كلمة ألقاها الرئيس سليمان شهاب الدين, كامبالا، أوغندا · 20 فبراير 2025 · 5 دقائق
AKDN/Akbar Hakim
بسم الله الرحمن الرحيم
مستشارنا، صاحب السمو الأمير رحيم آغا خان،
ضيفة الشرف الرئيسية، الأميرة الزهراء آغا خان،
الرئيس ذاكر محمود وأعضاء مجلس أمناء جامعة الآغا خان،
الرئيس أمين ماوجي وأعضاء مجلس جامعة الآغا خان في أوغندا،
القادة، وأعضاء هيئة التدريس، والموظفون، والطلاب، والخريجون، وأصدقاء الجامعة،
أفراد عائلات الخريجين،
والأهم من ذلك، أعضاء دفعة 2024:
السلام عليكم، صباح الخير، أهلًا وسهلًا بكم في حفل التخرج هذا. أنا ممتن جدًا لوجودكم جميعًا معنا، وللاحتفال بخريجينا الجدد معكم.
سيداتي وسادتي،
نجتمع اليوم في لحظة فارقة من تاريخ جامعتنا، إذ فقدنا في الرابع من فبراير مؤسسنا ومستشار جامعتنا لأكثر من أربعة عقود، صاحب السمو الأمير كريم آغا خان الرابع.
برحيله، فقدت جامعة الآغا خان مرشدها صاحب الرؤية، وأكبر مناصريها، ومصدر إلهامها اللامحدود. كما فقد العالم أحد أبرز رموزه الإنسانية. لقد كرّس مستشارنا المؤسس ــ رجل السلام وبطل التعددية ــ حياته للعمل دون كلل من أجل التخفيف من المعاناة، وبناء قدرات الأفراد، وتعزيز التنمية، ولا سيما في إفريقيا وآسيا.
بينما نتأمل في هذه الخسارة الفادحة، فإننا نُقدّر بامتنان بالغ الإشادات التي تلقاها صاحب السمو من القادة والشركاء والأصدقاء من مختلف أنحاء العالم. ونخصّ بالذكر فخامة الرئيس يويري موسيفيني، وأعضاء حكومة أوغندا، على كلماتهم المُعزية، إلى جانب التحية المؤثرة التي ألقاها نائب رئيس البرلمان الفخري تحت قبة البرلمان الأوغندي.
نرحّب، بكل تفاؤل وحماس وأسمى الآمال، بصاحب السمو الأمير رحيم آغا خان بصفته الإمام الخمسين للمسلمين الشيعة الإسماعيليين، ومستشار جامعة الآغا خان. ونتعهّد لسموه بتقديم دعمنا الكامل في مسيرته لقيادة شبكة الآغا خان للتنمية، متمنّين له كل التوفيق والنجاح.
الأميرة الزهراء، شكرًا جزيلًا لانضمامكِ إلينا كضيفة شرف رئيسية. إن حضوركِ اليوم، ومشاركتكِ في جميع احتفالات التخرّج، هو محل تقدير بالغ. سيداتي وسادتي، قبل بضعة أسابيع، عندما طلبتُ من الأميرة الزهراء أن تنظر في إمكانية حضور حفلات التخرج الأربع – التي تمتد على مدار ثمانية أيام، في أربع دول – جاء ردها بالموافقة الفورية. شكرًا لكِ.
واليوم، يسعدنا أيضًا أن نرحّب بأطفالكِ، سارة، الحاضرة معنا هنا، وابنك إليان. لقد استفادت جامعة الآغا خان كثيرًا من حكمة الأميرة الزهراء وقيادتها وتوجيهاتها، لا سيما في التعامل مع البيئات الصعبة، ودفع أجندتنا الطموحة إلى الأمام.
قال مستشارنا المؤسس ذات مرة إن حجر الزاوية في رؤيته هو الفرصة – فرصة لبناء حياة أفضل للفرد وللأسرة. في أوغندا وجيرانها، خلق صاحب السمو فرصًا لملايين الأشخاص من خلال وكالات شبكة الآغا خان للتنمية. فعل ذلك، على سبيل المثال، من خلال الخدمات المالية التي يقدمها بنك دايموند ترست وشركة اليوبيل للتأمين. والطاقة النظيفة التي تولدها محطة بوجاغالي للطاقة الكهرومائية. والسياحة التي تدعمها فنادق سيرينا. ومدارس مؤسسة الآغا خان للخدمات التعليمية. والمستشفيات والمرافق الصحية التابعة للوكالات الصحية في شبكة الآغا خان للتنمية.
هنا في جامعة الآغا خان، مُنح خريجونا فرصة اغتنموها بحماس، لاكتساب معارف جديدة، ومهارات متقدمة، ورؤية أوسع لقدرتهم على قيادة التغيير.
وفي احتفالات التخرّج التي أُقيمت في شرق إفريقيا عام 2015، طرح صاحب السمو سؤالًا لا يُنسى، قال فيه: "في البحث عن تنمية إفريقيا، كيف يمكن لأيٍّ منّا أن ينسى أنه عبر التاريخ البشري لم تكن هناك عظمة قط دون توسيع المعرفة؟ أليس هذا هو الغرض الدقيق لجامعة عظيمة؟" جامعة الآغا خان، سيداتي وسادتي، ستظل دائمًا وفيّة لهذا الغرض، ولمهمتها النبيلة في تعليم القادة من أجل أوغندا، وجميع البلدان التي نخدمها.
بينما نتأمل في الرؤية التحويلية لمؤسسنا والدروس التي تركها لنا، فإننا نتّحد حول ما وصفه بأنه أقوى قوة دافعة للتقدّم عرفها العالم على الإطلاق – ألا وهو الأمل. فعندما يترسخ الأمل، كما قال، يمكن للتفاؤل أن يحل محلّ عدم اليقين، ويمكن للتعاون أن يحلّ محلّ الصراع، ويمكن للركود أن يفسح المجال لزخمٍ إلى الأمام لا يمكن إيقافه.
سيداتي وسادتي، وأنا أنظر إلى خريجي دفعة عام 2024، أرى الأمل ينبثق ويتجذرــ هنا، والآن!
اليوم، وفي الأيام المقبلة، ومن خلال احتفالات التخرج التي ستُقام في أوغندا وكينيا وتنزانيا وباكستان، سيخطو 850 فردًا موهوبًا نحو مرحلة جديدة في مسيرتهم. إنهم معلمون، وممرضون، وقابلات، وأطباء؛ صحفيون، وقادة إعلاميون، وباحثون. إنهم رجال ونساء العلم والمعرفة.
سيقدّمون رعاية صحية عالية الجودة، تتّسم بالتعاطف والإنسانية، لمن هم في أمسّ الحاجة إليها. وسيقدّمون القيادة في العيادات والمستشفيات والمدارس، وفي المؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني. سيوسّعون حدود المعرفة العالمية، ويطوّرون حلولًا مبتكرة وملائمة للسياق المحلي لمواجهة التحديات المنتشرة. سيدرسون، ويُدرّسون، ويعملون، ويُجرون أبحاثهم في بعض من أرقى المؤسسات في بلدانهم الأصلية وفي أنحاء العالم.
في حفل تخرج سابق، وصف مستشارنا المؤسس خريجي جامعة الآغا خان بأنهم "يجسّدون الآمال والطموحات" التي يعلّقها الملايين على أنفسهم وعلى عائلاتهم، واصفًا إيّاهم بأنهم "نور ساطع".
وما كان صحيحًا آنذاك، يظل صحيحًا اليوم بالقدر ذاته. لا يسعني إلا أن أشعر بتفاؤل عميق وأنا أرى دفعة 2024 تحمل مشعل المعرفة إلى العالم. وهذا الشعور يكتسب أهمية خاصة، بالنظر إلى أننا بلغنا محطة فارقة في مسيرة جامعة الآغا خان.
سيداتي وسادتي، سنمنح هذا العام الشهادة أو الدبلوم رقم 5,000 في شرق إفريقيا.
لقد بلغت جامعة الآغا خان في أوغندا اليوم لحظة استثنائية ــ لحظة تعكس الرؤية البعيدة المدى لمستشار جامعتنا المؤسس، والتزامه الثابت تجاه أوغندا.
في ناكاوا، يتشكل الحرم الجامعي الجديد لجامعة الآغا خان، الذي يمتد على مساحة 60 فدانًا، بوتيرة متسارعة. من المقرر أن يفتح مركزنا الأكاديمي ومبنى سكن الطلاب أبوابهما خلال بضعة أشهر فقط، بإذن الله. وسيتبع ذلك قريبًا بدء أعمال بناء مستشفى جامعة الآغا خان الجديد في كمبالا، في حين أن العيادة التخصصية التابعة له في ناكاوا بدأت بالفعل باستقبال المرضى، وتقدم خدمات تشخيصية ورعاية متقدمة.
ومع تقدم العمل في حرمنا الجامعي الجديد، لا يسعني إلا أن أعبّر عن بالغ التقدير لفخامة رئيس جمهورية أوغندا وحكومة أوغندا، لتقديمهم الأرض بسخاء كبير دعماً لهذا المشروع الطموح. كما نعرب عن امتناننا العميق للدعم الاستثنائي من المانحين وشركائنا، وفي مقدمتهم الوزارة الفيدرالية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ)، وبنك التنمية الألماني (KfW). شكرًا جزيلًا لكم جميعًا.
أيها الخريجون، وبينما تنظرون إلى المستقبل بعين الأمل والطموح، أستحضر كلمات مؤسسنا الراحل التي وجهها إلى دفعة عام 2022، في ختام ما سيكون آخر رسائله في حفل تخرج. وأسمحوا لي أن أرددها اليوم.
أتمنى لكم جميعًا أن تختبروا فرحة غرس الأمل في حياة الناس، وأن تنعموا بمكافآت بناء جسور التفاهم بين الأفراد من خلفيات متنوعة، ومتعة خوض مغامرات في آفاق مجهولة حيث تُكتشف معارف جديدة.
فالبذور التي تزرعونها من الأمل، والجسور التي تشيّدونها، والمعرفة التي تُنتجونها، ستكون جميعها إضافة ثرية إلى الإرث الباهر الذي خلّفه مستشار جامعتنا المؤسس هنا في أوغندا.
أيها الخريجون الأعزاء، تهانينا القلبية مرة أخرى، وأهلًا بكم في مجتمع خريجي جامعة الآغا خان.
شكرًا جزيلًا لكم، سيداتي وسادتي.