كلمة ألقاها السيد عدنان علي خان , نيروبي، كينيا · 26 فبراير 2022 · 4 دقائق
صاحب السمو الآغا خان،
الأميرة الزهراء آغا خان،
قادة الجامعة،
الضيوف الكرام وأفراد الأُسر والأصدقاء وزملائي الخريجين،
طاب مساؤكم. اسمي عدنان علي خان وأنا ممتن ويشرفني أن أرحب بدُفعة عام 2021 نيابةً عن جامعة الآغا خان، وهي دُفعة تضم فئة من الأطباء وخبراء صحة الأسنان والممرضين/الممرضات والمعلمين والصحفيين - أو بعبارة أخرى، قادة المستقبل والرواد والمبتكرون. تهانينا لكم جميعًا على السعي لتحقيق أحلامكم وتحديد وجهتكم.
منحتنا جامعة الآغا خان العديد من الفرص للنجاح والازدهار في جميع جوانب حياتنا، فضلًا عن منحنا التدريبات والزخم لتحقيق أهداف تتجاوز توقعاتنا بكثير.
وفّرت لنا الجامعة فرصاً للنمو والإلهام والاستلهام من الآخرين. كما ويسهم العمل إلى جانب طلاب آخرين شغوفين وطموحين وموهوبين، وإتباع خطى العديد من الخريجين الملهمين، في تمكين خريجي جامعة الآغا خان من السعي لتحقيق التميّز.
أثناء رحلتي في كلية الطب، غمرني الامتنان للذكريات والدروس التي اكتسبتها، بدءًا من الصداقات الحقيقية التي أقمتها مع زملائي الطلاب والمقيمين والممرضين/الممرضات خلال الفصول والعيادات وتبادل الأحاديث الليلية الطويلة، وصولًا لفترات الاستراحة التي كنا نقضيها مع المرشدين الذين ساهموا بتشكيل شخصيتي وتركوا أثرًا رائعًا سيرافقني خلال رحلتي المستقبلية.
تُولي جامعة الآغا خان أهمية قصوى للجانب الأكاديمي من مهنتنا، إلى جانب اهتمامها بتنمية بذور الخير والإنسانية. وتسعى كافة البرامج هنا إلى تشكيل العالم ليصبح مكانًا أفضل من خلال تقديم الخدمات للمجتمع.
لا يسعني إلا أن أذكر جائحة كورونا، التي حجزتنا في غرفنا وأثارت فينا خوفًا يشبه خشيتنا من فيل هائج. فقد أجبرتنا على الابتعاد عن بعضنا البعض وارتداء الكمامات، والتواصل مع عائلاتنا وأحبائنا عبر وسائل التواصل بدلًا من التواجد بجانبهم، كما كانوا يفعلون خلال السنوات الماضية. نحن مدينون لأعضاء هيئة التدريس والإدارة الذين حرصوا على استعدادنا لمواجهة هذا الواقع الجديد، وللأبطال المجهولين الذين كرّسوا ساعات لمساعدتنا على تطبيق إجراءات كورونا، وإجراء اختبارات أسبوعية للتأكد من سلامة نتائجنا، سواء على الورق أو في مواقف الحياة.
لا شك أن جائحة كورونا ألقت بظلالها على الجانب الاجتماعي من تجارب الطلاب، لكن سواء كان ذلك من خلال معسكر تطوعي مجتمعي أو مجتمع للبحث الأكاديمي أو برنامج "سينِرجي Synergy" لإرشاد الطلاب الخاص بجامعة الآغا خان، لم تمنع الجائحة أيًا منا من القيام بواجباته ومهماته على نحو أفضل. بل على العكس، فقد ساهمت الجائحة في تغييرنا وتحفيزنا على التطوع أكثر، ومنح المزيد من الاهتمام للابتكار في مجال الأبحاث، والأهم من ذلك، أنها ذكّرت هذا المجتمع أنه حتى الطلاب بإمكانهم إحداث فرق.
من أهم المهارات التي اكتسبناها خلال رحلتنا الدراسية هي القدرة على التكيف، تلك المهارة التي لا يمكن تعليمها في قاعات الدراسة. لقد تعلمنا النهوض من جديد عند التعرّض لأي حادثة طارئة، والاستفادة من هذه التجربة لنصبح أكثر حكمة ورشاقة من أي وقت مضى.
مع وضع ذلك في الاعتبار، أستطيع القول بثقة وأمان أن هذه الدُفعة من خريجي جامعة الآغا خان ستكون إحدى أكثر مجموعات المهنيين ثباتًا ومرونًة وانفتاحًا. أعتقد أنني أتحدث نيابًة عن دُفعتي بأكملها عندما أقول: نحن جاهزون ومستعدون لمواجهة تحديات المستقبل.
إلى مستشارنا، صاحب السمو الآغا خان، وأعضاء هيئة التدريس، وأفراد الأُسرة، وكل من قدم لنا دعمًا ثابتًا خلال رحلتنا هنا: أعجز عن التعبير عن مدى امتناني وتقديري لكم.
ومع حلول وقت التخرج، حان الوقت لهذه الدفعة أن تتطلع نحو آفاق جديدة في الحياة، بعد مغادرة هذه القاعات المألوفة التي كانت رفيقًا لنا خلال رحلتنا الدراسية.
بصفتي أحد خريجي دُفعة عام 2021، أودّ أن أعدكم بثلاثة أشياء:
أولاً: تنضمون اليوم إلى أحد أقوى مجتمعات الخريجين في العالم، عائلة عالمية تمتد عبر 6 قارات و55 دولة. ستفتح هذه العائلة ذراعيها لكم عند الحاجة، كما أنها أُسرة احتضنتني وزملائي، بغض النظر عن المسافة أو الجنسية أو الدين. يشكّل العديد من هؤلاء الخريجين أبطالنا على المستوى الشخصي، وقد عاد بعضهم ممن يشكلون أعظم مصادر إلهامنا إلى هذه المؤسسة حتى يتمكنوا من تمرير الشعلة إلينا. تذكروا اليوم أنكم لستم مجرد خريجي جامعة الآغا خان من باكستان أو كينيا أو أوغندا أو تنزانيا أو لندن، بل أنتم اليوم خريجون عالميون.
ثانيًا: ستكونون رائدين في المجالات التي ستختارونها، وستحققون فيها الازدهار والنجاح. أنا متأكد من هذا، فأنتم قد نجحتم جميعًا في الوصول إلى هذا اليوم المميّز والمهم، وهذا بحد ذاته يُعتبر عملًا شجاعًا.
ثالثًا وأخيرًا: يمكنني أن أعدكم بأنكم ستتمكنون من تغيير حياة الكثير من الأشخاص. يمتلك العديد منكم تلك المهارات بالفعل، فمنكم من سهر بعد منتصف الليل لإجراء عملية جراحية، أو لتقديم الرعاية للمرضى، أو لاختيار الموسيقى المناسبة في غرفة العمليات. ساهم كل واحد منكم بحكم وجوده في هذا المسار في جعل العالم مكانًا أفضل. لقد اختار كل واحد منكم مهنة تردّون من خلالها الجميل للبشرية، ولتقديم مساهمات ذات أهمية للمجتمع أولاً وقبل كل شيء.
أعتقد أنني أتحدث نيابًة عن زملائي الخريجين عندما أقول إننا مفعمون بالإثارة والحماس لخوض بقية رحلاتنا. وبغض النظر عن المسار الذي قد ننتهي إليه، فإننا نعلم أن جامعة الآغا خان قد أعدّتنا لمواجهة التحدي التالي ومنحتنا خفة الحركة والمثابرة والشجاعة كجزء من هويتنا.
شكراً لكم، ومبارك لكم جميعًا مرة أخرى.