كلمة ألقاها Shazma Jaffer, كراتشي، باكستان · 18 مارس 2023 · 3 دقائق
الأميرة الزهراء آغا خان
الضيوف الكرام، أعضاء هيئة التدريس، والأعضاء الكرام في مجتمع جامعة الآغا خان
زملائي الخريجون
مساء الخير
إنه لشرف عظيم لي أن أقف أمامكم، أشعر بالتواضع لتمثيلكم جميعاً. أُؤكد لكم بأن عائلاتكم فخورة بكم للغاية، ويسعدني أن ألفت انتباهكم إلى الإحساس الهائل بالارتياح، الذي لا بد وأنهم يشعرون به جميعاً، ولا سيّما مع قدوم هذا اليوم، الذي انتظروه طويلاً.
زملائي من كينيا، أوغندا، تنزانيا، المملكة المتحدة وباكستان: أود أن أُؤكد لكم بأن ما وصلنا إليه لم يكن أمراً بسيطاً، فقد اضطر الكثير منا إلى إجراء توازن بين الدراسة والوظيفة والمسؤوليات الأُسرية. لقد قضينا جميعاً ليالي طويلة، شربنا خلالها الكثير من القهوة، وكافحنا لتوسيع معارفنا عبر قراءة الكثير من المقالات. كما توجب علينا في بعض الأحيان أن نصارع التكنولوجيا، الأمر الذي كان بمثابة عذر جيد لتأجيل بعض من مهامنا من أجل الابتعاد قليلاً عن دراسة مجالنا الأساسي.
توجب علينا أيضاً أن نواجه فيروس كوفيد-19، الفيروس الذي ألهمنا في النهاية، فقد اختبرناه على مدى السنوات العديدة الماضية. لكني أود أن أؤكد اليوم أننا نجحنا في الاختبار على نحو رائع. لقد تعلم المعلمون برامج جديدة لتعليم الأطفال، وقاتلت الممرضات من أجل أجهزة التنفس الصناعي من أجل المصابين، وعمل الأطباء بلا كلل لإنقاذ حياة الآخرين. هذه هي الطريقة التي صنعنا من خلالها التاريخ! لهذا، يشكّل هذا اليوم لنا جميعاً يوم فخر وشموخ لأننا احتضنا شعاراتنا الجميلة وتشاركنا ابتساماتنا.
أتذكر اليوم أن العديد من الأشخاص سألوني خلال السنوات القليلة الماضية: شازما، ما الذي يميّز جامعة الآغا خان عن غيرها؟ بالنسبة لي، المجتمع هو الذي يميزنا. الأصدقاء والمحاضرون، الذين أصبحوا جزءاً من عائلتنا، ومسحوا دموعنا وساندونا في كافة الأوقات الصعبة.
ولكن ماذا يعني أن تكون جزءاً من مجتمع جامعة الآغا خان؟ حسناً، دعوني أخبركم بأن جامعة الآغا خان تتكون كعائلة من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين والخريجين، الذين يدعمون جميعاً القيم الخاصة بالجامعة، ويكرسون حياتهم لمعالجة مشاكل الحياة الواقعية، بدءاً من معالجة التغيّر المناخي وصولاً لتقديم العلاج للأمراض غير المعدية. نحن في الطليعة في العديد من المجالات المختلفة، ونساهم في إجراء الأبحاث ذات الصلة، ونقدم خدمات يمكن الوصول إليها بمعايير عالية الجودة. نحن القادة، ونحن وكلاء التغيير، إضافةً إلى أننا نعتنق التعددية، ونقدم مساهمات مفيدة للمجتمع وننقل شعلة المعرفة للآخرين.
لكن تذكروا أن القيادة تتطلب تنفيذ العديد من المطالب والتحلي بالمسؤوليات، إلى جانب أهمية فهم سياقنا وأفراده وثقافتهم، فضلاً عن تحديد مجالات النمو، وانتهاج التغيير، وإدارته، بعناية وعطف. هذه هي المهارات، التي زودتنا بها جامعة الآغا خان، جنباً إلى جنب مع الإطار الأخلاقي الضروري لخدمة الصالح العام للجميع في مجتمعاتنا.
زملائي الأعزاء، نحن مجهزون جيداً لنصبح الأفضل في مجالاتنا، وللمساهمة في جعل العالم مكاناً أفضل، ولنترك بصمة رائعة في العالم. لكن أدعوكم اليوم لتحدي أنفسنا جميعاً من خلال السعي دوماً للتميّز في كل ما نفعله. وكما قال مارتن لوثر كينغ جونيور: "عندما تكتشف ما ستكون عليه في حياتك، انطلق للقيام به كما لو أن الله تعالى قد دعاك في تلك اللحظة بالذات من التاريخ لتنفيذه. لا تنوي القيام بعمل جيد فحسب، بل انطلق للقيام به بأفضل ما تستطيع بحيث يعجز الأحياء أو الأموات أو الذين لم يولدوا بعد عن فعل ما قمت به".
أود أخيراً أن أُعرب عن خالص امتناني لله القدير على بركاته اللامحدودة، ولأُسرنا التي هي مصدر قوتنا وصخرتنا، التي نستند إليها، ولأعضاء هيئة التدريس لتمهيدهم الطريق لنا، ولمستشارنا، سمو الآغا خان على رؤيته التحويلية.
أصدقائي الأعزاء، أتمنى لكم جميعاً كل التوفيق في رحلتكم الجديدة. أينما تذهبون، انطلقوا من صميم قلوبكم.
مبارك لخريجي دُفعة عام 2022 - لقد نجحنا جميعاً!