كلمة ألقاها د. خافيريا طارق, باكستان · 17 فبراير 2024 · 3 دقائق
الضيوف الكرام، وأعضاء هيئة التدريس، والأعضاء الكرام في مجتمع جامعة الآغا خان، زملائي الخريجين، يسعدني بشدة أن أرحب بكم جميعًا اليوم نيابة عن خريجي دفعة 2023 في جامعة الآغا خان.
أنا حفيدة رجل جاء من قرية صغيرة في الهند، وهاجر إلى باكستان وكافح ليلًا ونهارًا لإعالة أسرته. أنا حفيدة امرأة لم تتمكن من الذهاب إلى المدرسة. لذا، فإنني أدرك تمامًا أهمية كلماتي عندما أقول إننا نتخرج من جامعة الآغا خان، هذا الاختصار الذي يتحدث عن نفسه، بكل خريجيها البارزين، من الأطباء والممرضات والباحثين والتربويين، وهو المجتمع الذي سننضم إليه قريبًا.
مثل العديد من الصفحات والفصول الأُخرى من كتاب حياتنا، ها هو آخرها. يوم تخرجنا، اللحظة التي كنا جميعًا ننتظرها. أنا ممتن للذكريات التي صنعناها معًا، والصداقات التي بنيناها لتدوم مدى الحياة، والدروس التي تعلمناها، لا تقدر بثمن. أرى في زملائي في الفصل إمكاناتٍ لا حدود لها، وفي كل واحد منكم – قائدًا. لقد أعدتنا جامعة الآغا خان لمواجهة التحديات بمرونة ومثابرة وشجاعة.
أود أن أعرب عن خالص امتناني لأولئك الذين جعلوا هذه الرحلة ممكنة؛ مستشارنا الذي أرشدتنا رؤيته الثاقبة، وأعضاء هيئة التدريس، والموجهين المتميزين لدينا، وأولياء أمورنا الداعمين دائمًا، الذين بذلوا تضحيات لا حصر لها لضمان نجاحنا، وبالطبع، أصدقاؤنا، الذين كانوا أقوى ركائز الدعم، شكرًا لكم!
لقد واجه كل واحد منا هنا، الخسارة أو الحزن أو التضحية، بشكل أو بآخر، خلال السنوات القليلة الماضية، فقدنا أحد أعضاء هيئة التدريس الأعزاء، وطالبًا منا؛ ومع ذلك، فنحن جميعًا هنا، مع أصدقائنا وعائلاتنا، ننعم بالصحة والعافية. إذا لم يكن هذا أبلغ مثال على المرونة، فماذا يكون إذن؟ لقد أدركنا أيضًا أهمية أن نكون عاملين في المجال الإنساني، خاصة في ظل جائحة كوفيد-19.
زملائي الخريجين، كل واحد منا يحمل في داخله إرثًا قيمًا. بين يدينا الشهادة العلمية، وفي قلوبنا العاطفة المشتعلة، معًا، دعونا ننير العالم. في هذا اليوم المميز، وأنتم تحتفلون بهذه الإنجازات، برمزيتكم الخضراء المُفعمة بالأمل، أنتم تجسيد الأمل للملايين، الذين يفتقرون إلى إمكانية فرص التعليم والرعاية الصحية. العالم ومستقبلُ الإنسانية بحاجةٍ لكم.
ننتمي إلى عائلة جامعة الآغا خان، وستظلُّ هذه العائلة سندًا لنا دائمًا. لنكن جريئين ومتفائلين، فإن إنقاذ حياة واحدة، وتغيير قصة واحدة، وجلب ابتسامة واحدة، يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا. نرجو من الله أن يُبارك أيدينا بقدرة الشفاء، وقلوبنا بمشاعر التعاطف اللامتناهية، وكلماتنا لتُصبح هبة الأمل. اليوم لا يُمثل نهاية، بل بداية جديدة. لنترك بصمتنا في التاريخ.
وبروح مدرستنا، أودّ أن أختم كلمتي بمقتطفٍ من قصيدة للشاعر فايز أحمد فايز، الذي يُعبّر عن إيمانه الراسخ بأنّ الظلم سيزول، وأنّ الحب والعدالة سينتصران في نهاية المطاف. وفيما يلي ترجمة مقرّبة لبعض أبيات القصيدة:
"سَتَسقطُ كلُّ التيجانِ،
وكلُّ عرشٍ قد نزلْ.
ومن المُسلّم أنْ نشهدْ،
سوفَ نشهدْ".
تهانينا لدفعة 2023! لقد حققنا هذا الإنجاز معًا، شكرًا لكم.