كلمة ألقاها الأميرة الزهراء آغا خان , كامبالا، أوغندا · 20 فبراير 2025 · 5 دقائق
AKDN/Akbar Hakim
بسم الله الرحمن الرحيم
رئيس الجامعة، رئيس وأعضاء مجلس الأمناء في جامعة الآغا خان،
رئيس وأعضاء مجلس جامعة الآغا خان في أوغندا،
الرئيس ونائبه،
القادة، أعضاء الهيئة التدريسية، الموظفون، الطلاب، الخريجون، وأصدقاء الجامعة،
أفراد عائلات الخريجين،
والأهم من ذلك، خريجي دفعة 2024:
على مدى الأربعين عامًا الماضية، شكّلت حفلات تخرّج جامعة الآغا خان مصدر فرح وفخر عظيمين لوالدي، مستشارنا المؤسس.
وأنا على يقين من أنّنا جميعًا نشعر اليوم بحزن عميق لغيابه، ومع ذلك، يظلّ هذا الحفل مناسبة ملهمة.
يسعدني كثيرًا أن أخي، صاحب السمو الأمير رحيم آغا خان، قد تولّى منصب مستشار الجامعة، وفقًا لرغبات والدي والميثاق التأسيسي لجامعة الآغا خان.
ولذا، وبالنيابة عن مستشارنا الجديد ومجلس الأمناء، أتقدّم بأحرّ التهاني إلى أعضاء دفعة 2024. هذا يومكم، ونحتفل بكل ما بذلتموه من جهد لتحقيقه. ولأن الإنسان لا يبلغ كامل إمكاناته بمفرده، أود أيضًا أن أعرب عن تقديري العميق للدعم الذي قدّمته عائلاتكم وأصدقاؤكم وزملاء دراستكم طوال هذه الرحلة.
يمثل كل حفل تخرّج نهاية فصل وبداية عهد جديد واعد. إنه لحظة محورية للتأمل في الماضي واستشراف المستقبل، وتخليد الإنجازات الفردية والمعالم المؤسسية. ويكتسب حفل التخرج هذا العام أهمية خاصة، إذ نحتفي بإرث القيادة الرشيدة لمستشارنا المؤسس، وبدعمه الثابت، وحبّه العميق لهذه الجامعة ومنتسبيها.
أود أن أعرب عن امتناني في هذه اللحظة:
إلى حكومة أوغندا، شكرًا لكم على ثقتكم الراسخة بمؤسستنا ورسالتها. إنني أتطلّع إلى مواصلة التعاون مع توسّع جامعة الآغا خان، سواء في حرمها الجامعي أو من خلال برامجها في كمبالا.
لقد قدّم أمناء جامعة الآغا خان المشورة الحكيمة التي أسهمت في الحفاظ على قيم الجامعة ووضوح رسالتها، بالتوازي مع تطوّرها لتلبية الاحتياجات والفرص المستقبلية. وكان من دواعي فخري أن أتعلم منهم وأعمل إلى جانبهم.
كما قدّم المتبرعون والمتطوعون بسخاء وقتهم، ومعرفتهم، ومهاراتهم، ومواردهم دعمًا لرؤيتنا التأسيسية، فيما عززت الشراكات الهادفة مع المتعاونين المحليين والدوليين من قدرات جامعة الآغا خان.
وقد ألهم تفاني إدارة الجامعة، وموهبة أعضائها من الهيئة التدريسية والإدارية، آلافَ الطلاب، ووفّروا لهم الدعم في مجالات العلوم الصحية، والتعليم، وتطوير المدارس، والإعلام، والاتصالات.
في جميع أنحاء العالم، يجسّد خريجونا تطلعات مستشارنا المؤسِّس، الذي أراد لهم أن يكونوا قادة وعوامل تغيير، يساهمون في تحويل مجتمعاتهم، ويواجهون التحديات الاجتماعية، ويقدّمون رعاية متميزة لآلاف المرضى، ويسهمون في الارتقاء بالإنسانية.
ولكم جميعًا، أقول: شكرًا لكم.
لقد رسخ والدي إيمانه العميق بقدرة الإنسان على الابتكار والتأمل والتكيف. كما تجلى يقينه في قدرتنا الجماعية على تذليل التحديات العالمية من خلال إرساء دعائم مجتمعات حيوية تزدهر بالإمكانات وتتيح لكل فرد بلوغ أقصى مدارج النمو والازدهار. وكان يؤمن بأن الإنسانية تمتلك من الإبداع ما يكفي لتحسين مستقبل كوكبنا. لقد آمن والدي بالأمل.
آمن بأن الأمل مُعدٍ، فاستثمر في إمكاناتنا من خلال مؤسسات مثل جامعة الآغا خان، كي نتمكّن، بدورنا، من نشر الأمل وغرسه في الآخرين.
كانت الرؤية التي وضعها والدي لهذه الجامعة، والتي أصرّ عليها بالفعل، أن تكون "مؤسسة دولية متميزة تخدم العالم النامي والمجتمعات الإسلامية بطرق مبتكرة ومستدامة"، مؤسسة تلبي، بل تتجاوز، المعايير العالمية للتميّز في جميع أبعادها: في تصميم مرافقها وحرمها الجامعي، وفي أعضاء هيئة التدريس، والموظفين، والطلاب؛ وفي عروضها الأكاديمية، وبرامجها البحثية، وجودة خدماتها.
أكد مستشارنا المؤسس أن "الجامعة المتميزة لا يتم بناؤها في عقد من الزمان ، ولا في جيل واحد".
هذا النهج طويل الأمد والالتزام بالتميز هي صفات مشتركة بين جميع وكالات شبكة الآغا خان للتنمية الأوسع. وفي شبكة الآغا خان للتنمية، أنشأ والدي عددا مذهلا من المؤسسات والبرامج التي تركز على تعزيز القدرات البشرية والرفاهية وبناء مجتمعات قادرة على الصمود وتوليد نمو اقتصادي شامل للجميع وتكريم التراث الثقافي وحماية البيئة الطبيعية.
يُعدّ التعليم حجر الزاوية في كل ما تقوم به شبكة الآغا خان للتنمية، وهو مفتاحٌ لتحسين نوعية الحياة. لقد استثمر والدي في التعليم الجيّد على جميع المستويات، من تنمية الطفولة المبكرة إلى الدراسات العليا. ولم يؤسّس جامعة واحدة فحسب، بل جامعتين: جامعة الآغا خان وجامعة آسيا الوسطى، لتكونا تتويجًا لنظامنا التعليمي.
يوفّر كل حفل تخرّج فرصةً لإعادة الالتزام برؤية جامعة الآغا خان، وبالمهمة الأوسع المتمثلة في تحسين جودة الحياة، وبناء عالم أكثر سلامًا وتعددية وازدهارًا. يحمل حفل التخرّج لهذا العام أهميةً خاصة، إذ تمثّلون آخر دفعة درست تحت القيادة الحكيمة والمتفانية لمستشارنا المؤسِّس.
أشارك الرئيس شهاب الدين أمله، الأمل الذي نشعر به في هذه القاعة اليوم، والتفاؤل الذي شعر به في كل حفل تخرّج لجامعة الآغا خان منذ عام 1983، والذي، إن شاء الله، سيستمر لعدة عقود قادمة.
أرى عوامل تغيير. قادة متعاطفين، مبتكرين، ومفكّرين نقديين.
أرى كادرًا مهنيًا متميزًا، يحتاج العالم بشدة إلى معرفته ومهاراته.
أرى نساءً ورجالًا قادرين على التنقل في تعقيدات المشهد العالمي، أفرادًا مجهّزين للمشاركة بنشاط في التنوع ــ أي التعددية ــ والاستفادة من الإبداع البشري أينما وُجد، لبناء مستقبل يمكننا جميعًا أن نزدهر فيه.
أيها الخريجون، نحن على يقين راسخ أنكم ستنشرون الأمل في أنحاء العالم، وستخطون بثقة وفضول وتعاطف، وأنكم ستحترمون وتدعمون المبادئ التوجيهية لمستشارنا المؤسّس. نحن نؤمن بكم.
شكرًا لكم.