كلمة ألقاها وجاهات خان , نارين، جمهورية قيرغيزستان · 16 يونيو 2023 · 5 دقائق
AKDN / Didor Sadulloev
زملائي الخريجين الأعزاء،
الضيوف الأحبة،
أولياء الأمور الكرام،
أعضاء هيئة التدريس، وجميع الموظفين،
صباح الخير للجميع، نحن هنا اليوم في هذه المناسبة السعيدة لنحتفل بحفل توزيع الشهادات لخريجي الدُفعة الثالثة من جامعة آسيا الوسطى (UCA).
أنا وجاهات خان، ويشرفني للغاية أن أمثل أمامكم اليوم لأُلقي كلمة بوصفي الطالب المتفوق على دُفعته المميزة لعام 2023.
بينما أفكر في الرحلة التي قادتنا جميعًا إلى يومنا هذا، يتبادر إلى ذهني أمران: قوة المرونة والسعي وراء المعرفة. لقد كانت مساراتنا متنوعة، وخلفياتنا متعددة، ولكن ما يوحدنا هو التزامنا الثابت بالنمو والتميز الأكاديمي.
أتيت من وادي هندور ياسين، المنطقة النائية من إقليم غيلغيت- بالتستان، التي تعاني من صعوبات الوصول إلى التعليم الجيد، حيث كانت أقرب المدارس تبعد عدة كيلومترات. لقد عقدت العزم على الحصول على التعليم. إنني اليوم ممتن للفرصة التي أُتيحت لي للحصول على تعليم جيد، على الرغم من كافة التحديات ولحظات الشكك وعدم اليقين. لقد كنت محظوظًا لأن لدي والدين غرسا فيّ حب التعلم منذ الصغر، فقد شجعاني على القراءة وطرح الأسئلة واستكشاف العالم من حولي. إنني ممتن للمعلمين الذين ساعدوني طيلة فترة الدراسة، والذين شجعوني على التفكير النقدي وعلموني ألا أتخلى أبدًا عن أحلامي. من جبال غيلغيت الوعرة إلى الفصول الدراسية النابضة بالحياة في جامعة آسيا الوسطى، كانت رحلتي مليئة بالتحديات، ومليئة بالتجارب التكوينية التي ساعدت في تشكيلي لأصبح شخصًا مليئًا بالفضول والتعطش للنمو الفكري. أعتقد أن كل واحد من الخريجين الذين يجلسون هنا اليوم قد خاضوا رحلات فريدة ومميزة في حياتهم الشخصية وفي مسيرتهم التعليمية في جامعة آسيا الوسطى.
الآن، قبل الخوض بالحديث عن تجربتنا الرائعة التي عشناها في جامعة آسيا الوسطى، أود أن أطلب من الحضور التصفيق الحار للطلاب الشجعان من جامعة آسيا الوسطى الذين يقيمون في الحرمين الجامعيين في خوروغ ونارين، وذلك تقديرًا لإنجازاتهم ونجاحهم في تحقيق التقدم والازدهار رغم كل التحديات التي واجهوها.
أتذكر عندما دخلت الحرم الجامعي للمرة الأولى، وجدت جميع الطلاب الذين سبقونا متحمسين لاستقبال الوافدين الجدد وللتعرف على خلفياتهم وقصصهم المتنوعة. في البداية، شعرنا ببعض الشك حيال ما قد يخبئه المستقبل بالنسبة لنا، وخصوصًا بعدما واجهنا خلال رحلتنا الجامعية في جامعة آسيا الوسطى تحديات ونجاحات متباينة. وبالرغم من الشعور بالسخط واليأس الذي قد ينشأ عند دخول أي شخص لمؤسسة جديدة، إلا أن ما يميز هذه الجامعة كمؤسسة عالمية هو روحها الطموحة والنابضة بالحياة، التي دفعتنا لبذل قصارى جهدنا حتى في أصعب الأوقات.
ساعدتنا جامعة آسيا الوسطى حقًا على فهم ذواتنا بشكل أفضل وفتحت أعيننا على اكتشاف مجموعة متنوعة من نقاط قوتنا، مما ساعدنا على التغلب على التحديات بكل ثقة. ربما يتساءل البعض منكم عن الصعاب التي واجهناها، بما في ذلك التعلم عبر الإنترنت خلال فترة جائحة كورونا. وبالرغم من أننا استمتعنا ببعض اللحظات الدافئة أثناء تلك الفترة ونحن نلتفُّ ببطانياتنا وربما نغفو في بعض الأحيان أثناء الدروس، إلا أننا تعلمنا أهمية عدم الاستسلام. ربما هذه المشاعر تكون قد أثرت على بعض من زملائنا، ولا سيما الذين يبتسمون الآن.
فعلاً، هذه اللحظات تثير فينا شعورًا بالحنين إلى الذكريات التي قضيناها خلال سنوات الدراسة، ولذلك نحن نفتخر ونقدر تلك الذكريات، سواء كانت إيجابية أو سلبية، حلوة أو مُرّة. أتذكر أن طلاب دُفعة عام 2023 تم منحهم قمصانًا كُتب عليها عبارة "جبال الفرص". إن جامعة آسيا الوسطى هي حقًا مكان مليء بالفرص، حيث تقدم تعليمًا متميزًا يؤكد على قبول الاختلاف والتنوع كقيم أساسية للجامعة.
بالتأكيد، لا يمكن إكمال هذه السردية دون الدعم القوي والجهد المخلص الذي قدمه أفراد يمثلون جزءًا مهمًا من مجتمع جامعة آسيا الوسطى. أرغب في هذه اللحظة الخاصة في التعبير عن امتناني العميق لمستشار الجامعة، سمو الآغا خان، ولمجلس الأمناء على رؤيتهم الرائعة في تأسيس هذه الجامعة الرائدة في المناطق الجبلية النائية في آسيا الوسطى. وأنا ممتن بشكل خاص للإدارة العليا والأقسام الأُخرى وجميع الموظفين في جامعة آسيا الوسطى على التفاني والدعم الاستثنائي الذي قدموه طوال رحلتنا.
أعزائي الخريجين، نحن جميعًا ممتنون بشدة لأعضاء هيئة التدريس المتميزين لدينا الذين قدموا كل ما لديهم من أجلنا، بفضل تصميمهم اللامحدود وشغفهم المتجدد في تقديم أفضل تعليم على أعلى مستوى. هؤلاء الأساتذة دفعونا إلى بذل جهد إضافي حتى في الأوقات الصعبة حينما كنا نحتاج إلى دفعة إضافية من الحافز والثقة.
أود أن أُعبّر عن شكري العميق لقسم التعليم التعاوني على توفير فرص قيمة للطلاب طوال رحلتنا الدراسية في جامعة آسيا الوسطى. يستحق فريق الحياة الطلابية التقدير الكامل لجهودهم الدؤوبة في دعم وتنسيق حياتنا في الحُرم الجامعي. بالإضافة إلى ذلك، أشكر بشكل خاص أفراد عائلات الخريجين السابقين، والآباء والأوصياء والأخوات والإخوة، الذين ربما لم يحصلوا على الاعتراف الكافي بتفانيهم ودعمهم.
وبالنسبة للأحباء، أود أن أعبر عن شكري الخاص لما قدموه من دعم وتحفيز مستمر. بفضلهم، أجد نفسي هنا اليوم. ولا يمكنني أن أنسى دور الآباء في تربيتنا ورعايتهم، وتضحياتهم التي جعلت اللحظات الصعبة تصبح أكثر تحملًا وتمكننا من تحقيق ما نسعى إليه.
في هذا اليوم المميز، تكون الشهادة التي سنحصل عليها بمثابة رمز للتنمية الشخصية والثقافية. إنها إنجاز يأتي من مؤسسة تعليمية مرموقة، وستبقى قيمها ورؤيتها تؤثر في حياتنا طوال العمر. ينبغي علينا ألا ننسى أن هذا الإنجاز هو نتاج مجتمع محفز فكريًا، ومنه نستمد روح الاهتمام والمسؤولية تجاه مجتمعنا. يجب علينا أن نكون رمزًا للتغيير الذي نسعى إلى رؤيته في العالم من حولنا. علينا أن نكون دعاة وسفراء للسلام وناقلين للمعرفة أثناء خوض مغامراتنا واستكشافنا لمسارات جديدة.
رحلتنا هنا ليست نهاية، بل هي بداية نحو رحلة السعي مدى الحياة، نتطلع فيها لتحقيق التميز والنمو وإحداث تغيير في مجتمعاتنا والعالم. لذا، دعونا نستقبل بشجاعة التحديات التي تنتظرنا ونعمل بجدية نحو تحقيق النجاح، ليس فقط من أجل أنفسنا ولكن أيضًا من أجل تقدم المجتمع بأسره.
أود أن أختم كلمتي بعبارة لمستشار جامعة آسيا الوسطى، سمو الآغا خان: "لا يوجد شكلٌ من أشكال الاستعداد للتغيير أعظم من التعليم".
مرة أُخرى، أُهنئ زملائي الخريجين وآمل أن تكون هذه الرسالة بمثابة المنارة التي تهديكم نحو مستقبل مشرق.
شكرًا لكم جميعًا