كلمة ألقاها الأميرة الزهراء آغا خان , دار السلام ، تنزانيا · 10 إبريل 2022 · 5 الحد الأدنى
سعادة معالي السيدة أُومي علي مواليمو، وزيرة الصحة في جمهورية تنزانيا المتحدة
السيدة ستيفاني موين، المديرة الإقليمية للوكالة الفرنسية للتنمية
رئيس جامعة الآغا خان ونائبه، وأعضاء مجلس أمناء جامعة الآغا خان
الضيوف الكرام، السيدات والسادة والأصدقاء
أهلًا وسهلًا بكم ورمضان كريم
اليوم بداية رحلة أخرى مثيرة حقًا لشبكة الآغا خان للتنمية (AKDN) حيث نضع حجر الأساس لإنشاء مركز رعاية مرضى السرطان في مستشفى الآغا خان بدار السلام. نحن ممتنون لفخامة سامية سولوهو حسن، رئيس جمهورية تنزانيا المتحدة، ولوزارة الصحة ومختلف الهيئات الحكومية الأُخرى في تنزانيا لدعمهم وتعاونهم في تمكيننا من إنشاء مركز رعاية مرضى السرطان في هذا الموقع المهم استراتيجيًا.
كما نعرب عن امتناننا الكبير للوكالة الفرنسية للتنمية لكونها شريكًا استراتيجيًا في هذا المشروع، حيث تجمعنا معها علاقة قوية تمتد لعدة سنوات وأثمرت عن تنفيذ العديد من المبادرات. وقد أظهرت الوكالة التزامًا وشراكًة استثنائية في مجال تحسين جودة الخدمات الصحية في شرق إفريقيا، فضلًا عن دورها المحوري في أنشطتنا وأعمالنا. شكراً لكم!
سيُمكن هذا المركز شبكة الآغا خان للتنمية من الاضطلاع بدور محوري في تحسين تقديم الرعاية لمرضى السرطان وفقًا للمعايير العالمية في تنزانيا.
سعادة الوزيرة،
نقدر حقًا ما قدمتم من دعم لجهودنا في قطاع الصحة، لذا نعرب عن عميق امتناننا وشكرنا لكم. ونحن ممتنون ومحظوظون لأنكم أنجزتم الخطوات اللازمة لافتتاح المرحلة الثانية من مشروع مستشفى الآغا خان، وسنقوم اليوم بوضع حجر الأساس لإنشاء مركز رعاية مرضى السرطان، وهنا لا يسعنا إلا أن نقدم لكم الشكر مرة أُخرى.
أجرت مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية بتنزانيا والوكالة الفرنسية للتنمية بعد إنجاز مشروع المرحلة الثانية من مستشفى الآغا خان دراسة حول انتشار مرض السرطان في البلاد.
أظهرت هذه الدراسة الحاجة إلى تقديم خدمات رعاية شاملة لمرضى السرطان نظرًا لكونه يشكل عبئًا متزايداً على الصحة العامة. وتشير الإحصائيات الصادرة عن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) إلى إصابة 42,000 شخص سنويًا بالسرطان في تنزانيا، مع ارتفاع معدل الوفيات السنوية إلى أكثر من 28,000 حالة. ويتم تشخيص حوالي 75% من هذه الحالات في المراحل المتأخرة (الثالثة والرابعة)، مما يشكل تحديًا رئيسيًا يهدد معدلات البقاء على قيد الحياة.
ومما يزيد الأمر سوءًا أن سرطان عنق الرحم يمثل 40% من أنواع السرطان التي تصيب النساء في تنزانيا، ولسوء الحظ، لا تزال برامج التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري في بداياتها. وهذا بالإضافة إلى قلة المرافق وبعثرتها، مما يُجبر المرضى على السفر لمسافات طويلة للوصول إلى مرافق فحص السرطان للحصول على التشخيص المبكر والعلاج. نتيجًة لذلك، يتأخر مرضى السرطان في كثير من الأحيان عن تلقي العلاج، مما قد يفوتهم فرصة الشفاء.
يمكن التخفيف من عبء مرض السرطان بشكل كبير إذا كان هناك وعي واسع بضرورة إجراء الفحوصات الطبية الدورية، لتسهيل اكتشاف المرض في مراحله المبكرة وعلاجه بفعالية.
أظهرت نتائج الدراسة أعلاه الحاجة إلى إنشاء مشروع تنزانيا الشامل للسرطان، وهي شراكة إستراتيجية بين القطاعين العام والخاص، بقيادة مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية في تنزانيا وبالتعاون مع حكومة تنزانيا والوكالة الفرنسية للتنمية.
يعود الفضل أيضًا لمنحة مالية قدرها 13.3 مليون يورو موزعة على النحو التالي: 10 ملايين يورو من الوكالة الفرنسية للتنمية و3.3 مليون يورو من شبكة الآغا خان للتنمية.
تجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع يمتد على مدار أربع سنوات، وهو عبارة عن مبادرة شاملة مدعومة بالأدلة تهدف إلى التخفيف من عبء الإصابة بالسرطان وخفض عدد الوفيات من خلال تطبيق إستراتيجية تركز على تحسين الأداء وتوسيع نطاق التواصل مع المؤسسات الشريكة في مشروع تنزانيا الشامل للسرطان (TCCP). وتشمل هذه المؤسسات:
ويحظى المشروع بدعم فني من معهد كوري في باريس.
يُمثل حفل وضع حجر الأساس اليوم إنجازًا هامًا للمشروع في تعزيز مرافق رعاية مرضى السرطان المتكاملة في هذا البلد. سيضم مركز رعاية مرضى السرطان جهازي تسريع خطي لاستكمال علاج الأورام بالإشعاع في معهد أوشين رود للسرطان، وذلك بالتعاون مع نظام الصحة العامة لتعزيز ممارسات رعاية مرضى السرطان على مستوى المجتمع. سيقدم المركز الخدمات بأسعار مناسبة وشاملة للجميع وتغطي جميع أنحاء البلاد. كما سيشمل تقديم الخدمات الوقائية الأولية والفحص والكشف المبكر عن السرطان.
سيعمل المركز الجديد بالتعاون مع المرافق الصحية الحكومية على تقديم الدعم والرعاية للمرضى المحتاجين، بما في ذلك المستفيدين من الصندوق الوطني للتأمين الصحي (NHIF).
تُعتبر الإنجازات المستمرة التي حققتها مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية في تنزانيا على مدار تسعة عقود بمثابة دليلٍ قاطع على التزامها بتقديم رعاية صحية عالية الجودة وتحقيق التنمية المستدامة في هذا البلد. تتميز مرافق مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية حاليًا بمستوى عالٍ من الأخلاقيات والابتكار في تقديم الخدمات، فضلًا عن حرصها على توفير رعاية صحية عالية الجودة وآمنة ومبنية على الأدلة العلمية. وتعتمد نموذجًا فريدًا يُعرف باسم "محور ثنائي المستوى" يهدف إلى ربط مرافق استقبال الخدمات بمرافق تقديمها، وذلك بالتعاون مع مستشفى واحد في دار السلام، ومركز طبي في موانزا، و24 مركزًا للتوعية في 14 منطقة من البلاد.
يُمكنّ هذا النموذج مؤسساتنا من زيادة الوصول إلى الخدمات الصحية ذات الجودة العالية، إلى جانب العمل والتعاون عن كثب مع الحكومة والشركاء الآخرين عبر مختلف المجالات الصحية.
تساهم مؤسساتنا في إحداث تأثير إيجابي على صحة أكثر من مليون شخص سنويًا في تنزانيا. يُمكّن برنامج رعاية المرضى المحتاجين من الاستفادة من الخدمات التي يقدمها مستشفى الآغا خان في دار السلام وموانزا. كما يوفر البرنامج دعمًا ماليًا يبلغ حوالي 5 مليار شلن تنزاني، أي ما يعادل 2.2 مليون دولار أمريكي سنويًا، بالإضافة إلى 24 مليار شلن تنزاني، أي ما يعادل 10.2 مليون دولار أمريكي من خلال الخدمات المدعومة المقدمة في إطار برنامج الصندوق الوطني للتأمين الصحي.
تسعى مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية بشكلٍ دؤوب لجذب التمويل الدولي لتطوير الأنظمة الصحية في تنزانيا بالتعاون مع حكومة تنزانيا، وخاصةً وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية.
تمكنت مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية في وقتٍ سابق، وضمن استثماراتها الأُخرى، من جمع مبلغ 14.7 مليون دولار أمريكي من أجل مشروع "إيمباكت" (IMPACT) لتحسين الاهتمام بالصحة الإنجابية وصحة الأمهات والأطفال حديثي الولادة في منطقة موانزا في تنزانيا. تمّ تمويل المشروع من قبل الشؤون العالمية الكندية ومؤسسة الآغا خان في كندا بين عامي 2017 و2021. ساهم المشروع بشكل كبير في الحد من عدد الوفيات بين الأمهات والأطفال حديثي الولادة، حيث تمكن المشروع من تقديم خدماته لأكثر من مليون شخص.
أود أن أعرب عن خالص شكري لمكتب رئاسة الجمهورية ووزارة الصحة والخدمات الاجتماعية على دعمهم الاستثنائي لمشروع مكافحة السرطان في تنزانيا، ولكونهما جزءًا من اللجنة التوجيهية للمشروع التي تُشرف على تنفيذ المشروع. لولا دعمكم وتوجيهكم المستمر، لما تمكن المشروع من تحقيق هذا النجاح.
وأود أن أشكر أيضًا مركز بوغاندو الطبي ومعهد أُوشن رود للسرطان ومستشفى موهمبيلي الوطني على مشاركتهم الفاعلة وإسهامهم في إنجاح هذه الشراكة المبتكرة، التي نؤمن بأنها ستُحدث تغييرًا إيجابيًا في المشهد الطبي في تنزانيا من خلال الوقاية من مرض السرطان وعلاجه.
ونود أيضًا أن نعرب عن تقديرنا الخاص لمعهد كوري لتعاونه كشريك كامل وكونه مسؤولًا بشكل أساسي عن توفير الخبرة الفنية والتوجيه فيما يتعلق بتنفيذ المشروع من خلال تقديم مجموعة واسعة من الخدمات التي تهدف إلى رعاية مرضى السرطان.
كما أُعرب عن شكري وتقديري لمختلف الجهات الفاعلة في مجال مكافحة السرطان، مثل المؤسسات ومجموعات الناجين من السرطان المشاركين في مشروع مكافحة السرطان في تنزانيا.
أود أن أعرب عن خالص امتناني لجميع المشاركين في التخطيط لمركز السرطان الحديث هذا. وأنا سعيدة جدًا على الصعيد الشخصي لرؤية هذا المشروع يرى النور اليوم. كنت أناقش هذا المشروع كجزء من مشروع أوسع يمتد لعشرين عامًا في دار السلام مع والدي، وأنا أعلم أن سموّه سيكون سعيدًا بوجوده هنا. لذا شكراً لكم!