كلمة ألقاها مصطفى سايوم, كراتشي، باكستان · 26 فبراير 2025 · 3 دقائق
AKDN/Akbar Hakim
بسم الله الرحمن الرحيم
سيداتي وسادتي،
السلام عليكم.
تجسد هذه اللحظة تتويج سنوات حافلة بالعزيمة الصادقة، وتحديات جمة تجاوزناها، وأحلام وحدت صفوفنا. ونحن نحتفل اليوم، لا نقتصر على إنجازاتنا فحسب، بل نثمن أيضًا قيم الصمود الراسخ، والإيمان العميق، والوحدة المتينة التي رسمت ملامح مسيرتنا. وإذ أتشرف بالوقوف أمامكم ممثلًا لدفعة أثرت وألهمت بأساليب فريدة، يغمرني أيضًا عظيم الامتنان لإضافة صوت دفعة عام 2024 إلى أصوات الشكر الموجهة لمؤسس جامعة الآغا خان. فإدراكنا العميق يؤكد أنه لولا رؤية وعطاء صاحب السمو، لما قامت صروح هذه الجامعة العريقة، ولما تسنى لنا نيل هذا التعليم الرفيع.
عندما التحقت بجامعة الآغا خان، ظننت أنني أمتلك كل ما يلزم للشروع في هذه الرحلة بمفردي. كم كنت مخطئًا! فقد استلزم الأمر بعض الوقت لأدرك أن مسيرتي لن تستقيم دون مؤازرة زملائي ورفاق الدرب من الطلاب الأقدم، ودعم أعضاء هيئة التدريس. بل إن التحية الصباحية البسيطة، وإن كانت تنبض بالحيوية، التي يلقيها حارس البوابة، كانت في كثير من الأحيان هي الوقود الذي يدفعني لبلوغ قاعات الدرس. لم تكن هذه الرحلة مجرد مسعى أكاديمي فحسب، بل كانت درسًا بليغًا في قوة التكاتف والتعاضد.
لقد شكلت فترة دراستنا في جامعة الآغا خان منعطفًا جذريًا في حياتنا بكل ما للكلمة من معنى. فمن تلك الخطوات الأولى المتحفظة التي خطيناها في أروقة الحرم الجامعي، إلى هذه الخطوات الواثقة التي نسير بها اليوم نحو المستقبل. وخلال خوضنا للتحديات وتحقيقنا للانتصارات، تجلت لنا الروح الفريدة التي تسمو بجامعة الآغا خان: شجاعة اقتحام المجهول، ومرونة التكيف مع المتغيرات، وعزيمة راسخة على تخطي العقبات. لقد تجسدت هذه القيم في قوتنا الدافعة بينما كنا نجابه صعوبة المناهج الدراسية، ونتأقلم مع ظروف الحياة الاقتصادية، ونتصدى للتحديات العالمية، ونؤسس صداقات متينة ستصمد أمام اختبار الزمن.
ستبقى في ذاكرتنا دائمًا نشوة عبور خط نهاية سباقات الماراثون، وحماس الندوات التي أشعلت شرارة أفكار مبتكرة، وبهجة اللقاءات الحميمة في ساحات الجامعة التي تجسدت في عروض ثقافية خالدة. ولن نغفل عن ذكر أكواب الشاي وقطع السمبوسك التي تقاسمناها على امتداد مسيرتنا. ويا لها من خمسة بالمائة من وزني أخشى ألا أتخلى عنها قريبًا!
بينما نتأمل رحلتنا، لا يسعنا إلا أن نتذكر الدعم الهائل الذي غمرنا من كل حدب وصوب. إلى قيادة جامعة الآغا خان: جزيل الشكر على تمكينكم لنا لبلوغ هذه اللحظة الفارقة. وإلى أساتذتنا وموظفي الجامعة، الذين يعملون بصمت وتفانٍ خلف الكواليس، لقد أثمرت جهودكم هذا النجاح الذي نحتفي به اليوم. وإلى عائلاتنا وأحبائنا الأعزاء: خالص الامتنان لإيمانكم بنا وتشجيعكم لنا ونحن نسلك هذا الدرب. وإلى زملائي الأعزاء، خريجي هذا العام، ما كان لهذا اليوم أن يتحقق لولا وجودكم جميعًا.
تستحضر رؤية صاحب السمو الآغا خان للتعددية، باعتبارها ركيزة أساسية لوجودنا، صورة المجتمع المتنوع الذي أرسينا دعائمه هنا والعالم الشامل الذي نطمح إلى بنائه. وبصفتنا خريجي جامعة الآغا خان، فإننا نحمل على عاتقنا مسؤولية المضي قدمًا بهذه الرؤية النيرة – لرأب الصدع، وابتكار الحلول الناجعة، والتحول إلى قوى دافعة للتغيير الإيجابي المنشود.
دفعة 2024، بينما نقف على أعتاب احتمالات لا حصر لها، فلنتحلَّ بالإيمان للمضي قدمًا، مهما كانت التحديات التي تنتظرنا. في غمرة انطلاقنا نحو العالم، لنجعل نصب أعيننا أن نترك كل مكان تطأه أقدامنا أفضل مما كان عليه.
العالم ينتظرنا، ونحن على أهبة الاستعداد له! تهانينا، دفعة 2024!
شكرًا لكم.