كلمة ألقاها صاحب السمو الآغا خان, أوتاوا، كندا · 25 نوفمبر 2025 · 4 دقائق
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب السعادة،
أيها الضيوف الكرام،
السيدات والسادة،
باسم مجلس إدارة المركز، يسعدني جدًا أن أرحب بكم في حفل جائزة التعددية العالمية لعام 2025.
لقد أُنشئ المركز العالمي للتعددية بهدف مساعدة المجتمعات في جميع أنحاء العالم على مواجهة تحدي التعايش المشترك، من خلال تسخير الاختلافات لخدمة التقدم والازدهار والسلام.
إن الدفاع عن التعددية في مجتمعاتنا ليس هدفًا فحسب، بل هو الحل. فالتعددية هي خارطة الطريق لسد الفجوة بين الأفراد وحتى المؤسسات.
مثَّلت جوائز التعددية العالمية إحدى الطرق التي سعى من خلالها والدي الراحل إلى تجسيد هذه القيادة، وإظهار النتائج الملموسة لاحترام التنوع وتقديره.
في هذا الوقت العصيب الذي يمر به العالم، تُمكِّننا هذه الجوائز من تجاوز الانقسام، لنكون جزءًا من التغيير البنّاء في مجتمعاتنا، مستلهمين جهود الفائزين بها.
غالبًا ما تبدو التعددية مهمة شاقة، وهدفًا يكاد يكون بعيد المنال. لكن جمال جوائز التعددية العالمية يكمن في أنها تُظهر لنا كيف يُحدِث أشخاص عاديون تأثيرًا في مجتمعاتهم كل يوم، في مواجهة تحديات كبيرة.
تُحدِث هذه المنظمات، من خلال أعمالها الاعتيادية، تأثيرًا هائلًا في مجتمعاتها، وتُشرك شركاء ــ غالبًا ما يكونون غير متوقعين ــ للعمل معًا على حل أكبر قضايا عصرنا. وهي تعمل معًا على بناء حركات تُغيِّر الأنظمة والمعايير العالمية.
هذا العمل ليس سهلًا دائمًا، لكن قيمته يمكن أن تستمر بعدنا. فبمجرد أن نخصص وقتًا للاستماع إلى شخص نراه مختلفًا عنا، ونبدأ بفهم قصته، قد نجد أن لدينا قواسم مشتركة أكثر مما كنا نعتقد، ويبدأ مفهوم "نحن" في الاتساع.
هذه الليلة، نحتفل بهؤلاء المكرَّمين العشرة بسبب الإجراءات التي يتخذونها كل يوم لتفعيل القوة التحويلية للتعددية. ورغم اختلاف القطاعات والمناطق والمقاربات، فإن المبادئ التي توجِّه عملهم واحدة: هناك مساحة للجميع للتعايش السليم.
تنضم هذه المجموعة المكوَّنة من 10 فائزين إلى مجموعة أوسع تضم أربعين فائزًا سبقوهم منذ إطلاق الجائزة، وإلى جموع الأشخاص الذين يقاومون الانقسام والتهميش.
نحن وكل واحدٍ منا جزءٌ من مجتمعنا العالمي، وباعتبارنا أعضاء فيه، فإننا مسؤولون أيضًا عن صياغته من خلال سلوكنا تجاه الآخرين.
نحن ممتنون لهيئة المحكّمين الموقّرة، التي جرى اختيارها من أنحاء مختلفة من العالم، وتمثّل خلفيات مهنية وشخصية متنوعة.
وأهنئ رئيس لجنة التحكيم، الدكتور مروان المعشَّر، وأعضاءها الآخرين ــ السيدة ياسنايا أغيلار جيل، والدكتورة كومفورت إيرو، والسيدة ريتا روي، والسيد غام شيمراي، والدكتور ستيفن توب، والسيد أنطونيو زابولا ــ على تفانيهم واختياراتهم الملهمة للفائزين بالجائزة.
بينما نهنّئ هذا المساء هؤلاء الفائزين الاستثنائيين ونتعرّف أكثر إلى مسيرتهم، أدعوكم للتفكير في الخطوات العملية الهادفة التي يمكن لكلٍّ منكم أن يطبّقها في حياته. فكلّ خيار نتّخذه يُحدث فرقًا في مواجهة التحديات العالمية التي نمرّ بها.
أشكر الفائزين بالجائزة، والمركز العالمي للتعددية، وكل واحدٍ منكم أيها الحضور الليلة، على التزامكم بالتعددية.