كلمة ألقاها د. سوزان تشيرويوت, كينيا · 17 فبراير 2024 · 3 دقائق
AKDN / Akbar Hakim
الضيوف الكرام، أعضاء هيئة التدريس، والأعضاء الكرام في مجتمع جامعة الآغا خان وزملائي الخريجين:
قال رجل الأعمال مارتن أوغوو، وأنا أقتبس: الحياة رحلة. كن مستعدًا وسوف تصل إلى مصيرك، كن مشتتا وسوف تعاني من حطام. احتفظ بصحبة سيئة وسوف يُسلب منك مصيرك. اليوم، كطالبة متفوقة، أود أن أشارككم ثلاث تجارب مبنية على هذا الاقتباس، والذي أعتقد أنه يلخص حياتنا الطلابية هنا.
أولًا، الحياة رحلة. رحلة مليئة بالتحديات والإنجازات. لقد واجهتُ خلال الأعوام الأربعة الماضية بعضًا من أصعب التحديات، لكنّها كانت أيضًا مليئةً بالعبر والدروس القيّمة. أهمّ درس تعلمته هو أنّ لكلّ شخصٍ يمرّ في حياتنا سببٌ وموسمٌ. لقد انفصلتُ عن حبّ حياتي خلال السنة الأولى من إقامتي، وكان ذلك وقتًا عصيبًا للغاية. حاولتُ الموازنة بين حياتي العملية المزدحمة وواجبات المستشفى الطويلة مع حياتي الشخصية المضطربة. لكنّني تغلّبت على تلك المرحلة الصعبة، وهذا هو سبب وجودي هنا اليوم. زملاء التخرج، تذكروا أنّ الفصول ستتغير بالتأكيد، وعندما يأتي الشتاء، احتضنوه، لأنّه بعد الوصول إلى قاع الوادي، لا يوجد طريقٌ سوى الصعود.
ثانيًا: كن مستعدًا ومركّزًا، وسوف تصل إلى مصيرك. دخل معظمنا أبواب جامعة الآغا خان قبل حوالي عامين إلى أربعة أعوام. قد يكون بعضكم مثلي، لم ندخل بشكلٍ طبيعي، بل كنا قد تعثرنا في البداية. اسمحوا لي أن أُوضّح: لقد بدأتُ جلسات المقابلات بثقة واعتزاز، وشعرتُ بالاستعداد والتحضير الجاد. ولكن بعد ذلك تم وضعي في قائمة الانتظار لبرنامجي المفضل! كانت تلك لحظة قريبة جدًا، وفي الوقت ذاته، كانت بعيدة جدًا. كانت بالفعل قصة طويلة بالإصرار والقدر، مع نهاية سعيدة في تحقيق حلمي في طب الأسرة. ما أود أن أشير إليه هو: كونوا مستعدين، ولكن في الوقت نفسه، حافظوا على تركيزكم على الهدف. ربما يكون الرفض مجرد إعادة توجيه إلى الطريق الذي اختاره الله لكم.
أخيرًا، العمل الجماعي هو طريق النجاح! خلال الفترة التي قضيناها هنا في جامعة الآغا خان في كينيا، شعرت حقًا بالروح الإفريقية لأوبونتو (كلمة من أصل إفريقي تعني "الإنسانية" أو "الكرم" أو "التعاطف"). شعرتُ بذلك لأنّكم جميعًا تجسّدون أوبونتو. لقد غرس مجتمع الحرم الجامعي هذا فينا قيمة الخدمة، وقيمة الإرشاد، وأنّ الحواجز يُمكن، بل ينبغي، كسرها. إلى جميع أعضاء هيئة التدريس، وأولئك الذين يخلقون بيئة تعليمية مواتية، لا نملك كلمات الشكر الكافية. لقد كنتم لنا عونًا وسندًا، وقدمتم لنا منصة الإنطلاق.
وهكذا، مع اقترابنا من نهاية رحلتنا هنا، دعونا نقف لحظة ونتأمل. ما هي الدروس الصعبة التي اكتسبناها؟ وما هي التحديات التي واجهناها؟ هل تعثرنا، أم نهضنا من جديد؟
يمكن تلخيص السنوات القليلة الماضية بكلمة واحدة: الإلهام! لقد دفعتنا إلى نشر أجنحتنا والمضي قدمًا. واليوم، وأنا أقف على هذه المنصة، أودُّ أن أتقدم بالشكر، نيابةً عن زملائي الخريجين، إلى صاحب السمو الآغا خان، الذي كان مصدر إلهامٍ لنا، وعلى الفرصة التي أُتيحت لنا للتقدم خطوةً إلى الأمام نحو تحقيق أحلامنا. شكرًا لكم.