كلمة ألقاها Mian Arsam Haroon, كراتشي، باكستان · 18 مارس 2023 · 4 دقائق
صاحب السمو الآغا خان
الأميرة الزهراء آغا خان
رئيس الوزراء
أعضاء هيئة التدريس وقيادة الجامعة المميّزون
أفراد العائلة، الأصدقاء والأحبة
مساء الخير
يشرفني أن أقف أمامكم اليوم، وأرحب بكم نيابةً عن خريجي جامعة الآغا خان دُفعة عام 2022. أيها الخريجون، أنا ممتن للغاية للتحدث إليكم بصفتي الطالب الأول على دُفعته في الوقت الذي نستعد فيه جميعاً لنفرد أجنحتنا وننطلق نحو السماء.
تمر الدقائق والساعات والأيام بشكل طبيعي بالنسبة للآخرين، لكن بالنسبة لنا، كان الوقت يمرّ بصعوبة بالغة. يمكن لخمس دقائق خلال محاضرة ما أن تبدو وكأنها دهر، في حين يمكن لخمس سنوات أن تمر في غمضة عين. ليكون مرور الوقت أمراً منطقياً، تقوم بتقليب صفحات الكتاب الذي يمثل حياتك، فتجد العديد من الإشارات المرجعية. تتوقف عند رحلتك المفضلة: اليوم الذي تلقيت فيه خطاب القبول بالجامعة، أو المرة الأولى التي وقعت فيها في الحب، أو لحظة تخرّجك.
حان الوقت للانتقال إلى الصفحة التالية. ثمة حاجة الآن وأكثر من أي وقت مضى للعمل بجد وإصرار، لأننا نعيش في عالم يتغيّر بسرعة، ويواجه مشاكل متزايدة باستمرار يجب معالجتها. لذلك يجب أن نتخذ قرارات مستنيرة تتعلق بكيفية مساعدة مجتمعاتنا على تحقيق النجاح والازدهار. تضم قائمة زملائي الخريجين الأطباء، الممرضات، العلماء، الصحفيين والمعلمين اللامعين، وكل واحد منهم يمثل قائداً.
عندما جاء وقت الحصاد، قامت آلة الدرّاسة بفصل النواة عن بقية أجزائها وقذفتها نحو المجهول. لذلك سعت النواة جاهدة لفهم مكانها وأين ستذهب، ولكنها سرعان ما أدركت أن مصيرها هو تغذية الحياة، كما كانت تتغذى على نفسها ذات يوم.
نحن لا نختلف كثيراً عن هذه النواة، فقد ابتعدنا عن حضن آبائنا وما وفروه لنا من دعم وحماية وأمان، ولكننا انتقلنا إلى حضن الجامعة الدافئ، الذي حوّلنا إلى مفكرين جريئين وفاعلين متحمسين. ولكن كالنواة، نحن أيضاً قلقون ومتحمسون بشأن الخطوات القادمة.
حان الوقت للاستفادة من هذا الزخم والانطلاق نحو المجهول. حوِّلوا المعرفة التي تلقيتموها في قاعات هذه الجامعة إلى أفعال، وحافظوا على الالتزام بتكريم هذه القرية (الجامعة)، التي أنشأتنا جميعاً ولتشجيع الأجيال القادمة على تتبع خطاكم.
زملائي الخريجون، تجلسون اليوم بالقرب من زملائكم، الذين عرفوا بحق مدى إمكاناتكم جميعاً، والذين اعتادوا أن يستمعوا لبعضهم البعض بكل حب واحترام. يجلس أمامكم المرشدون، الذي قدّموا كل ما في وسعهم لإنارة الطريق أمامنا، إضافةً إلى وجود أفراد عائلاتكم وأحبائكم، الذين بدونهم لن يكون الوجود هنا ممكناً أو ذو معنى.
لكل واحد منّا هنا أشخاص يهتفون له بأكثر مما نتخيل. بالنسبة لي، لا يمكنني أن أنسى الحارس، الذي كان يستقبلني كل يوم بابتسامة عريضة، ولا يمكنني أن أنسى العم، الذي يعمل في الكافتيريا، الذي لم يبخل يوماً في تقديم المساعدة، ولا سيّما وأنه يعلم بأنني أحب الفاصولياء.
ولا ننسى الموظفون، الذين عملوا بلا كلل في المكاتب لجدولة كل يوم من أيام دراستنا في هذه الجامعة. وبالطبع، فإن سمو المستشار هو الذي ترشدني رؤيته وتوجيهه وتحفّزني على تقديم الأفضل. نيابةً عن خريجي دُفعة عام 2022، شكراً لكم.
زملائي الخريجون، كل واحد منا هنا يمثل جزءاً من إرث جامعة الآغا خان. أنتم لستم مجرد جزء من الكلية أو المدرسة أو المعهد، بل جزء من جامعة منتشرة عبر القارات، ولا تزال ملتزمةً بتعهدها في جعل عالمنا مكاناً أفضل للجميع. بينما تخطون اليوم أولى خطواتكم الجديدة، ستكون في يدكم الشهادة التي حصلتم عليها، ولكن في ذهنكم حكمة الأجيال، وفي قلبكم شغف يلمع أكثر من النجوم. دعونا نعمل معاً لنضيء العالم.
مبارك لكم جميعاً وشكراً لكم