كلمة ألقاها الأمير رحيم آغا خان , فانكوفر، كندا · 29 سبتمبر 2022 · 3 دقائق
بسم الله الرحمن الرحيم
رئيس الوزراء الموقّر جون هورغان،
معالي السيدة كاترين كونروي،
أصحاب المعالي جانيت أوستن وسلمى لاخاني والدكتور زهير لاخاني،
الضيوف المميّزون،
بادئ ذي بدء، أشكركم على ترحيبكم الحار واللطيف جداً.
يسعدني أنا وأختي الزهراء أن نكون معكم هنا اليوم، وأن ننقل نيابةً عن والدنا صاحب السمو الآغا خان أحر تحياته وتهنئته بهذه المناسبة الهامة.
يتذكر سموّه باعتزاز اجتماعه معك فخامة رئيس الوزراء هورغان، خلال زيارته إلى فانكوفر بمناسبة الاحتفال باليوبيل الماسي في عام 2018، عندما ناقشتما معاً العلاقة القيّمة طويلة الأمد التي تربط بين مقاطعة كولومبيا البريطانية والإمامة الإسماعيلية، والتزمتما معاً بتعزيزها في السنوات القادمة. وها نحن هنا اليوم لنشهد تحقيق ذلك.
استقر العديد من أبناء مجتمع المسلمين الشيعة الإسماعيليين الأوائل، الذين قدموا إلى كندا منذ حوالي 50 عاماً، في مقاطعة كولومبيا البريطانية. يعكس المركز الإسماعيلي في فانكوفر، الذي تم افتتاحه في عام 1985، حضور أبناء المجتمع الدائم والتزامهم بهذه المقاطعة والبلد العظيمين. خلال العقود الخمسة الماضية، جعل أبناء المجتمع من جميع أنحاء العالم من مقاطعة كولومبيا البريطانية موطناً لهم، لهذا أسس هؤلاء الأفراد والعائلات جذوراً قوية، ما ساهم في إنعاش التعددية والحيوية وتعزيز النسيج الثقافي والاقتصادي والاجتماعي للمقاطعة.
وبالمثل، كانت علاقة الإمامة الإسماعيلية بمقاطعة كولومبيا البريطانية غنيةً بشكل متبادل، ويسعدنا كثيراً إضفاء الطابع الرسمي على شراكتنا من خلال توقيع اتفاقية التعاون الحالية بين الإمامة الإسماعيلية وهذه المقاطعة. يعزز الاتفاق التزام الإمامة الدائم تجاه هذه المقاطعة وهذا البلد العظيم، ويدعم ذلك شراكات مماثلة موجودة بالفعل مع ألبرتا وأونتاريو.
عملتْ وكالات ومؤسسات شبكة الآغا خان للتنمية لأكثر من قرن من الزمان على تحسين نوعية حياة الفئات الضعيفة - بغض النظر عن العرق أو الخلفية أو الدين - في بعض أكثر مناطق العالم تحدياً. كانت كندا شريكاً حيوياً في هذا المسعى على مدى عقود عديدة. لقد علمتنا تجاربنا أن الوصول إلى المعرفة وانتهاج أفضل الممارسات ضروري لفعالية جهودنا، ونحن ممتنون للغاية لاستعداد مقاطعة كولومبيا البريطانية للتعاون معنا في سبيل تحقيق هذه الجهود.
من بين التحديات والمخاطر التي تواجه البشرية اليوم حالة الطوارئ المناخية بجميع أبعادها. توضّح الفيضانات المدمرة الأخيرة التي شهدتها باكستان، على سبيل المثال، مدى إلحاح الوضع. تواجه أيضاً مقاطعة كولومبيا البريطانية العواقب الوخيمة لحالة الطوارئ المناخية، بما في ذلك الحرارة الشديدة وحرائق الغابات والفيضانات. لقد أصبحت هذه المقاطعة رائدة في مجال مواجهة الأخطار التي تتهدد الأرض، حيث تقوم مؤسساتها وشركاتها ومنظماتها العامة والخاصة بخلق معرفة جديدة وتحديد الحلول المبتكرة في مجالات الإشراف البيئي والتكيّف مع التغيّر المناخي والاستدامة وما إلى ذلك.
يسعدني أن فرقنا قد حددت بالفعل ووافقت على تنفيذ الأعمال المشتركة الفورية في هذا المجال. ستستخدم وكالة الآغا خان للسكن نموذج التكيّف مع التغيّر المناخي الذي طورته أمانة العمل المناخي في مقاطعة كولومبيا البريطانية لتقييم المخاطر والفرص طويلة الأجل في الجبال العالية في جنوب ووسط آسيا. يتمثّل الهدف من ذلك في مساعدة المجتمعات، التي تأثر بعضها بشدة بالفيضانات الأخيرة، على التخطيط بشكل أفضل لمستقبلها. وفي المقابل، سوف نشارك بياناتنا الميدانية وخبراتنا لمساعدة الأمانة على تحسين أدوات التقييم الممتازة بالفعل. نأمل أن يمكّننا هذا المشروع الأول، والعديد من المشاريع الأُخرى التي ستتبعه من تحديد حلول جديدة ذات قيمة وفائدة لسكان مقاطعة كولومبيا البريطانية وكندا، إضافةً إلى العديد من المجتمعات الأُخرى حول العالم.
ستمكّننا المعرفة التي تملكها هذه المقاطعة، جنباً إلى جنب مع الخبرة الميدانية لشبكة الآغا خان للتنمية، من المساعدة في حماية عالمنا الهش، وخلق نوعية حياة أفضل للعديد من الأشخاص الذين يعانون بالفعل من آثار كارثة التغيّر المناخي.
أود أن أُعرب نيابةً عن سموّه، عن تقديري وامتناني لشعب وحكومة مقاطعة كولومبيا البريطانية على الـ50 عاماً من التعاون وحُسن النية، والتي توِّجت بتوقيع اتفاقية اليوم. يتم إنشاء الاتفاقات عن طريق التوقيع، ولكن يتم الحفاظ على العلاقات من خلال التقارب والتفاهم والدفء. اليوم وأكثر من أي وقت مضى، يشرفني أن أكون قادراً على وصف هذه المقاطعة بالشريك والصديق.
شكراً لكم.