيها وهم يواصلون إظهار قوة التعليم، الذي تلقوه في جامعة الآغا خان، وما يمتلكونه من مواهب استثنائية.
أتوجه بالشكر لسمو الآغا خان على إيمانه العميق بباكستان والتزامه الدائم تجاه شعبها، وأُهنئ الجامعة بعيدها الأربعين. وأتمنى لها كل التوفيق في العقود القادمة.
مرة أُخرى، تهانينا لخريجي دُفعة عام 2022.
تحيا باكستان