كلمة ألقاها الأميرة الزهراء آغا خان , كندا، مقاطعة ألبرتا · 28 سبتمبر 2022 · 2 دقائق
AKDN / Ashraf Rajabali
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب المعالي السيدة سلمى لاخاني والدكتور زهير لاخاني،
رئيس الوزراء جيسون كيني،
الوزير كايسي مادو،
الضيوف المميّزون،
سيداتي وسادتي،
إنه لشرف كبير تواجدي هنا نيابةً عن والدي، صاحب السمو الآغا خان، للاحتفال بالذكرى الخمسين للوجود الكبير لأبناء مجتمع المسلمين الشيعة الإسماعيليين هنا في مقاطعة ألبرتا، وفي كندا. لقد طلب سموّه نقل تحياته الحارة وامتنانه للتاريخ الطويل من الشراكة والتعاون بين مقاطعة ألبرتا والإمامة الإسماعيلية.
اسمحوا لي أن أبدأ بتوجيه الشكر والامتنان الكبيرين لك فخامة رئيس الوزراء كيني على كرم وحُسن ضيافتك الدافئة اليوم، ودعمك لمبادرات الإمامة والمجتمع الإسماعيلي على مدار سنوات عديدة.
ينضم إلينا أيضاً معالي السيدة سلمى لاخاني، التي تمثّل رحلتها الشخصية رمزاً لما نحتفل به اليوم، فهي قصة تحوّلت فيها الأزمة إلى فرصة عندما هربت مع عائلتها نتيجةً لعدم الاستقرار السياسي في أوغندا لتشكيل حياة جديدة وناجحة هنا في مقاطعة ألبرتا - حياة، بالنسبة لي، تميّزت بالالتزام بتقديم الخدمات والكرم والإنجاز المهني.
تتشابه قصة معاليها مع العديد من القصص، التي لا تُعد ولا تُحصى، وهي شهادة على قدرة كندا الاستثنائية على الترحيب بالوافدين الجدد، وتمكين اندماجهم في نسيج المجتمع مع احترام هوياتهم الفريدة، وتوفير بيئة مواتية لتحقيق النجاح والتقدم.
ويرجع هذا في جزء كبير منه إلى ما يتمتع به أبناء كندا من قلوب وعقول منفتحة، إضافةً إلى السياسات والركائز المؤسسية القوية التي أنشأتها الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
ويتضمن ذلك إتاحة تعليم عالي الجودة أمام الجميع مع وجود مجتمع مدني نابض بالحياة، إلى جانب الالتزام بالمبادئ الديمقراطية وسيادة القانون، واحتضان العدالة والتعاطف مع أولئك الأقل حظاً، فضلاً عن الإرادة الجماعية الحاسمة لمعالجة أوجه القصور في أي من تلك المجالات، ولا سيّما ما يتعلق بالمصالحة بين السكان الأصليين كأحد الأمثلة.
كل هذه الأمور هي بطبيعة الحال مدعومة بالالتزام العميق والدائم بالتعددية، وتجسيد الفكرة القائلة بأن تنوعنا يمكن أن يكون أحد الأصول الرائعة التي يمكننا من خلالها بناء مجتمعات محترمة ومستقرة ومسالمة. مع هذه الميّزات وغيرها، أظهرت كندا للعالم أنه من الممكن للمواطنين الجدد أن يصبحوا أسباباً لتحقيق التقدم والازدهار وتولّي القيادة.
إنه لشرف كبير تواجدي معكم هنا اليوم، وأن أُعبّر نيابةً عن صاحب السمو الآغا خان وأبناء مجتمع المسلمين الشيعة الإسماعيليين في جميع أنحاء العالم عن امتناننا للصداقة القوية والدائمة التي تربطنا مع مقاطعة ألبرتا ومع كندا. شكراً لكم على خلق مثل هذه الأرض الخصبة الرامية لتحسين نوعية الحياة، ليس فقط لأبناء المجتمع الإسماعيلي، ولكن أيضاً لجميع الشعوب بغض النظر عن تاريخهم أو أصلهم أو قصتهم.
شكراً لكم.